

د. حماد عبدالله
من أحلام العصافير!
بقلم : د. حماد عبدالله
هذا العنوان جزء من مثل شعبى «فولكلور» حينما سأل الولد خاله قائلاً " يا خال عايز الناس يحترمونى" «فرد الخال لما يموت اللى يعرفوك»!
هذا المثل الجميل ينطبق على حالات إنسانية بيننا حتى اليوم حينما يحاول بعض الأشخاص أن يرتدى ثوبًا اجتماعيًا أو سياسيًا جديدًا ، بعيد كل البعد عن مكوناته الأساسية وعن تاريخه الشخصى، وعن كيفية تكوينه لثرواته ومصانعه وشركاته ،وكيف وصل سياسيًا بأن يكون مبعوثًا إلهيًا إلى «الأمة» لكى يرشدها إلى طريق العفة ، والصدق والأمانة والإخلاص، ويدعو المواطنين لانتهاج الشفافية فى التعامل ويطالب بضرورة وجود رؤية واضحة للمستقبل «كلام كبير جدًا» وأخلاق عظيمة خالص، "وسمات إنسان نبيل عصامى محترم"، كل شىء قام به فى حياته تحت الضوء وأعطى نفسه مثلاً وقدوة للشباب لكى يقتدوا به، ويصبحوا مثله!
إلا أن كل ذلك أوهام فهو حينما يتحدث يكذب! وحينما يصادق ينافق! "وحينما يختلف يقهر ويفجر"! وحينما "يؤتمن يخون"! وحينما يتحدث عن نفسه وعن مكونات شخصيته وعن كيفية صعوده نسمع "قصص ألف ليلة وليلة" بل «كليلة ودمنة»! المجتمع يحتشد بمئات من الناس والمرموقين فى المجتمع يتمنون من كل قلوبهم أن" يموت كل من يعرف أصولهم" ويعلم عن نشأتهم ولا «يتواروا» أبدًا فى أن يدبروا من المواقف والمكائد والمصائب لكل من يعلم شيئًا! حتى يبحث لنفسه عن فرصة للخلاص من الشبكة التى أحاطوه بها! وطبعًا «الملهى بمشاكله لا يفكر فى غيره»! وهذه أيضًا ضمن بديهيات الأدب الشعبى المصرى!
ولعلنا ونحن نسرد مثل هذه الصور السيئة فى مجتمعنا نرنو أن يتخلص أصحاب مثل هذه الصفات من هذه «العنكبة» التى تسيطر على أدمغتهم وضمائرهم»!!
وكنت قد فكرت فى أن أكتب كتابًا عن أصول بعض من أعرفهم من «مرموقى» هذا المجتمع ، الذى نعيش فيه وأنا أدعى بأننى أعرف الكثير من هؤلاء المرموقين، وأعرف عن تاريخهم بحكم العشرة، ورغم أن هذه الرغبة يقابلها بداخلى شىء "من الأدب الاجتماعى ""غير أن كل ما تعرفه لا تعلنه" حرصًا على الناس، وحرصًا على العلاقات وحرصًا على النفس! إلا أن بعض زملائى ومعارفى يؤيدون ضرورة تسجيلى لهذه «السير الذاتية» حيث إنها "ملك شعب" مادام صاحبها أخذ العمل العام منهجًا ووظيفة ووسيلة أيضًا!
إلا أننى أطالب المرموق الصادق بأن يعلن أمام شباب هذا الوطن قصة نجاحه حتى ولو كان فيها ما يشيب له الولدان!
وحتى يعطى مثلا، يحتذى أو لا يحتذى.. حتى إن الإنسان الصادق القدوة يعلن عن أخطائه قبل محاسنه حتى يصبح إنسانًا مفيدًا لمجتمعه، طبعًا هذه أحلام عصافير!.
وهو عنوان هذا المقال !!