عاجل
السبت 6 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
المعموع الأخير ..؟

المعموع الأخير ..؟

بقلم : محمود الجمل
اذا اتفقنا علي ان  المعاميع هي الأحشاءالداخلية للأنسان  ,  وانه قديما , كان السباب المفضل في الأحياءالشعبية عند حدوث اول اختلاف بين اثنين هو " ضربه في معاميعك "   باعتبار ان الضرب في المعاميع  ذو قوة ايلام ثلاثية , فالضرب علي البطن او في البطن  يمثل لدي العامة حالة من المهانة  والاستخفاف بالمضروب ,  ولذا خرج المثل القائل " اللي له ظهر ماينضربش علي بطنه "  , كما ان الضرب في البطن يحدث وجعا هائلا , لكن من الصعب اثبات اثاره عند اللجوء لمحكمين  للقصاص  في مايسمي " قعدات العرب "  علي العكس  لو ان الضرب احدث كسرا بأحد الأضلاع , او  ان لطمه قويه اطاحت بأحد الأضراس,  فإن حكما بادانة المعتدي صادر لامحالة .
 
مايحدث في مصر الاّن هو حالة من حالات الضرب في المعاميع  , كله بيضرب في كله , وكل فريق يعتقد اعتقادا جازما انه حتما الفائز  , هناك حالة من حالات الضرب بلا اجندة محددة , الضرب للضرب , علي غرار الفن للفن , وهناك الضرب الموجه , اي المتفق عليه والمخطط والمدعوم والمصروف عليه  . الخلاصة ان المجتمع المصري اصبح " مجتمع مضروب "  علي طريقة  " الأكل لما يضرب والفاكهة لما تضرب " اي عندما يضرب العفن باطنابه  في ثنايا الطعام فينتفخ ويعلوه الريم  ويصبح حامضا لايصلح للتناول ولا حتي للهوام  . 
 
 بتنا امام حالة مصرية  يعلوها الريم السياسي  والعفن الاجتماعي , حالة بكتيرية لم تمر بها  البلاد منذ زمن بعيد  . في زمن حسني مبارك , الجميع كانوا تحت السيطرة , الاسلاميون المتشددون , الجماعة الأسلامية والجهاد , اما حبيسي السجون والمعتقلات  ,او تتم تصفيتهم جسديا بلامحاكمات , والأخوان  مطاردون بالمحاكمات  العسكرية ومستنزفون بالمصادرات   . واليسار بمختلف فصائله داخل الحظيرة بفضل جهود فاروق حسني  , الذي  اجزل العطايا للجميع , فلم يبقي  اديب  يساري واحد لم يحصل علي واحدة من جوائز الدولة  حتي التقديرية ,  حتي المتهمين بالتجديف  والنيل من الذات الاّلهيه , منحهم نظام مبارك بترشيح من الوزير الفنان جوائز ضخمة  بلغت لأحدهم 200 الف جنيه. 
 
في ظل نظام مبارك , ظهر ماسمي بفريق الأعلام الأمني , فكرة  ابتدعها  اللواء رؤوف المناوي – رحمه الله -  مدير الأعلام والعلاقات العامة في وزارة الداخلية في عهد حبيب العادلي ,  استعانت  الداخلية بمجموعه من المثقفين والصحفيين , كانت مهمتهم  ابتداع اشكال جديدة فنية وصحفيه لمقاومة  المد الأسلامي , الفريق ضم اسماء مثل ابراهيم عيسي ووائل الأبراشي وعبدالرحمن الأبنودي , الذي كان مكلفا بتأليف اوبريت غنائي يقدم كل سنه في الاحتفال بعيد الشرطة مقابل ربع مليون جنيه  اتعاب التأليف . كما ضم الفريق السيناريست وحيد حامد صاحب مسلسل العائلة الذي تم فيه تقديم الأسلاميين بوصفهم قتلة ومنحرفين , فضلا عن افلام , الأرهاب والكباب والأرهابي  . طبعا  وحيد حصل علي كل الجوائز المتاحة , تشجيعية وتفوق وتقديرية , في ازمنة متعاقبة , فضلا عن ان السيدة الفاضلة زوجته " زينب سويدان "  اختيرت رئيسا للتلفزيون المصري لفترة طويله .
 
لذا لم  يكن مستغربا موقف  بعض  اليساريين  ممن ادمنوا حياة الحظيرة المباركية , وحققوا نجاحاتهم في ظلها , ان يثوروا ضد وزير الثقافة الحالي د. علاء عبدالعزيز , بدعوي قيامه  بانهاء ندب مجموعه من الموظفين  وعودتهم الي اعمالهم الأصلية  , وكأنه ليس من حق الوزير القيام بهذا الأجراء الاداري المشروع , خاصة وان هؤلاء منهم من اعلن عبر وسائل النشر ومواقع التواصل الأجتماعي انه لن يعمل مع الوزير الجديد وانه ملازم منزله . هل كان مطلوبا من الوزير ان يذهب الي منازل هؤلاء لاستعطافهم من اجل العودة . عندما يطلب الوزير ملفات محددة لفحصها ومراجعتها , فيكون الرد هو التهييج والاثارة والحديث عن ان الوزير قام باقالتهم  , وكأن هذه المواقع لايوجد بها من يصلح لادارتها غير هذه الأسماء  .  الأمر لو لصح  فهذا يعني ان المرحلة السابقة كانت طاردة للكفاءات  وغير قادرة علي صنع القيادات  وان الجميع كانوا منشغلين بالتهام مايمكن التهامه من دريس  وغنائم بالحظيرة .
 
عندما تكون واحدة من التهم الموجهه للوزير الحالي انه لايملك الا كتابين ومقال واحد , وان هذا الانتاج لايؤهله لتولي منصب الوزير ,  طيب ماذا فعل صاحب الانتاج الغزير د. جابر عصفور , عندما تولي الوزارة ,  ماعدد الأيام التي ظل بها وزيرا , لماذا هرب من موقعه وهو المثقف الكبير والناقد الفحل  , لماذا لم يقاوم , اين كانت كتبه ومؤلفاته  ؟ 
الوزير الثاني د. صابر عرب , والذي ينادي البعض من خريجي حظيرة فاروق حسني بعودته مرة اخري لموقع الوزير  ,  لماذا  قدم استقالته عندما كان في موقعه , الم يكن هذا من اجل اعلان فوزه بجائزة الدولة التقديرية  وقيمتها المالية – 400 الف جنيه – حصدها الرجل , ثم  رجع عن استقالته  , اليست هذه انتهازيه , لماذا لم ينتقده  الحظائريون الجدد , ام لأن الرجل يتميز بنفس يساري – كما يقولون -  فتم الغفران له . 
 
سؤال اخير وانا لاأفتش في النفوس ولاشأن لي بايمان  او كفر البعض ,  اخبرني احد اصدقائي الصحفيين ممن يتابعون اعتصام  بعض المثقفين والفنانين  بوزارة الثقافة من اجل منع الوزير من فتح ملفات المخالفات والانحرافات المالية بمختلف اجهزة الوزارة , انه لم يضبط معتصما واحدا يقوم باداء الصلاة  طوال خمسة ايام متتالية لم يفارق فيها المعتصمين من اول النهار وحتي اخره  . وقال انه سأل احد المحتجين عن سر رفضه للوزير الجديد , فأجابه .. انت شوفت وزير ثقافة قبل كده بيخطب في جامع " فعلها علاءعبدالعزيز امام جامع رابعه العدويه بمناسبة مسيرة نصرة القدس "  ؟ 
 



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز