عاجل
الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
هلّ هلال العيد

هلّ هلال العيد

بقلم : د. عزة بدر

"الله أكبر تنشد مآذن مصر المحروسة"، الله أكبر، رقت قلوب، وشفّت نفوس، ولم يعرف المؤمن ما أعطته يمينه ,



ولا عرفت شماله ما وهبته يمينه .

هلّ هلال العيد، رسم له وجنة على صفحة النيل، وترك على شاطئه زهرة لوتس وسوسنة، ووضع في كل كف مفتاح حيا ة وماء مرآة، وخمس.وخميسة، وعُرفا وطيبا .

أطل الهلال تاج المآذن.. روح القباب ربيب السماء.. حبيب القمر

أطل الهلال وفي طرفه شال مسك وعنبر ، وفي حناياه يمامات خُضر تلقط كعكا بسكر .

على جبل  "يشكر" قرب الجامع الطولوني يحط ويشكر.. يُقال هنا رست سفينة نوح ، وهنا  أيضا حصحص الحق، والتقمت عصا موسى ما ألقى سحرة فرعون.

وهنا في الحُسين تنام رأس الإمام الشهيد، سبط الرسول.. وهنا قميص النبي والمكحلة.

الله أكبر .. تردد صوت المؤذن فى جامع السيدة زينب، الرئيسة، المُشيرة، أم هاشم  وضوأت عناقيد الضوء فى المسجد الذى يحمل اسم بنت بنت النبى صلى الله عليه وسلم  .

  الله أكبر ،  تردد صوت المؤذن عميقا في الأزهر، وفي الأقمر، وفي قلاوون , والغوري، في كل مسجد، وفى كل زاوية صغيرة   وأينما نُولى فثمَ وجه الله.

هلّ هلال العيد من كوة في القلب.. من حنايا دعاء طاقة نور. 

  "فما لعينيك إن قلت أكففا همتا / وما لقلبك إن قلت استفق يهمِ ؟

.. "أيحسب الصَبُ أن الحب منكتم ما بين منسجم منه ومضطرم ؟ "

نحبها فهي أم المدن وأم الدنيا نحبها بالفطرة نحبها بالإرث، بالقضاء والقدر.. بالقسمة والنصيب.

هلّ هلال العيد.. لملمت إيزيس جسد أوزوريس، وضمت إليها حورس الإبن وغلبت إله الشر ست.

جاءت مريم بالمسيح  الطفل إلى أرض الكنانة فبُوركت أرض مصر .

هلّ هلال العيد وأنبتت الحبة سبع سنابل في كف يوسف وأبصر بقميصه  يعقوب .

من مصر، من أرض المعجزات انطلق صوت  المنشد  يستقبل العيد :

"بشراك يا نفس، فهذا الصوم زكاك/ بالله يا شهر الصيام لا تنسنا / واذكر لربك خوفنا ورجانا " .

هل تعرف تلك النشوة ترتعش لها الأعطاف حين تولد فى القلب المسرة، هل انتظرت على شوق استطلاع ظهور الهلال من مرصدى  حلوان والقلعة ؟  هل خفق قلبك طويلا وأنت تتحير بين جمالين , بين رجاءين ,  رجاء أن يمتد الشهر الكريم بنا  ليلة  أخرى , و رجاء أن يكون الليلة  ليلة  العيد  ؟ .

 هل ترقرقت فى عينيك دمعة وأنت تهمس  "لا أوحش الله منك / ياشهر رمضان /  لا أوحش الله منك  / يا شهر القرآن / لا أوحش الله منك  / يا .شهر الغفران "

  هل فكرت أن تخرج إلى الخلاء لترى بعينيك ميلاد  هلال العيد ؟ فالصوم والإفطار توأما الهلال، يولد فنصوم، ويتجلى فنفطر، تتذوق عذوبة أن ترتبط  مواقيتنا بالأقمار والأهلة، فنحن أشقاء الطبيعة بها نتوحد ومعها نأتلق.

مع  العيد يستيقظ الطفل في دواخلنا، يخرج من بين الأعطاف حاملا ملابسه الجديدة، روعة الشوق وحنان المحبة، فإذا ما ولد الهلال تهللنا.. فتشرق الوجوه , يقفز الأطفال فى أحضان الأبوين , وتسرع الفتيات إلى دولاب ملابسهن , يتعجلن الفساتين، ويطرن كالفراشات

تطل الفرحة بأجنحتها الذهبية وتُرقش البهجة قسماتنا  ,  تغني أم كلثوم " يا ليلة العيد.. هلالك هل ّ لعنينا / فرحنا له وغنينا  / وقلنا السعد هيجينا. بقدومك يا ليلة العيد " .

فرط المحبة

"هلال يقول لي/ أنا حلو كلي شوف عقد فلي / صنع الكريم/ صبح هلالى قمر ملالى/ طل وملالى/ وقسم لى نايبى

بإيدي نقرة واتنين بقلبي /  أنا قلبي لين يعرف يليل  / ومهما يشيل عمره ما يرمي  / عمره ما خبى ولا حتى حبة / فرط المحبة "

إنه مسحراتى فؤاد حداد الذى يطالعنا فى ليلة العيد بصوت سيد مكاوى من خلال الإذاعة، على دقات البازة , وهو ينشد .

يتدفق الحب وتتجلى الفرحة بقدوم العيد، فالمصريون كما يقول  المؤرخون يميلون إلى البذل في الأفراح ويعشقون المواسم والأعياد , ويجودون في سبيل ذلك بالمال والسعي، ولا عجب فإن مصر بلاد خصب ورخاء  , ومن الطبيعي في أهل الرخاء أن يميلوا إلى الترف وسائر ما يجلب المسرات، سواء في الحرص على إقامة الموالد والاحتفال بالأعياد .وسائر المواسم كوفاء النيل وشم النسيم وغيرهما

موكب العيد

وكما كان للإحتفال برؤية هلال رمضان موكب  فقد كان للعيد موكب، كما تخبرنا الكتابات التي أرخت لعيد الفطر وقد تأثر هذا الموكب في مصر بما كان يحدث في الدولة العثمانية لأن مصر في ذلك الوقت كانت ولاية من ولايات الدولة العثمانية فموكب السلطان في الأستانة عام 1902 كان هو بالضبط موكب الخديوي في مصر, وكلا الموكبين شبيه بما كان في عهد الفاطميين "362  الى 567 هـ" مع ما اقتضاه هذا العصر في أول القرن العشرين من الترتيب والعادات الجديدة، وخصوصا في الخروج بالموكب ودخول أصحاب المناصب لتقديم فروض الطاعة،  ففي الأستانة كان يخرج السلطان العثماني لصلاة  العيد في موكبه المشهور بالحُسن والجمال والأبهة والجلال، وبعد تأدية الصلاة  كان السلطان يركب جوادا , ويمشي فى ركابه الصدور و الوزراء، والوكلاء مشاة على مقربة من الجواد , وعلى جلالة السلطان كسوة ملازم من ضباط الجيش , ولا يزال الموكب سائرا حتى يصل إلى سراي "طولمة بغجة"، وهي من أشهر الأبنية في العالم حُسنا وجمالا وقد صُرف على بنائها في زمن السلطان عبدالمجيد أربعة ملايين ليرة  , وصُرف على بابها المصفح بالذهب ثمانون أ لف ليرة , و في وسط تخت السلطان  العثماني المرصع وعليه يجلس جلالة السلطان يوم العيد , وأول من يدخل على  جلالته نقيب الأشراف ثم يدخل الصدر الأعظم فيقُبل طرف ثوبه ثم يتوالى عقد المهنئين حسب رتبهم وأقدارهم   , فإذا انتهت التشريفات.. عاد السلطان على مركبته السلطانية  إلى قصره , , كان هذا  هو ما يحدث في الأستانة أما في مصر فقد كانت احتفالات العيد تبدأ بإطلاق المدافع إيذانا بمقدم العيد , وهو أحد الطقوس التى تعرفها مصر حتى الآن.

أوامر حربية وسجل تشريفات

وفي أول القرن العشرين كان  يتم ذلك بموجب أوامر حربية تصدرمن قومندان الطوبجية لإطلاق إحدى وعشرين طلقة عند مبارحة الجناب العالي "الخديوي" مسجد القبة وتطلق المدافع المعتاد إطلاقها من القلعة والعباسية والإسكندرية وبورسعيد يوم الوقفة وثلاثة أيام العيد كما كان للسلطان العثماني مقابلات ملوكية، كان  للخديوي في مصر ترتيبات تشريفية وكانت الصحف تحرص على نشر هذه التشريفات بالساعة والدقيقة فطبقا لما نشر في صحف هذه الأيام بعد ظهور الرؤية كان الجناب العالي يؤدي فريضة الصلاة، ويطلق بعدها 21 مدفعا إيذانا بحلول العيد ثم يعود الخديوي إلى سراي عابدين , وهنا يفد عليه المهنئون من كل كبير وعظيم وأمير ورئيس , وكان المهنئون يخرجون من عند الخديوي إلى سلاملك صاحبة الدولة والعصمة والدة الجناب العالي وحرمه فيقيدون أسماءهم في سجل التشريفات ثم ينطلقون إلى سرايات أصحاب الدولة البرنسات  ,وكانوا يقدمون  لهم فروض التهاني والتبريك , وكان الخديوي يحرص على إرسال تلغراف تهنئة إلى السلطان العثماني أما هؤلاء الذين يحظون بكتابة أسمائهم في سجل التشريفات فهم حسب الترتيب الآتي حضرات أصحاب الدولة أمراء العائلة الخديوية ثم حضرات العلماء وحضرات النظار والمستشار المالي والمستشار القضائي ومستشار نظارة الداخلية، ثم وكلاء النظارات والباشوات وأعضاء صندوق الدين العمومي ومراقبو دائرة السنية ومديرو مصلحة الأراضي الأميرية ومديرو مصلحة السكة الحديدية والتلغرافات وميناء الإسكندرية ورجال المحاكم ثم ياتي ضباط الجيوش والبحرية من رتبة بكباشى فما فوق والملكيون غير الموظفين الحائزين لرتبة أولى أو  صف ثاني فيما فوق !  وكانت مواعيد هذه المقابلات تُذكر بالساعة والدقيقة في صحيفة الأهرام مع ملحوظة مهمة وهي: أن من يحضر بعد الموعد المحدد له يكتب اسمه بدفتر التشريفات وبالطبع لن يقابل الخديو. .

الشعر في العيد

 كانت الصحف تحفل بقصائد العيد، وهي في معظمها من أشعار المديح والثناء حتى لتصلح رافدا مهما لشعر المدح في الشعر العربي المعاصر إلا أنه يشوبها ما يؤخذ على شعر المدح من فناء في ذات الممدوح والرغبة في نوال رضاه، وقد استمر شعر العيد كمناسبة مرتبطا بالمديح، ورغم أنه في الزمن القديم نبذ المتنبي قول شعر المديح وخص به سيف الدولة وحده حتى إذا مدح كافور الإخشيدي وكان واليا على مصر, ولم يعطه كافور مسألته هجاه المتنبي بفصيدة مشهورة حادة كان أولها :

"عيد بأي حال عدت يا عيد بما مضى  أم لأمر فيك تجديد ؟  "، وعلى نفس القافية تورط الشاعر على الجندي في مدحه الملك فاروق بقصيدة نهجها على ما جرت به تقاليد  كتابة الأشعار في مدح الملوك والحكام من خلال تحية العيد فقال على الجندي:

 ."وأرفع ولائي إلى الفاروق محتشما وألثم يديه وأسمعه أناشيدي"

اللوفر المصري   

وكما كان للعيد في أول القرن أفراحه ومواكبه كانت جميع الطوائف تشارك في الاحتفال بالعيد وخاصة أصحاب المحال التجارية الذين كانوا ينعمون بالمال إذ تتدفق عليهم عروض الشراء في أيام العيد فهذا هو مارون وشابوب بالعتبة الخضراء يعلنان عن بضاعتهما باسم محلهما " اللوفر المصري": "لدينا  كافة الأصناف والأقمشة كالحرير والأصواف والأجواخ والمفروشات والخردوات والبياضات بمناسبة العيد لدينا تشغيل البرانيط حسب الموضة الباريزية، وتفصيل بدل النساء والأولاد والرجال بوساطة أمهر الخياطين فيرد عليه الساعاتي "سلواجيان" الذي أسس محل للتجارة بشارع الموسكي قائلا: "مجانا.. مجانا " فلدية 22 ساعة نيكل بغطاء واحد رمنتوار للجيب وعنده 50 ساعة نيكل بغطاء واحد دوبليه و65 ساعة فضة مكشوفة رمنتوار وغير ذلك ساعات ذهب وفضة ونيكل من كل صنف والجديد عنده أن التصليح مجانا.. مجانا فهلموا  أيها الزبائن إلى محل سلواجيان بشارع الموسكي أمام كوم الشيخ سلامة مع مراعاة فرق التوقيت فهذا الكلام يرجع تاريخه إلى يوم عيد الفطر بتاريخ 3 شوال سنة 1317  ه الموافق 3 فبراير سنة  1900 م .

طقم أسنان لزوم الكعك

ولأن المصريين يهتمون اهتماما خاصا بالطعام في عيد الفطر، فيقبلون على شراء الكعك والغُريبة وصنعها وكان لايزال من عاداتهم التهادي بالكعك، وأكل الفسيخ خصوصا في عيد الفطر فقد أدرك الدكتور "غوش" طبيب وجراح الأسنان وعيادته كانت حينذاك عام 1900 في شارع الموسكي نمرة 7  , وفي طنطا بشارع البورصة – أنه لابد له من الإعلان عن وجود طقم أسنان لزوم كعك العيد مستوردة من أكبر فابريقات أوروبا لصنع الأسنان , وعنده منها أمتن صنف بأسعار متهاودة للغاية، فلذلك خفض الأثمان ليكون ثمن السنة الواحدة خمسة فرنكات والطقم الكامل بخمسة جنيهات هذا بالإضافة إلى حشو الأضراس بواسطة المعادن الموافقة وخلع الأسنان المتألمة بدون ألم بواسطة "الكوكايين " ! .

وهكذا يستعد الجميع للعيد فترتدى القاهرة حُلتها من السناء , وتتغير سمات الحياة العادية ولا سيما فى الأحياء الشعبية التى تُزين بالمصابيح , وأنواع الزينة , وحيث يُسمع صوت المدافع ثلاث مرات فى اليوم  ,احتفالا بالعيد , ويتزاور الأصدقاء والأقارب والأحباء، وتظل

البلاد فى بهجة العيد فيحتفل الأهلون بعيد الفطر المبارك أجمل احتفال .  

في مملكة أوزوريس

ومن العادات والتقاليد المشهورة في مصر، هو حرص الناس على زيارة مقابر موتاهم في العيد , وخاصة فى أول يوم.

وهذه الظاهرة قد استرعت انتباه كل من زار مصر من الأجانب وقد أجهدوا أنفسهم فى تفسير ذلك، فيقول ديزموند ستيوارت في كتابه "القاهرة": "تنفرد القاهرة بنسق خاص في زيارة المدافن وما يتبعه من واجبات ففي الأيام المشهورة على مدار السنة كأيام العيد الصغير الذي ينتهي إليه شهر الصيام وأيام العيد الكبير الذي يُحتفل عنده بوصول الحج الى مكة تحتشد الناس، وتتوافد على مدينة الأموات.. تلك التي تقع على أطراف العاصمة وتستدير مع مدينة الأحياء، والذين ينكرون دوام الصلة ما بين أهل القاهرة اليوم وأهل منف من قبل أربعة آلاف سنة فإن مدينة .الأموات واحتشاد الناس لزيارتها حتى في الأعياد يكفي للرد عليهم

ولقد استوقفت هذه الظاهرة الأجانب كما استوقفت الكتاب والفنانين المصريين , وتلك هى عائشة عبد الرحمن ( بنت الشاطئ ) تتساءل لماذا لا نعرف كيف نحتفل بأعيادنا ؟ ولماذا لا تزورنا أحاديث الحزن إلا ساعة السرور ، عفا الله عن قومنا، لقد نشأنا فى بيوت لايطيب لها أن تزور المقابر إلا فى أيام العيد , ولا تستسيغ أن تستقبل لياليه إلا فى المدافن , ولا تنشط لذكر الموت إلا فى مواسم الراحة والأنس , إن معركة الحياة تستنفد العمر كله فهل ترانا قادرين على مكابدتها إذا لم نتوقف بين حين .وحين لنستمد من فرحة العيد قوة على مواصلة النضال ؟ "

وتحكي بنت الشاطئ كيف زارت برشلونة وهي تحتفل بأحد أعيادها الدينية  , وكيف حضرت عيد الموسيقى في سالزبورج وفيينا، وعيد الزهور في النمسا وعيد السنة المقدسة في روما  , وعيد الكرنفال في فينسيا فإذا الناس هناك في إصرار عجيب على تذوق ما يُستطاع من مسرات الحياة وإقبال بكل الكيان على التمتع بأفراح العيد ونسيان متعمد لكل ما تضج به الدنيا من متاعب، وأحزان.   

أما عن طقوس زيارات المقابر كما نعرفها والتي استلفتت نظر الرحالة الأجانب فهي حرص الزائر على أن يصطحب معه سلة بها طعام وعادة ما يكون "الشُريك" أوالفطير كأنه خارج إلى نزهة متلهفا على زيارة أفراد أسرته الذين صاروا عاجزين عن لبس الأثواب الجديدة في العيد أو التمتع بالفسحة وقد كان هذا ما يفعله الفراعنة في مواسمهم أيضا، وعلى أية حال فإن الوفاء للموتى وذكراهم سمة من سمات الشعوب الشرقية ذات العواطف المتأججة فبينما كان الرومان يحرقون موتاهم والإغريق يدفنونهم خارج المدن على قارعة الطريق كان المصريون منذ أقدم العصور يعتنون بالمتوفي بل يقومون بتحنيطه بنفقة باهظة أو متواضعة علي الضفة الغربية من النيل، حيث مملكة أوزوريس وقد احتفظ المصريون على مر العصور بعادة تقديس الموتى حتى في أيام الأعياد ولا يقتصر ذلك على عامة الناس بل هو سلوك يتميز به المصري بصفة عامة سواء في الطبقات الشعبية أو المتوسطة أو الراقية بل إن أشهر رجال السياسة في مصر كانت لهم مواقف مشهودة وخطب رنانة وكلمات عصماء عند زيارة مقابربعض الزعماء الوطنيين مما كان يستنفر الهمم , ويحشد العزائم  , ومن أشهر الخُطب ما ألقاه مصطفى باشا النحاس , وإليك ماحدث عام  1930

روح سعد زغلول

وكانت المناسبة زيارة قبر الزعيم  سعد زغلول، بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك عام 1930 وذلك ما نشرته الصحف حينذاك:"بكرت صباح العيد الوفود العديدة من أقسام العاصمة والأقاليم لزيارة قبر سعد زغلول وكان الناس يقرأون الفاتحة، وآيات الِذكر الحكيم ويضعون الزهور والرياحين على القبر وكان الوزراء رجال الوفد وأعضاء البرلمان بعد عودتهم من التشريفات الملكية، برئاسة صاحب الدولة مصطفى باشا النحاس قد ساروا إلى مقابر الإمام الشافعي ومعهم السيدة الجليلة صاحبة العصمة صفية هانم زغلول أم المصريين"، وقد خطب النحاس خطبة مؤثرة خشعت لها القلوب وذُرفت الدموع قال النحاس: "اقترنت عودة عيد الفطر هذا العام 1930 – بعودة الحياة النيابية وسلطة الأمة "، كما توجه بكلمته إلى أم المصريين "صفية هانم زغلول" قائلا: " إن وحدة الأمة وثباتها على مبادئ سعد تخفف من آلام أم المصريين وأحزانها وقال أن روح سعد ترفرف علينا من عليائها , لتحيا ذكرى سعد فهتف الحاضرون ليحيا خليفة سعد ليحيا النحاس باشا , لتحيا أم المصريين ثم أخذ مصطفى النحاس في الحديث عن القضية المصرية وتطورها، ثم ألقى البعض قصائد  شعرية على قبر سعد زغلول عن سقوط الديكتاتورية وقيام الحياة البرلمانية وهنا أخذ الهتاف والتصفيق يدوي حتى كاد يصم الآذان  , وكانت

الجماهير محتشدة وقوفا  , وفي طريق العودة زغردت النساء من النوافذ والشبابيك وهكذا  اجتمع السياسيون المصريون واحتشدت الجموع أول يوم  من أيام عيد الفطر لزيارة قبر الزعيم الوطني سعد زغلول . أحاديث .العيد 

وكان للعيد أحاديث.. ,  أحاديث سياسية واقتصادية وهذا طرف من "حديث العيد" والذى نُشر بجريدة الأهرام بتاريخ 4 مارس 1930م : " إن أحاديث العيد لم تكن سياسية فقط بل إن الحالة الاقتصادية مقدمة على سواها والجميع يشكون قلة المال والجميع يشكون كساد الأحوال ,ولكن هل الجميع متفقون في الرأي على الدواء ومعالجة الداء؟ كلهم يرى الدواء بأسعار القطن وكلهم لا يرون دواء إلا القطن ولكن هل سعر القطن وحده هو الدواء ؟ , إن الاقتصاديين إذا حدثتهم ألفيتهم  يريدون توسيع موارد الثروة بكل الطرق والأ ساليب لا بطريقة واحدة ولا بإسلوب واحد , وبعضهم يصل من درس الحالة إلى الإنذار بأزمة شديدة، سواء كان لخزانة الحكومة أو للأهالي إذا لم نتخذ من الآن الطرق الواقية  " .

لقد كان حديث العيد دائما مرتبطا بالسياسة وبالاقتصاد.. مرتبطا بالحياة في أعمق أشكالها، وبالموت  أيضا متمثلا  فى تذكر الراحلين فكان هذا المزيج النفسي من شجن خاص لا يعرفه إلا المصريون ففي الصباح بكاء على قبر سعد زغلول وخطب وأحاديث عن القضية الوطنية، وفي المساء تغني السيدة فتحية أحمد (مطربة القطرين) في صالة بديعة وفي تياترو الأزبكية حيث تسمعك الغناء العربي في أبهى صوره وأدق أحكامه !.. تغني " كم بعثنا النسيم سلاما "،  أما الموسيقار محمد عبدالوهاب فكان يغني أيام العيد في تياترو " برنتيانا " بعماد الدين وعلى تياترو " البسفور" بميدان محطة مصر , أما نجيب الريحاني فكان يقدم على مسرحه حفلات عيد الفطر (ماتنيه وسواريه) أول يوم رواية " ياسمينة " وثاني يوم رواية " اتبحبح" وثالث يوم رواية " نغنغة "، ترى هل كان الريحاني ذلك الساخر العظيم " يتبحبح " أم يسخر من هذا الكساد العظيم  , وتلك الحالة الاقتصادية المتأزمة التي وصفتها الصحف في أحاديث العيد عام 1930

حديث  الكفاح

وكم رمضان وكم عيد مر على مصر، وهي تكافح الاحتلال الانجليزي ليكتب المصريون بدمائهم أحاديث العيد يكتبها المصريون بجميع طوائفهم ودياناتهم فها هو مكرم عبيد يهنئ الصائمين، ويتحدث عن القضية الوطنية , ومقاومة المحتل فى حديث من أحاديث العيد فيقول: " أوجه أصدق وأعمق ما تنطوي عليه نفسي من شعور نحو إخواني المسلمين الصائمين فأهنئهم بأن صاموا عن الطعام وملذات هذه الدنيا فغذوا أرواحهم بما حرموا منه أجسادهم وأهنئهم بعيد الفطر وقد شاء الله في رحمته بالإنسان أن يجعل لكل صوم أو تضحية عيدا يختم به المؤمنون صيامهم والمجاهدون آلامهم، لكي يعودوا ليواصلوا في معترك الحياة جهادهم" ثم يتحدث في صميم القضية الوطنية ومواقف المستعمرين منها قائلا: "مهمتنا الأولى العالقة بصميم كرامتنا بل قل وطنيتنا هي مهمة تحرير هذا الوطن من غاصبيه حتى يوجد , ومن ممزقيه حتى يتوحد، إن الاحتلال لن يحسب حسابا لوطنيتنا إلا إذا جعلنا من نورها نارا بل ليعلم من لا يعلم أن لنا في ميدان المقاومة السلمية قوة معنوية ورثناها عن ثورتنا الوطنية عدة للكفاح وسلاح هو أمضى سلاح " هكذا كان العيد وعيد الفطر بالذات مناسبة للحديث عن الكفاح والجهاد والقضية الوطنية، فكما كان الصيام جهادا للنفس كان العيد مناسب. للحديث عن كيفية الخلاص من المحتل .

بداية ونهاية

كان فاروق آخر حكام مصر يحتفل بالعيد فى قصره المنيف برأس التين فى 23 يونيو  1952، وكانت التشريفات الملكية فى قصر عابدين , وفروض التهنئة  للملك , والتمنيات بدوام المُلك يكتبها شعراء الديوان الملكى , وأصحاب المحلات التجارية قبل شهر واحد من قيام الثورة، وزوال المُلك . بينما  كان الضاحك الباكي نجيب الريحاني يسخر من الدنيا قبل شهر واحد من زوال حكم فاروق فيعرض على مسرحه في العيد روايات "ياما كان نفسي" و "الدنيا على كف عفريت"  و"عباسية" و " الدنيا   لما تضحك "، كل هذه العناوين الساخرة من الدنيا التي لا تدوم لأحد ومن تقلب الأحوال .

  وقد  انتهى العهد الملكي، ورحل فاروق عن البلاد فجر يوليو 1952 وها هو قصر رأس التين العامر الذي شهد ليالي الملك فاروق، وحفل بسجل التشريفات الملكية يشهد ليالي أخرى جديدة ففي عيد الفطر عام 1956 بتاريخ 4 شوال 1375هـ تم حصر محتويات قصر رأس التين  وفتح خزائنه الحديدية، التي تم التحفظ عليها ضمن حصر كل محتويات أجنحة القصر ذلك الذي كان مقصد الوافدين والمهنئين في رمضان والعيد، وها هو القصر الذي تنعم فيه فاروق بمال الأمة يتحول إلى متحف لقيمته التاريخية فهو أول قصر أقامه أول حكام أسرة محمد علي , وخرج منه آخر من حكم مصر من أسرة محمد علي، وقد  كان قصر رأس التين شاهدا على البداية والنهاية.. فقد تم حصر محتويات القصر في عيد الفطر عام 1956 وقام خبير الخزائن المسيو جبرائيل روجومان بفتح خزائن القصر التي لم يجدوا لها مفاتيح وتم ذلك في سبعة أيام أما محتويات القصر فقد أصبحت فرجة للناظرين، بعد أن تولت مصلحة السياحة ومراقبة المتاحف الإشراف عليه , وقد حرصت لجنة حصر المحتويات على أن يسحب  الأفراد حاجتهم الموجودة في القصر لاستعمالهم الشخصي بعد إثبات ملكيتهم لها , ومن الطرائف، التي ذكرتها الصحف في العيد بتاريخ 14 مايو 1956 أن ترزي الملك السابق، وهو انجليزي و اسمه روبرت لورانس قد تقدم إلى اللجنة يطلب تسليمه جهاز راديو ولكن اللجنة داخلها الشك في الأوراق التي قدمها فرفضت تسليمه إياه فقد تبين أن هذا الراديو اشترته الخاصة الملكية  في 9 مايو 1952 بمبلغ قدره 150 جنيها , كما نشرت الصحف وقتها أخبارا عن لجان تصفية مخلفات القصور مثل قصر عابدين والاستراحات التابعة لها مثل استراحة " الفيوم" و"ركن حلوان" وشاليه " الخيام" و"الركائب الملكية" السابقة ببولاق وكذلك "قصر الزهراء" بأنشاص والمنشية وملحقاته .

أعياد الثورة

وتوالت الأحداث والأعياد، وظل عيد الفطر دائما احتفالا بالجهاد لتحرير النفس والوطن وقد حرص الثوار وقادة  ثورة يوليو فى مثل هذه المناسبات  على الإسهام فى أفراح وأعياد الأمة فكانت تقام الاحتفالات والمهرجانات وحفلات الاستقبال، وكانت معظم هذه الاحتفالات عبارة عن أنشطة رياضية تشتمل على تمرينات واستعراض حمل الأثقال وسباق مسافات طويلة ومباريات لكرة القدم كما كان ممثلو هيئة التحرير أو نواب عنهم يقومون بأنشطة مختلفة في أحياء مصر ومنها البر بالفقراء .

وبعد أن كان الناس يتحدثون في العهد الغابر عن المآدب الملكية في رمضان ومظاهر الاحتفال بالعيد على الطريقة العثمانية، فقد أصبح الناس يتحدثون عن مآدب الفقراء في شهر رمضان والتي كانت تقيمها هيئة التحرير بكل قسم ومركز وشياخة، كما تحدثت الصحف بمظاهر احتفال هيئة التحرير بالعيد وهو يشرق لأول مرة على مصر بعد رحلة طويلة من النضال الوطني لنيل الاستقلال فتصف الصحف فجر العيد، وهو يشرق على الأمة فتقول: "  اليوم يطلع فجر العيد على ميدان التحرير  فإذا ساحته مشرقة بنور الفوز المبين، الذي ناله شعب الوادي الأمين بهمة أبطال ثورته الغُر الميامين وإذا هؤلاء الأبطال وفي طليعتهم القائد الأعظم  محمد نجيب وأعضاء مجلس الثورة والوزراء يؤدون مع الألوف المؤلفة من أفراد الشعب صلاة العيد السعيد، رافعين أصواتهم بالتهليل والتكبير إلى الله العلي القدير بأن يتم نعمته وأن يحقق لشعبها أمنيته، وما أمنيته إلا الجلاء الذي يستكمل به حريته وعزته  "، كان هذا في غرة شوال عام  ه  أول أيام عيد الفطر الموافق 12/6/1953 بجريدة الأهرام وقد تحولت الصلاة إلى مبايعة خالصة على التضحية والفداء  ,وبعد أن أدى الصلاة الرئيس اللواء محمد نجيب والبكباشي جمال عبدالناصر والبكباشي أنور السادات تعاهدوا بأن تكون هذه الصلاة مبايعة خالصة لله والوطن على التضحية والفداء لتحقيق الجلاء غير المشروط وتكتلت الأمة بجميع .عناصرها خلف قادة الثورة

يحيا العيد ولتسقط الهموم

كانت الثورة عيدا للشعب الذي ابتهج لأول مرة بعد سنوات الاحتلال فتنادى الكتاب على صفحات الصحف بأن يفتح المصريون  قلوبهم للأفراح وأن يضحكوا ملء الشفاة دون أن يخافوا عاقبة الضحك والابتسام فابتسمت القلوب وإن كان الخفق يهمس " اللهم اجعله خيرا.." كانت البسمة مطلبا عزيزا بعد معاناة الاحتلال فكتب محمد نزيه على صفحات جريدة الأهرام بتاريخ 6/6/1953 في أول أيام عيد الفطر يقول: "في استطاعتنا أن نعود إلى عهد الرخاء فليحاول كل منا أن يُدخل العيد  فى أكبر عدد من القلوب فمن لم يستطع، فليحاول أن يُدخل العيد في قلوب أبناءه فمن لم يستطع فليحاول أن يُدخل العيد في قلبه هو  , وإن لم يستطع شراء بدلة فليشتر جلبابا ومن لم يستطع أن يشتري جلبابا من البفتة فليحاول شرائه من الدمور.. أي جديد يلبسه المرء في يوم العيد , أو زيادة في طعامه تشعره ببهجة العيد"، وبدأت الابتسامة تشق .طريقها على  مهل بوجه الإنسان المصري البسيط

وبمناسبة عيد الفطر المبارك كان  أجمل مكان بالقاهرة في كازينو وحديقة الأندلس غنت المطربة الجامعية العاطفية، فايدة كامل والمطرب الشعبي المحبوب محمد قنديل  ,و رفع الستار بدار الأوبرا كل ليلة عن مسرحيات يوسف وهبي فقدم مسرحيات "أعظم امرأة" " و بيومي افندي"  و" كرسي الاعتراف"  و "راسبوتين " ."

بينما كانت محلات القاهرة تحاول أن تسهم في العيد بأسعار التضحية ومحاولة إدخال البهجة ورسم البسمة على شفاة المصريين بعد سنوات طويلة من معاناة الاحتلال فأعلنت أشهر المحلات في مصر عن تخفيضات من 20 إلى 50% بمناسبة عيد الفطر المبارك، وهي تقول: "بأسعار التضحية" " أقمشة نتوج ونايلون , وأ رجانزا ودبيون سويسري وبوبلين وحراير.. بضائع من أشهر الفبارك الأوروبية، فساتين كوكتيل، وفساتين ملكية مخفضة بسعر 250 قرش و.350 قرشا و450 قرشا ! وفساتين إيفرجلاز مشجرة وسادة ابتداء من 285 قرشا .

وفى أحد أعياد الفطر  فى الستينيات، كُتب تحت عنوان: "4 أعياد في وقت واحد" نشرت جريدة الأهرام تقول بتاريخ 1 يناير 1967 : "قدر الخبراء جملة المبالغ التي تداولها الناس في جميع الأسواق، خلال الأسبوع الأخير بحوالي 15 مليون جنيه ذهب , 7 ملايين منها على الأقل في أسواق الملبوسات واللعب، ففي الأعوام السابقة كان الناس يتداولون في عيد الفطر ما بين 10، 12 مليون جنيه، ولكن في هذا  العام قفز الرقم إلى 15 مليون على الأقل بعد التقاء عيد الميلاد للغربيين وعيد الفطر وعيد رأس السنة الجديدة والاستعداد لعيد ميلاد الشرقيين كلها في وقت واحد , وتقول الإحصائية أن الأسواق قد شهدت قبل عيد الفطر بيع حوالي 6 ملايين متر من القماش و150 ألفا من الفساتين الجاهزة، ومليون زوج من الأحذية يتراوح ثمنها ما بين 80 قرشا و 350 قرشا، ولقد كان إقبال الناس شديدا على شراء ملابس الاطفال حتى أن بعض المحلات كانت تبيع 250 فستانا في اليوم الواحد بزيادة قدرها 300% عن الأيام العادية. 

كروان حيران

 وبعد نكسة 1967 تأثرت الحركة الفنية وعبرت عن  مشاعرالناس فى تلك الفترة، وكانت أهم أغنيات أسطوانات  عبدالوهاب فى تلك الفترة : " إيه انكتب لي ؟ "،  و" إمتى الزمان ؟ "  و "اللي انكتب على الجبين" و " كروان حيران"  و" صعبت عليك"، وكانت السينمات تعرض  فيلم " قصر الشوق "  عن رواية نجيب محفوظ  ,  ومن إخراج حسن الإمام , وكان أول عرض له فى  31 ديسمبر 1967 وعرضته  سينما ديانا والحرية بالقاهرة في عيد الفطر بواقع خمس حفلات يوميا  ,وغنى المغني بالسرادقات التي كانت تقيمها فرقة الفنون الشعبية على مسرح الثقافة الجماهيرية  , وتجاوبت الجماهير ذات ليلة في سيدنا الحُسين وهي تنصت  لصوت المغنى  " أروح للوحوش تاكلني/ ولا المعنى ع الخلايق/ ليه يا طبيبي تعاندني/ هات الدوا اللي يوافق/ ناس كتير بتعرف الحق/ لكن للضرورة توافق " .

كما عادت فرق الفنون الشعبية لتقديم حكاية أبو زيد الهلالى , والزير سالم , باحثة فى سير البطولات , مستلهمة  قصصها فى  التراث الشعبى , وقدمت هذه العروض على مسرح الثقافة الجماهيرية  .

مسئولية الإيمان  

وفي رمضان 1392هـ الموافق شهر أكتوبر 1973 نهض الجميع لأداء الواجب الوطني  , فى  استعداد كامل لمواجهة الذات , و رفعت الأمة شعارها الخالد " الهلال والصليب" فنشرت الصحف بيان شيخ الأزهر وبيان البابا شنودة للمقاتلين على الجبهة ودعا فضيلة شيخ الأزهر عبدالحليم محمود المقاتلين الأبطال إلى تحقيق أمل الأمة في إحراز النصر وتطهير الأرض , وطلب غبطة البابا شنودة بطريرك الأقباط إلى جميع الكنائس إقامة الصلاة يوميا لنصرة قوات مصر المسلحة مؤكدا على أن الإيمان قوة لا يُستهان بها وحافز للتضحية بكل غال ونفيس، وكان النصر., نصر أكتوبر العظيم  , فكتب نجيب محفوظ فى  أول أيام عيد الفطر  مقالة له في الأهرام قال فيها: "الإيمان عنصر جوهري في روح الأمة العربية التي تستيقظ وتنام  , تأكل وتشرب، تجتهد وتجاهد , تتحدى وتقاتل , تخاصم وتهادن باسم الله , فإن مسئوليتها حيال ذلك الإيمان خطيرة باعتباره جزءا لا يتجزأ من شخصيتها  ,عليها أن تدعمه وأن تقيمه على أسس راسخة وأن تنقيه من الخرافات، وتسمو به إلى الدرجات العليا من الصفاء والنقاء " .

وهكذا كان رمضان وعيد الفطر المبارك وسائر المناسبات والأعياد الدينية لجميع طوائف الشعب المصري، مناسبة  لإظهار الجلد والقدرة على مواصلة الجهاد،  ومناسبة للبذل والعطاء فى سبيل بناء الوطن .   

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز