

بقلم
محمود الجمل
المعموع الأخير ..؟
12:00 ص - الأربعاء 12 يونيو 2013
بقلم : محمود الجمل
اذا اتفقنا علي ان المعاميع هي الأحشاءالداخلية للأنسان , وانه قديما , كان السباب المفضل في الأحياءالشعبية عند حدوث اول اختلاف بين اثنين هو " ضربه في معاميعك " باعتبار ان الضرب في المعاميع ذو قوة ايلام ثلاثية , فالضرب علي البطن او في البطن يمثل لدي العامة حالة من المهانة والاستخفاف بالمضروب , ولذا خرج المثل القائل " اللي له ظهر ماينضربش علي بطنه " , كما ان الضرب في البطن يحدث وجعا هائلا , لكن من الصعب اثبات اثاره عند اللجوء لمحكمين للقصاص في مايسمي " قعدات العرب " علي العكس لو ان الضرب احدث كسرا بأحد الأضلاع , او ان لطمه قويه اطاحت بأحد الأضراس, فإن حكما بادانة المعتدي صادر لامحالة .
مايحدث في مصر الاّن هو حالة من حالات الضرب في المعاميع , كله بيضرب في كله , وكل فريق يعتقد اعتقادا جازما انه حتما الفائز , هناك حالة من حالات الضرب بلا اجندة محددة , الضرب للضرب , علي غرار الفن للفن , وهناك الضرب الموجه , اي المتفق عليه والمخطط والمدعوم والمصروف عليه . الخلاصة ان المجتمع المصري اصبح " مجتمع مضروب " علي طريقة " الأكل لما يضرب والفاكهة لما تضرب " اي عندما يضرب العفن باطنابه في ثنايا الطعام فينتفخ ويعلوه الريم ويصبح حامضا لايصلح للتناول ولا حتي للهوام .
بتنا امام حالة مصرية يعلوها الريم السياسي والعفن الاجتماعي , حالة بكتيرية لم تمر بها البلاد منذ زمن بعيد . في زمن حسني مبارك , الجميع كانوا تحت السيطرة , الاسلاميون المتشددون , الجماعة الأسلامية والجهاد , اما حبيسي السجون والمعتقلات ,او تتم تصفيتهم جسديا بلامحاكمات , والأخوان مطاردون بالمحاكمات العسكرية ومستنزفون بالمصادرات . واليسار بمختلف فصائله داخل الحظيرة بفضل جهود فاروق حسني , الذي اجزل العطايا للجميع , فلم يبقي اديب يساري واحد لم يحصل علي واحدة من جوائز الدولة حتي التقديرية , حتي المتهمين بالتجديف والنيل من الذات الاّلهيه , منحهم نظام مبارك بترشيح من الوزير الفنان جوائز ضخمة بلغت لأحدهم 200 الف جنيه.
في ظل نظام مبارك , ظهر ماسمي بفريق الأعلام الأمني , فكرة ابتدعها اللواء رؤوف المناوي – رحمه الله - مدير الأعلام والعلاقات العامة في وزارة الداخلية في عهد حبيب العادلي , استعانت الداخلية بمجموعه من المثقفين والصحفيين , كانت مهمتهم ابتداع اشكال جديدة فنية وصحفيه لمقاومة المد الأسلامي , الفريق ضم اسماء مثل ابراهيم عيسي ووائل الأبراشي وعبدالرحمن الأبنودي , الذي كان مكلفا بتأليف اوبريت غنائي يقدم كل سنه في الاحتفال بعيد الشرطة مقابل ربع مليون جنيه اتعاب التأليف . كما ضم الفريق السيناريست وحيد حامد صاحب مسلسل العائلة الذي تم فيه تقديم الأسلاميين بوصفهم قتلة ومنحرفين , فضلا عن افلام , الأرهاب والكباب والأرهابي . طبعا وحيد حصل علي كل الجوائز المتاحة , تشجيعية وتفوق وتقديرية , في ازمنة متعاقبة , فضلا عن ان السيدة الفاضلة زوجته " زينب سويدان " اختيرت رئيسا للتلفزيون المصري لفترة طويله .
لذا لم يكن مستغربا موقف بعض اليساريين ممن ادمنوا حياة الحظيرة المباركية , وحققوا نجاحاتهم في ظلها , ان يثوروا ضد وزير الثقافة الحالي د. علاء عبدالعزيز , بدعوي قيامه بانهاء ندب مجموعه من الموظفين وعودتهم الي اعمالهم الأصلية , وكأنه ليس من حق الوزير القيام بهذا الأجراء الاداري المشروع , خاصة وان هؤلاء منهم من اعلن عبر وسائل النشر ومواقع التواصل الأجتماعي انه لن يعمل مع الوزير الجديد وانه ملازم منزله . هل كان مطلوبا من الوزير ان يذهب الي منازل هؤلاء لاستعطافهم من اجل العودة . عندما يطلب الوزير ملفات محددة لفحصها ومراجعتها , فيكون الرد هو التهييج والاثارة والحديث عن ان الوزير قام باقالتهم , وكأن هذه المواقع لايوجد بها من يصلح لادارتها غير هذه الأسماء . الأمر لو لصح فهذا يعني ان المرحلة السابقة كانت طاردة للكفاءات وغير قادرة علي صنع القيادات وان الجميع كانوا منشغلين بالتهام مايمكن التهامه من دريس وغنائم بالحظيرة .
عندما تكون واحدة من التهم الموجهه للوزير الحالي انه لايملك الا كتابين ومقال واحد , وان هذا الانتاج لايؤهله لتولي منصب الوزير , طيب ماذا فعل صاحب الانتاج الغزير د. جابر عصفور , عندما تولي الوزارة , ماعدد الأيام التي ظل بها وزيرا , لماذا هرب من موقعه وهو المثقف الكبير والناقد الفحل , لماذا لم يقاوم , اين كانت كتبه ومؤلفاته ؟
الوزير الثاني د. صابر عرب , والذي ينادي البعض من خريجي حظيرة فاروق حسني بعودته مرة اخري لموقع الوزير , لماذا قدم استقالته عندما كان في موقعه , الم يكن هذا من اجل اعلان فوزه بجائزة الدولة التقديرية وقيمتها المالية – 400 الف جنيه – حصدها الرجل , ثم رجع عن استقالته , اليست هذه انتهازيه , لماذا لم ينتقده الحظائريون الجدد , ام لأن الرجل يتميز بنفس يساري – كما يقولون - فتم الغفران له .
سؤال اخير وانا لاأفتش في النفوس ولاشأن لي بايمان او كفر البعض , اخبرني احد اصدقائي الصحفيين ممن يتابعون اعتصام بعض المثقفين والفنانين بوزارة الثقافة من اجل منع الوزير من فتح ملفات المخالفات والانحرافات المالية بمختلف اجهزة الوزارة , انه لم يضبط معتصما واحدا يقوم باداء الصلاة طوال خمسة ايام متتالية لم يفارق فيها المعتصمين من اول النهار وحتي اخره . وقال انه سأل احد المحتجين عن سر رفضه للوزير الجديد , فأجابه .. انت شوفت وزير ثقافة قبل كده بيخطب في جامع " فعلها علاءعبدالعزيز امام جامع رابعه العدويه بمناسبة مسيرة نصرة القدس " ؟
اذا اتفقنا علي ان المعاميع هي الأحشاءالداخلية للأنسان , وانه قديما , كان السباب المفضل في الأحياءالشعبية عند حدوث اول اختلاف بين اثنين هو " ضربه في معاميعك " باعتبار ان الضرب في المعاميع ذو قوة ايلام ثلاثية , فالضرب علي البطن او في البطن يمثل لدي العامة حالة من المهانة والاستخفاف بالمضروب , ولذا خرج المثل القائل " اللي له ظهر ماينضربش علي بطنه " , كما ان الضرب في البطن يحدث وجعا هائلا , لكن من الصعب اثبات اثاره عند اللجوء لمحكمين للقصاص في مايسمي " قعدات العرب " علي العكس لو ان الضرب احدث كسرا بأحد الأضلاع , او ان لطمه قويه اطاحت بأحد الأضراس, فإن حكما بادانة المعتدي صادر لامحالة .
مايحدث في مصر الاّن هو حالة من حالات الضرب في المعاميع , كله بيضرب في كله , وكل فريق يعتقد اعتقادا جازما انه حتما الفائز , هناك حالة من حالات الضرب بلا اجندة محددة , الضرب للضرب , علي غرار الفن للفن , وهناك الضرب الموجه , اي المتفق عليه والمخطط والمدعوم والمصروف عليه . الخلاصة ان المجتمع المصري اصبح " مجتمع مضروب " علي طريقة " الأكل لما يضرب والفاكهة لما تضرب " اي عندما يضرب العفن باطنابه في ثنايا الطعام فينتفخ ويعلوه الريم ويصبح حامضا لايصلح للتناول ولا حتي للهوام .
بتنا امام حالة مصرية يعلوها الريم السياسي والعفن الاجتماعي , حالة بكتيرية لم تمر بها البلاد منذ زمن بعيد . في زمن حسني مبارك , الجميع كانوا تحت السيطرة , الاسلاميون المتشددون , الجماعة الأسلامية والجهاد , اما حبيسي السجون والمعتقلات ,او تتم تصفيتهم جسديا بلامحاكمات , والأخوان مطاردون بالمحاكمات العسكرية ومستنزفون بالمصادرات . واليسار بمختلف فصائله داخل الحظيرة بفضل جهود فاروق حسني , الذي اجزل العطايا للجميع , فلم يبقي اديب يساري واحد لم يحصل علي واحدة من جوائز الدولة حتي التقديرية , حتي المتهمين بالتجديف والنيل من الذات الاّلهيه , منحهم نظام مبارك بترشيح من الوزير الفنان جوائز ضخمة بلغت لأحدهم 200 الف جنيه.
في ظل نظام مبارك , ظهر ماسمي بفريق الأعلام الأمني , فكرة ابتدعها اللواء رؤوف المناوي – رحمه الله - مدير الأعلام والعلاقات العامة في وزارة الداخلية في عهد حبيب العادلي , استعانت الداخلية بمجموعه من المثقفين والصحفيين , كانت مهمتهم ابتداع اشكال جديدة فنية وصحفيه لمقاومة المد الأسلامي , الفريق ضم اسماء مثل ابراهيم عيسي ووائل الأبراشي وعبدالرحمن الأبنودي , الذي كان مكلفا بتأليف اوبريت غنائي يقدم كل سنه في الاحتفال بعيد الشرطة مقابل ربع مليون جنيه اتعاب التأليف . كما ضم الفريق السيناريست وحيد حامد صاحب مسلسل العائلة الذي تم فيه تقديم الأسلاميين بوصفهم قتلة ومنحرفين , فضلا عن افلام , الأرهاب والكباب والأرهابي . طبعا وحيد حصل علي كل الجوائز المتاحة , تشجيعية وتفوق وتقديرية , في ازمنة متعاقبة , فضلا عن ان السيدة الفاضلة زوجته " زينب سويدان " اختيرت رئيسا للتلفزيون المصري لفترة طويله .
لذا لم يكن مستغربا موقف بعض اليساريين ممن ادمنوا حياة الحظيرة المباركية , وحققوا نجاحاتهم في ظلها , ان يثوروا ضد وزير الثقافة الحالي د. علاء عبدالعزيز , بدعوي قيامه بانهاء ندب مجموعه من الموظفين وعودتهم الي اعمالهم الأصلية , وكأنه ليس من حق الوزير القيام بهذا الأجراء الاداري المشروع , خاصة وان هؤلاء منهم من اعلن عبر وسائل النشر ومواقع التواصل الأجتماعي انه لن يعمل مع الوزير الجديد وانه ملازم منزله . هل كان مطلوبا من الوزير ان يذهب الي منازل هؤلاء لاستعطافهم من اجل العودة . عندما يطلب الوزير ملفات محددة لفحصها ومراجعتها , فيكون الرد هو التهييج والاثارة والحديث عن ان الوزير قام باقالتهم , وكأن هذه المواقع لايوجد بها من يصلح لادارتها غير هذه الأسماء . الأمر لو لصح فهذا يعني ان المرحلة السابقة كانت طاردة للكفاءات وغير قادرة علي صنع القيادات وان الجميع كانوا منشغلين بالتهام مايمكن التهامه من دريس وغنائم بالحظيرة .
عندما تكون واحدة من التهم الموجهه للوزير الحالي انه لايملك الا كتابين ومقال واحد , وان هذا الانتاج لايؤهله لتولي منصب الوزير , طيب ماذا فعل صاحب الانتاج الغزير د. جابر عصفور , عندما تولي الوزارة , ماعدد الأيام التي ظل بها وزيرا , لماذا هرب من موقعه وهو المثقف الكبير والناقد الفحل , لماذا لم يقاوم , اين كانت كتبه ومؤلفاته ؟
الوزير الثاني د. صابر عرب , والذي ينادي البعض من خريجي حظيرة فاروق حسني بعودته مرة اخري لموقع الوزير , لماذا قدم استقالته عندما كان في موقعه , الم يكن هذا من اجل اعلان فوزه بجائزة الدولة التقديرية وقيمتها المالية – 400 الف جنيه – حصدها الرجل , ثم رجع عن استقالته , اليست هذه انتهازيه , لماذا لم ينتقده الحظائريون الجدد , ام لأن الرجل يتميز بنفس يساري – كما يقولون - فتم الغفران له .
سؤال اخير وانا لاأفتش في النفوس ولاشأن لي بايمان او كفر البعض , اخبرني احد اصدقائي الصحفيين ممن يتابعون اعتصام بعض المثقفين والفنانين بوزارة الثقافة من اجل منع الوزير من فتح ملفات المخالفات والانحرافات المالية بمختلف اجهزة الوزارة , انه لم يضبط معتصما واحدا يقوم باداء الصلاة طوال خمسة ايام متتالية لم يفارق فيها المعتصمين من اول النهار وحتي اخره . وقال انه سأل احد المحتجين عن سر رفضه للوزير الجديد , فأجابه .. انت شوفت وزير ثقافة قبل كده بيخطب في جامع " فعلها علاءعبدالعزيز امام جامع رابعه العدويه بمناسبة مسيرة نصرة القدس " ؟
تابع بوابة روزا اليوسف علي