

حسام طلعت
دولة المطاريد
بقلم : حسام طلعت
عندما تهدد السلطة شعبها بالسحق وعندما تكفر السلطة الشعب، عندما تهين السلطة الجيش وعندما يهين رئيسها العدل، عندما يتهم رئيسها بالخيانة العظمى ويسكت عنه الشعب بدافع الخوف فليست هذه هى مصرالتى نعرفها وإنما هى "دولة المطاريد".
عندما يتباهى أفراد السلطة أيهم أكثر سجنا، أيهم أكثر قتلا لرجال الأمن، عندما تكون الأولوية دائما للأكثر ملئا لصحيفة الحالة الجنائية، عندما يحكمك أناس أول نور تراه أعينهم هو نور الاعلام والقصور والفنادق بعد أن كان جميعهم حبيسي الزنازين والحر منهم حبيس الجبال، عندما يتحكم فى أمنك من كان يؤدى التحية لآثار اقدام الجنود فإذا به يرى قادتهم يؤدون له التحية!!
عندما تطلب العدل من شخص لم يره إلا على هيئة أحكام يقضيها فى غياهب السجون،عندما يتحكم فى غذائك من لم يتعود أن يأكل وقت أن يجوع بل عندما يأذن له سجانه، عندما يتحكم فى اضاءة منزلك من ضاع نظره فى الظلمات، عندما تطلب القصاص لأخيك من شخص لم يؤثر فيه بالأصل فقد إخوانه أمام عينيه.
عندما تعلم أن حياتهم كانت من الجفاء و الخشونة بحيث أنهم كانوا تقريبا لا يرون النساء إلا فى أحلامهم فإذا بهم بين الجميلات فبالطبع يصور لهم خيالهم المريض أنهم جوارى لديهم فلا نتعجب حين نرى منهم كل سفاهة وتجرأ على من يقابلون من النساء و لدينا من الأمثلة ما يمتد من رأس الدولة إلى أصغر من "يتبعه"!!
لا تلومن إلا نفسك و الجهل فكيف تطلب المدنية ممن لم يعيشونها؟! ، كيف تطلب الأمن ممن لا يعرفه؟! ، كيف تطلب العلم و الثقافة من انسان لم يعرف من الثقافة سوى كتبا غسل بها عقله!!
نعم غسل بها عقله، وإلا فكيف تقنع إنسانا أنه يمكن أن يرتدى حزاما ناسفها حول خصره ليفجر نفسه فى أبرياء لا يعرفهم و لا يعرفونه بل و تقنعه أن ما يحول بينه و بين الجنة إلا ضغطة زر التفجير!!
نعم نحن كشعب نتحمل جزءا من هذا أننا سمحنا بحدوث ذلك من الأصل بأن جئنا بهم إلى سدة الحكم بدعوى تدينهم و نسينا أن الأزهر الشريف قد سبق فى بنائه مولد "بنَّاهم" بألف عام، نشر خلالها – ولا يزال- نور الاسلام فى شتى ربوع الارض بينما لم ينشروا هم فى الارض شيئا سوى الرعب بل والاساءة للإسلام نفسه بسمت أنفسهم بالمجاهدين الاسلاميين، عن أى جهاد يتحدثون فها هى القدس أمامهم من يمنعهم منها وماذا فعلوا لها أصلا، ثم أين الاسلام فى أعمالهم، حكمتم أفغانستان و زعمتم أنكم ستتمسكون بالاسلام فإذا بكم تزيدون من محاصيل الأفيون والحشيش،أمسكتم زمام المقاومة ضد العدو الصهيونى فقل عدد مصابى الصهاينة جراء "قسامكم" الميمون عن وقت أن كانت الحجارة هى السلاح!! و لم يتمكن "قسامكم" من شىء سوى تقسيم المقاومة ذاتها!!
لقد تواجدتم فى افغانستان وباكستان والعراق وسوريا وتونس وليبيا وأخيراً مصر أين تلك التجربة الناجحة التى نتمسك بكم حتى تطبقونها فى مصر؟!
أرحلوا عنا إذهبوا إلى حيث جئتكم إلى غير رجعة، فأنتم كالسوس الذى يبنى مستعمراته على داخل الاوطان بخرابها، و و ليعلم ممثلكم فى قصر الرئاسة أننا المصريون لن نقبل باى حال من الأحوال أن نصبح دولة يحكمها مجموعة من المطاريد ...ونقولها جميعا له قولا واحدا ..."إرحل".