أماني القصاص
إباحية المواقع واستباحة الوطن
بقلم : أماني القصاص
أماني القصاص
خلال الشهور الماضية ومع كل مانعيشه ونراه ونسمعه من أعاجيب فقدت فضيلة الدهشة والإستغراب تجاه كل الأمور المضحكات المبكيات المتربصة بنا من كل جانب ، لكن تلك الفضيلة عادت إلي وبشدة بفضل الأخوة والأخوات أصحاب الذقون وصاحبات النقاب الذين ثاروا بشدة مدافعين عن حرمة وطننا المصون ضد " المواقع الإباحية " والأعجب من هذا هو استجابة سيادة النائب العام " المصري " لهذا المطلب واصداره قراره التاريخي باغلاق تلك المواقع الغير مهذبه والمتلفة لأخلاق مجتمعنا العفيف !!
فكيف تعرف هؤلاء " المتدينون الملتزمون " علي تلك المواقع ، هل هذا جائز لهم ؟ الشئ الآخر ما هي حدود الإباحية التي ثاروا ضدها هل هي ما ينشر في المواقع التي يعلمها هؤلاء " وتبعا لإحصائية موقع جوجل نجد أن أكثر بلدان العالم دخولا علي تلك المواقع بعد أمريكا هي ايران ثم الإمارات ومصر والبحرين والكويت ثم قطر والسعودية " علما بأن الرقابة الصارمة في الكويت والسعودية لم تمنع أن يتصدر رجالها ونساءها غرف الدردشات والتعارف ومشاهدة أفلام البورنو ..أم أن الإباحية كلمة مطاطة وممتدة لأي موقع لا يروق لأناس بعينهم وهم من أرسلوا هؤلاء للتظاهر وغدا أو بعد غدا سنجد المظاهرات ضد موقع تويتر أو الفيس بوك بحجة أن به صورا اباحية وهنا سيظهر الغرض الحقيقي وراء تلك " الغاغة " وهي تحجيم المتمردين علي الإنترنت كما يحاولون تحجيم الفضائيات والصحف المعارضة لهم .
ماهي خطة السادة الثائرون ضد انتشار الأفلام الإباحية والسيديهات الجنسية وبالطبع هذا شئ طبيعي اذا علم اصحاب ثورة الشرفاء أن الممنوع مرغوب ،، هل سيقومون بعمل لجان تفتيش لكل الفلاشات والسيديهات في كافة البيوت والمقاهي وبين الشباب ؟
هل تأثر هؤلاء وثاروا ضد استباحة أرواح أبناء المصريين في سيناء وقتلهم هم عزل يتسولون سلاحا يدافعون به عن أنفسهم وأرض وطنهم علي حدودنا مع اسرائيل ووزارتي الداخلية والدفاع ومؤسسة الرئاسة تعطيهم أذن من طين والأخري من عجين متحججين ومكتوفي الأيدي بحجة اتفاقية العار مع أمريكا واسرائيل علي الرغم من انتهاك اسرائيل لها عشرات المرات وخاصة بعد تولي الإخوان المسلمين سدة الحكم في مصر؟
- هل اشترك هؤلاء في جنازة الصحة في مصر التي نظمها الأطباء المضربين عن العمل لاعتراضهم علي تدني الرواتب وتدني الامكانيات في كافة المستشفيات الحكومية ؟ ورغم اضرابهم لأكثر من شهر أعطت الحكومة الإخوانية المتدينة لهم نفس الأذنين الطين والعجين ،، ولا عزاء للمرضي أو للمجتمع
- هل اشترك هؤلاء في حماية الفتيات والسيدات المصريات من تحرش مدمني المخدرات والعاطلين والضائعين أو حتي شغلوا أنفسهم بالمطالبة بقانون يردع كل أصحاب تلك الأفعال الشاذة علينا والمدعمة بتبريرات وفتاوي أهل البادية الداعمين لكافة الجماعات المتطرفة الهادفة لتخريب مجتمعنا وزعزعة أمنه وأخلاقة ؟
- هل اعترضوا علي المواد التي يقاتل السلفيون والإخوان لحشرها في الدستور المصري ليعودوا بنا إلي عصور ما قبل الحضارة ويأخذوا مجتمعنا إلي مزيد من الخراب والإنهيار أم أن الأخوات المنقبات الثائرات ضد " المواقع الإباحية " مع زواج القاصرات والغاء التعليم واضطهاد الأقليات أم أن الدستور قضية ثانوية لديهم ومواقع التعارف والجنس لها الأولوية ؟؟
أيها السادة المختبؤن خلف الذقن والنقاب أنتم أمامنا أكثر عريا من كافة المواقع الإباحية ..
جوجل نيوز
