عاجل
الجمعة 8 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
لماذا لا نزرع "أوراق الدخان"؟!

لماذا لا نزرع "أوراق الدخان"؟!

بقلم : د. حماد عبدالله

نحن شعب مصر نمتلك أكبر مصانع في الشرق الأوسط بل وصلنا إلى أننا نمتلك أحد أكبر مصانع الدخان والتوباك والسجائر في العالم.



ولنا في صناعة الدخان ميزة نسبية حيث نصدر بملايين الجنيهات ونضيف للموازنة العامة للدولة أكثر من 6 مليارات جنيه سنويًا سواء كانت أسهم أو ضرائب أو تأمينات أو جمارك وكذلك رواتب موظفين.

ولا يمكن أبدًا ونحن نقف في حملة ضد التدخين أن ننسى أن العالم وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية هي أكبر الدول المصنعة للدخان والمصدرة أيضا له سواء كان خاما أو منتهي الصنع.

كما أن من زاوية أخرى وهي زاوية الزراعة فنحن نمتلك مركز بحوث الدخان والبصل تابعا لوزارة الزراعة ولا أعلم لماذا هذا المركز يجمع بين (الدخان والبصل) شيء غريب!

وأعتقد له تفسير عند المهتمين بشؤون الزراعة في المحروسة.

ومن الحقائق التي يجب أن نتعرض لها بأن الفدان ينتج حوالى 2 طن من الدخان (ورق التوباك) حيث يصل ثمن الكيلوجرام من (ورق التوباك) الدخان إلى أكثر من 4.6 دولار أو يصل إنتاج الفدان إلى 7200 دولار أي ما يقرب من مائة وتسعة وعشرين ألف جنيه للفدان الواحد (ما شاء الله).

ونحن نستورد توباك خاما في العام الواحد أكثر من 200 مليون دولار (مائتى مليون دولار).

وهنا سوف تخرج علينا بعض الأصوات المعارضة لتقول إننا ضد التدخين وضد صناعة السجائر وضد زراعتها ولكن ما نحن بصدده نحن في احتياج شديد إلى "القيمة المضافة لمنتجاتنا الصناعية" هو أن نوفر الخامات الأساسية لها وليس باستيرادها.

وطالما نحن نصنع السجائر ونحذر من تدخينها أسوة بجميع دول العالم فمن حقنا أن نبحث عن "القيمة المضافة" لهذه الصناعة.

لماذا لا ننشئ "منطقة حرة زراعية" نزرع فيها التوباك وإن لم يكن لاستخدامه في صناعاتنا فليكن بتصديره للدول التي تسمح بإنتاجه وترك الحرية لتدخينه بعد وضع المحاذير اللازمة.

لماذا نقف دائمًا "ضد مصلحة الوطن" تحت شعارات زائفة ليس لها قيمة فعلية وليست قريبة من الواقع الذي نعيشه ونمارسه ويمارسه كل سكان الأرض!!؟

إن الوقوف أمام زراعة التوباك يذكرنى بأن هناك دولا تسمح بزراعة الحشيش (الخشخاش) ومنها دول إسلامية وعلى رأسها مملكة المغرب الشقيق بل الشيء الذي لم أكن أعلمه أن اقتصاد المغرب يعتمد اعتمادًا جزئيًا على زراعة الحشيش وتصنيعه وتصديره وصرفه (بروشتات) في الصيدليات لمن يحتاجه ولكن نحن ملوك أكثر من الملوك أنفسهم!!

لماذا لا نكون أكثر واقعية وأكثر حرصًا على مصلحة الوطن العليا وأن نعمل بآليات السوق الحرة التي ارتضيناها كسياسة وكمنهج حياة في هذا المجال.

أتمنى أن أقرأ أو أسمع ما يثنينى عن تفكيرى أو عن وجهة نظرى ربما أكون مخطئًا ومش واخد بالى!!

[email protected]

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز