عاجل
الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مشكلة بعض المسؤولين في مصر

مشكلة بعض المسؤولين في مصر

بقلم : محمود حبسة

مناخ جديد تشهده مصر أو بالأحرى وعلى وجه الدقة روح جديدة فى التعامل مع كل القضايا ومع كل الملفات الداخلية والخارجية من التعامل مع المحليات وقضايا البيئة والبنية التحتية إلى التعامل مع الملفات الخارجية؛ من قضية سد النهضة فى أثيوبيا إلى أردوغان ومواجهة أطماعه وطموحه الجامح فى السيطرة على ليبيا؛ مرورا بكل ما شهدته مصر من مشروعات تنموية عملاقة وتواجد على المسرحين الإقليمى والدولى بفاعلية كبيرة ونشاط كبير يحسده عليها الدانى والقاصى على السواء، بدليل ما يحدث فى إفريقيا وهذه النقلة النوعية التى أحدثتها مصر فى القارة السمراء خلال الفترة القصيرة التى ترأست فيها الاتحاد الإفريقى .



المؤكد أن هذا النجاح الذى تحقق على أرض مصر وراءه العديد من العوامل أولها إيمان الشعب المصرى بخصوصية ودقة المرحلة التى تعيشها مصر منذ يونيو ٢٠١٣ وضرورة التوحد لمواجهة المخططات التى تستهدف مصر وتسعى للنيل من وحدتها وأمنها واستقرارها؛ والتضحية ببعض المكاسب حتى تتمكن مصر من تحقيق أهدافها وأهداف ثورة يونيو وقد كان لذلك الفضل الأول فى نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادى؛ وثانى العوامل المهمة فى تحقيق النجاح هو تلك الثقافة الجديدة أو بالأحرى تلك الروح التى يتمتع بها الرئيس السيسى والتى تنحصر فى رأيي فى عاملين الأول هو إيمان الرئيس بمكانة مصر وقدراتها سواء قدراتها العسكرية أو قوتها الناعمة التى كثيرا ما تحدث عنها الكثيرون دون أن يفطنوا لكيفية استنفارها، وثانيها إيمان الرئيس بأنه لايوجد مستحيل طالما أنت تريد فيجب عليك أن تصل لما تصبو إليه مهما كانت المعوقات .

نعم هناك العديد من المؤسسات اشتغلت فى الفترة الأخيرة بفكر جديد وروح جديدة لاتعرف اليأس أو التعلل بأسباب واهية ومنها وزارات الخارجية والإسكان والنقل والمواصلات والهجرة ، ورغم ذلك لازال العديد من الوزارات ومؤسسات الدولة تعمل بالفكر القديم وبعقلية أنه ليس فى الإمكان أبدع مما كان وأن الإمكانيات لاتسمح؛ تجد ذلك جليا واضحا فى عدد من المؤسسات وفى الكثير من المصالح الحكومية من المحليات إلى العديد من الوزارات مثل التنمية المحلية ووزارات مثل الشباب والتجارة والصناعة والسياحة والثقافة  والتربية والتعليم وقطاعات فى وزارة الداخلية مثل المرور؛  نستطيع أن ندلل على ذلك بأن حركة النمو فى هذه القطاعات أقل من المستهدف بل إن الواقع يشهد أن الحال مازال كما هو وكأنه لم يحدث تغيير وكأنه لم يحدث شيء جديد فى مصر؛ وكأن الدولة مثلا لم تنظم العديد من مؤتمرات الشباب على المستويين القومى والعالمى والتى لو تم استغلالها بشكل جيد لتدفقت أعداد السائحين لمصر والسؤال أين وزارة السياحة وماذا فعلت لجذب سائحين جدد مستغلة نجاح هذه المؤتمرات هل وضعت هذه المؤتمرات وفاعلياتها على أنشطتها الدعائية؟، هل وضعت الوزارة خططا جديدة ومبتكرة لاستغلال ثروات مصر الهائلة الطبيعية والأثرية التى تؤهلها لأن تكون أكبر دولة جاذبة للسياح فى العالم ؟ أشك كثيرا أن الإجابة نعم ؛ ولو أحسنت وزارة الشباب استغلال مؤتمرات الشباب وفعالياتها ونتائجها ما شعر قطاع عريض من الشباب بأنهم مازالوا بعيدين عن فكر الدولة واهتمامها وما أقدم عدد منهم على ارتكاب جريمة الانتحار تحت أى مسمى لاسيما لو أحسنت استغلال  مراكزها المنتشرة فى جميع أنحاء الجمهورية والتى يفترض أنها تتواصل من خلاها مع الشباب الذين يشاركون فى أنشطتها .

العديد من الشواهد تؤكد أنه مازالت قطاعات عديدة تسير على النهج القديم فالدروس الخصوصية لازالت تلتهم موازنة الأسرة المصرية ومازالت مدارس الدولة بيوت أشباح لايذهب إليها تلميذ واحد خاصة من المرحلة الثانوية؛ ومازال حفنة من المدرسين وأصحاب المصالح يخرجون لسانهم للدولة ولكل خططها من أجل تطوير التعليم؛ لأن وزارة التربية والتعليم لازالت تعمل بالفكر القديم لاتريد ولاترغب فى الدخول إلى عش الدبابير والذى لابد من اقتحامه إذا أردنا القضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية ونعيد الهيبة والاحترام للمدرسة كمؤسسة تعليمية وتربوية .

مطلوب أن يتفهم العديد من المسؤولين فى مصر تلك الثقافة التى أوجدها الرئيس السيسى وأن يتقمصوا نفس الروح ويكون لهم نفس الإرادة والإصرار على حل مختلف المشكلات مهما كانت صعوباتها؛ مطلوب أن تتخلص شوارعنا من مشاهد القمامة المذرية المنتشرة فى كل مكان والتى لاأعرف لماذا هذه المشكلة مستعصية على الحل حتى الآن؟!؛ أين دور المحليات ورؤساء الأحياء هل لايرون هذه المشاهد وبعضها على بعد خطوات وأمتار قليلة من مكاتبهم؟؛ مطلوب أن تقوم وزارة الثقافة ومعها وزارة الأوقاف  بدور جديد وحيوى ينطلق من أنه لايمكن العودة إلى الوراء لا يمكن أن نترك المناطق الشعبية لمفتى الجماعات السلفية الذين لم يأخذوا من الدين سوى القشور؛ مطلوب فكر دينى تربوى ينطلق من ثوابت الدين ويواجه قضايا العصر ومشكلاته وجرائمه المستحدثة مثل انتشار الإرهاب والإلحاد والشذوذ وزنا المحارم والانتحار والتفكك الأسرى؛ مطلوب دور مشترك من رجال الدين وكبار المثقفين وعلماء الاجتماع ومسؤولى وزارة الثقافة مستغلين قصور الثقافة المنتشرة فى جميع مدن مصر يقولون ان الفن الهادف ليس حراما وأن الدولة موجودة بكل أجهزتها تحتضن أبناءها وتحميهم من أنفسهم ومن المتربصين بهم فى الخارج ومن دعاة الجهل واليأس والتطرف وكارهى الدولة .

لا يمكن أيضا وغير من منطقى مع كل التحديث الذى حصل لوزارة الداخلية وكل الامكانات التى تتمتع بها ومع كل الجسور والمحاور التى تم انشاؤها أن تبقى مشكلة المرور خصوصا وسط العاصمة كما هى دون حل ؛ أن يبقى الزحام والتكدس كما هو دون حل وذلك لأن الوزارة لا تفرض القانون ولاتفرض احترامه على سائقى المركبات سواء  الخاصة أو العامة، ولأن الدولة مازالت لاتضرب بيد من حديد مع مرتكبى المخالفات ؛ ببساطة نحن نأمل أن نرى مصر جديدة من كل النواحى ؛ نريد أن نرى شوارعنا خالية من مشاهد العنف والبلطجة التى يمارسها البعض، نريد أن تكون الحركة المرورية طبيعية كما هى فى معظم دول العالم ولاسيما فى الدول التى تماثلنا فى عدد السكان بل وتزيد، نريد مدارس أنفقت الدولة عليها مئات الملايين تعمل وتؤدى دورها التى أنشئت من أجله .

لو أدرك المسئولون كيف واجه الرئيس التحديات التى واجهت مصر كيف حارب الإرهاب فى سيناء وقضى عليه كيف أعاد ثقة المستثمرين من مختلف دول العالم إلى الاقتصاد المصرى كيف كان معدل النمو ٢% وأصبح الآن 5.6% وكيف كانت مؤسسات الدولة وكيف أصبحت كيف تم شق الجبال والصخور وحفر الأنفاق لبناء مدن عصرية ؟، لو أدرك المسئولون حقيقة ماحدث لما تحجج أحد منهم بوجود معوقات مادية أو غير مادية، لما تقاعس أحد منهم عن أداء عمله وحل المشكلات التى تعانى منها الجماهير وتصحيح صورة مصر وعودتها ناصعة بيضاء كما كانت فى الماضى القريب القاهرة مثلا التى كان يتم غسلها يوميا فى أربعينات القرن الماضى ، الموضوع ليس مستحيلا فقط لو تحمل كل مسؤول مهام المسؤولية التى تم اختياره من أجلها وخرج من مكتبه ورأى الواقع كما يراه المواطنون، لو أدرك كيف يتحرك الرئيس ويلتقى بمسؤولين من جميع دول العالم بحثا عن حلول لمصر والمضى قدما لتحقيق ما يصبو إليه من أهداف، نأمل أن تتقارب السرعات والمسافات بين المسؤولين فى مصر والرئيس السيسى .
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز