

جورج أنسي
فى التحرش.. الرؤوس تساوت !
بقلم : جورج أنسي
أدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون- قبل أيام قليلة- العنف الذي تتعرض له المرأة ؛ وقال إنه من العار أن تلقى امرأة حتفها -إنتحارًا- كل ثلاثة أيام في فرنسا، بسبب التحرش !
والمثير فى الموضوع هو أن ماكرون جعل قضية "المساواة بين الرجل والمرأة" على رأس "الأولويات" في مدة رئاسته التي تبلغ 5 أعوام؛ كما لو كانت فرنسا لم تعرف هذة المساواة بل و تشترك مع دول عالمنا العربى فى إنتهاك وتقليل مكانة المرأة فى المجتمع!
كما ذكر في الخطاب الذى ألقاه بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة، أنه لا ينبغي أبدًا إيجاد الأعذار للمجرمين الذين يتحرشون يوميا بالنساء، ويعتدون عليهن ويهينوهن ...بل ينبغي التشنيع والتشهير بهم ،ومحاكمتهم ومعاقبتهم بما يستحقون جزاء أعمالهم، داعيًا إلى كشف هؤلاء المتحرشين والضالعين في العنف ضد النساء.
وشدد على أن فرنسا لا ينبغي أن تكون من بين الدول التي تعيش فيها النساء في خوف(!!) فليس من الطبيعى أن يلحق العار- فقط -بالنساء ضحايا التحرش والإغتصاب ، معبرًا عن دعمه لتغيير القوانين المتعلقة ب "القبول في العلاقات الجنسية"، وتصنيف كل علاقة مع فتاة دون 15 سنة من العمر كجريمة اغتصاب.
وقال إنه من غير المقبول أن تكون القوانين الفرنسية غامضة في هذا المجال فتسمح بتبرئة "بالغين" فى قضايا إغتصاب بنات في سن 11 عاما.
بالطبع ..لا أستطيع أن أخفى دهشتى من تصريحات ماكرون فى هذا الإطار ، فهى وإن دلت على شيء ،فإنما تدل على أن الرؤوس تساوت بين دول العالم المتقدم ودول العالم الثالث -خاصة دولنا العربية - التى تعيش منذ فترة طويلة أصعب مراحل التحرش الجنسي بالمرأة وانتهاك أدميتها، إما بدعوى التدين الظاهرى أو بداعى النظرة الدونية والإستعلاء التى يمارسها بعض الرجال ضد المرأة .. وفى النهاية فإن النتيجة واحدة وفقًا لما جاء على لسان الرئيس الفرنسي؛ بعيش النساء فى "خوف"!
ولعل الفرق الوحيد أن فى فرنسا وغيرها من دول العالم الأول ، فى أن الدولة تستشعر الحرج لعدم حماية أى فئة من مواطنيها ، مما يجعلها تتحرك سريعًا بهدف وضع حد لأى خروفات وتجاوزات وفقًا لقانون واضح ومحدد المعالم والأطر ، بعكس الحال لدينا بوضع الأنسان وحياته فى نهاية هرم الإهتمامات بإعتبار أن (العدد فى اليمون) والأمر لا يحتاج كل هذا القلق والهواجس !