عاجل
الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
المقال الأخير لمحمد الرفاعي .. عودة حسانين ومحمدين!

المقال الأخير لمحمد الرفاعي .. عودة حسانين ومحمدين!

بقلم : محمد الرفاعي

أسهل وأضمن وأريح طريقة لمواجهة المشكلة- فى تراثنا العظيم، هى تحويلها إلى أغنية، على طريقة شعبولا، وهات يا طبل وزمر، ثم تجميلها بشوية شعارات تجيب البرى برى، لزوم المستمع الجبلة، أو الواقف على حافة التناحة، لعل الله ينفخ فى صورته، ثم نضع ضمائرنا فى مساحة النشوة، ونلتحف بالأمان.. وننام، حتى يقضى الله أمرًا كان مفعولاً.

لقد تعودنا.. بل أدمنا مواجهة المشكلة، من فوق شواشى الدرة، وليس من الجذور، بمعنى إذا كانت هناك مشكلة تبرطع من حولنا برطعة الحمير الشاردة، وتنط فى كروشنا، فالأسلم والأحوط، وبدلاً من المواجهة العلمية، نسارع بعمل حملة دعائية، على كام شعار جامد، من عينة.. اسمع كلامنا يا عويس.. بدل ما يخبطك الأتوبيس، وتظل هذه الحملة لابدة على شاشات الفضائيات كالخفاش، ربما تؤثر فى جتت المشاهد التخينة، ويخلى عنده دم، ويبدى الندم.. على غلطته فى حق الغنم.. وبعد فترة.. تنتهى الحملة.. وتروح الشعارات فى الوبا، ومازالت المشكلة كما هى، إن لم تكن قد تجاوزت حدود المسموح.
فعندما واجهنا مشكلة الزيادة السكانية منذ سنوات، بدأت حملة خالد الذكر حسنين، وصاحب العزة محمدين، اللى طلعوا على جتتنا البلا، ونكدوا علينا عيشتنا، وتوقفت الحملة كالعادة.. ولم تتوقف الناس عن الخلفة عمال على بطال، ولا واحد أقام جدارًا عازلاً بينه وبين المدام، بل تحولت الحكاية كلها إلى مجرد أغنية يغنيها العيال فى الشوارع، من باب التسلية والسخرية، بعدها بعدة سنوات.. خرج علينا واحد صاحب عقلية معملية فذة بحملة أخرى، بقيادة الدكتورة كريمة مختار رحمها الله، والتى كانت تشرح للسيدات وسائل منع الحمل، ده طبعًا غير حملات طول ما ندى ضهرنا للترعة.. عمر البلهارسيا فى جتتنا ما ترعى لعبدالسلام محمد.
وبعد كل هذه السنوات.. وكل هذه الحملات.. ورغم شعارات ما تخلى عندك دم يا فوزيه.. جوزك شالوه على الأميرية، وصل تعداد السكان إلى 104 ملايين نسمة، فقررت الدولة- رغم التجارب السابقة- مواجهة المشكلة بحملة طفلين وبس، على طريقة فؤاد المهندس كلمتين وبس، ويبدو أن شعارها سيكون.. طفلين وبس يا أبو أمينة.. ماتخليش دماغاك تخينة.
 



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز