عاجل
الجمعة 13 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
باقي علي افتتاح المتحف الكبير
  • يوم
  • ساعة
  • دقيقة
  • ثانية
البنك الاهلي
الكرسى: شرعية السلطة وشرعية الشعب!

الكرسى: شرعية السلطة وشرعية الشعب!

بقلم : رشاد كامل

\ملعون أبو «الكرسى»!



 
 
ملعون ذلك «الكرسى» الذى يحول الجالس عليه فى يوم وليلة إلى مستبد وطاغية وديكتاتور، ويفعل كل ذلك متواريا ومختبئا تحت عباءة وعبارة شرعية الصندوق وشرعية الدستور، وشرعية الشرعية.
 
 
ما الذى يفعله «الكرسى» بمن يجلس عليه؟! وما شكل ونوع «السحر» الذى ينقله الكرسى إلى من يجلس عليه، فيجعله يتناسى كل وعوده وكلماته وخطبه النارية عن حق الشعب عليه، وأنه لو اعترض عليه عشرة مواطنين لا ملايين المواطنين لاستجاب لمعارضتهم.
 
نعم هناك شرعية الصندوق وقد حصل بمقتضاها على نسبة 51.7٪ من الذين أدلوا بأصواتهم!!
على مدار عام كامل كان ينبغى أن تزيد النسبة المئوية المؤيدة لمن يجلس على الكرسى!! لكن ما حدث هو العكس تماما بل إن الرموز السياسية الكبيرة والمؤثرة التى أيدته هى أول من عارضته.
 
 
أزمة أهل الحكم والجماعة والعشيرة أنهم لا يسمعون إلا أنفسهم ولا يتحدثون إلا مع أنفسهم، ولا يصدقون إلا أنفسهم، وكل ما يحدث حولهم من مظاهرات واعتراضات وتمرد ما هو إلا خيالات وأضغاث أحلام وعلى الأرجح أوهام.
 
 
وكلهم دون استثناء يحفظون عن ظهر قلب عبارة «شرعية الصندوق» التى يرددونها قبل وبعد كل وجبة طعام، وقبل النوم وبعده.
 
 
هل سمع أهل الحكم والعشيرة والجماعة برجل اسمه «دافيد ابترن» وهو مفكر سياسى كبير عندما كتب يقول:
 
 
«قد يقبل المواطن بسلطة الحكم عليه لألف سبب وسبب ولكن «الشرعية» هى أن يجد «المحكوم» أن المقبول عنده والمناسب له أن يطيع متطلبات النظام السياسى القائم، إذ يجد أنها تتسق مع قيمه ومبادئه وأخلاقياته وأمانيه، ذلك ليس لمنفعة شخصية مباشرة له، ولكن بمعنى المنفعة العامة وعلى المدى الطويل».
 
 
وهل قرأ أهل الحكم والعشيرة والجماعة ما كتبه المفكر السياسى «ماكس ويبر» الذى يؤكد: بدون الشرعية فإن أى حكم أو نظام يصعب عليه أن يملك القدرة الضرورية على إدارة الصراع بالدرجة اللازمة لأى حكم مستقر لفترة طويلة.
 
 
المؤكد أن أصحابنا وأحبابنا بتوع الحكم والجماعة والعشيرة لم يقرأوا أو حتى يسمعوا بهذه الأسماء لأنها ببساطة وللوهلة الأولى هى أسماء ليبرالية، علمانية، ديمقراطية، وربما كانوا من أكلة الجبنة «النستو»!!! أو أنصار «الدونت ميكس».
 
 
كنت أتمنى أن يقرأ أهل الحكم والجماعة والعشيرة ما كتبه أستاذنا ومفكرنا العظيم «الأستاذ» أحمد بهاء الدين قبل ثلاثين عاما وهو يوضح ويفسر ويشرح ذلك المعنى بقوله:
 
 
الحكم فى محاولته امتلاك عنان الأمور والقدرة على مواجهة المشاكل والتحديات تختلف قدرته وكفاءته اختلافا كبيرا، بين حالة يكون فيها الناس معه، وحالة يكون فيها الناس ضده، أو ليسوا معه سواء كانوا ضده بالاعتراض والرفض والمقاومة أو بالسلبية والإهمال وعدم التفاعل معه.
 
 
وأى حكم قد يتمكن من تحقيق استمرار وضع ما عن طريق القوة أو العادة، ولكن العلاقة بين الحاكم والمحكوم تظل قلقة، مصدر ضعف للسلطة والمواطن معا إلى أن يقتنع المحكوم بجدارة الحاكم وأحقيته فى أن يحكم ويدير له أموره عنه.
 
 
فاقتناع الشعب بأحقية السلطة وجدارتها، هذا الاقتناع هو جوهر الشرعية ومغزاها، لا تغنى عنه كل أشكال السطوة والرهبة والنفوذ حتى لو أحاطت نفسها بعشرات الدساتير والقوانين.
هل فهمت يا عزيزى القارئ «متمرد أو متجرد» سطور عمنا وأستاذنا؟!
 
 
إنه يضيف أيضا شارحا وموضحا فيقول: الشرعية فى النهاية هى الانسجام بين الحاكم والمحكوم، وبغير هذا الانسجام الداخلى لن ترقى لنا حياة فى داخل بلادنا، ولن يقوى لنا عود فى خارج بلادنا ولن يكون فى سياساتنا وممارستنا أى انسجام.
 
 
انتهى درس الأستاذ «بهاء» ومن له عقل فليتدبره.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز