حرب الأكاذيب

بقلم : عاطف حلمي

 

· كل اشعب المصري بمختلف مراحله العمرية يعيش الآن حالة من الاكتئاب المزمن، الأطفال على مدار ثلاث سنوات لايرون على شاشات الفضائيات وفي الشارع سوى العنف والقتل والسحل، والشباب يرى المستقبل حالك السواد وفي أحسن الأحوال رمادياً، أما كبار السن فلديهم رعب على مستقبل ابنائهم وقهر من العمر الذي يتسرب من بين ايدهم وهم في المحطة الأخيرة من قطار العمر ... لو كنا في دولة لديها الحد الأدنى من رفاهيات الحياة لوجدنا الملايين يقفون في طوابير لا أول لها ولا اخر أمام عيادات الطب النفسي يشكون من قسوة البؤس والاكتئاب.

 

· البلطاجي ماكينة الأكاذيب الإخوانية لن يتوقف عن افتراءاته حتى مماته، حديثة على قناة الخنزيرة بسحنته القذرة، عن ثلاثة آلاف قتيل في رابعة العدوية وغيرهم المئات في مسجد الفتح يثير الشفقة على شخص مريض نفسياً بالكذب الآشر، لنفترض أن الطب الشرعي يخفي الحقيقة والدولة تدلس على الأرقام التي يتحدث عنها فأين جثث هؤلاء القتلى؟ ... لنفترض أيضا أن قوات الجيش والشرطة التهمت هذه الجثث، فما هي اسماؤهم، وأين أهالي هؤلاء القتلى؟... حرب الأكاذيب لن تتوقف ولابد من غلق قناة الخنزيرة فهي أشبه بماسورة صرف صحي تلوث المجتمع بفيضان من الأكاذيب والفتنة التي لاتنتهي.

 

· ما حدث الآن في سوريا يكشف بجلاء المؤامرة الامريكية لتنفيذ مخطط التقسيم والتدمير، فعندما وجدت واشنطن أن عملاءها من الجيش الحر الإخواني ومن يسير في ذيله من الارهابيين يواجهون الهزائم على الأرض تفتق ذهنها عن تهمة الكيماوي، فبالمنطق كيف لنظام محاصر دولياً ويعلم جيداً أن الغرب يتربص به وينتظر أي فرصة للانقضاض عليه بتهمة الابادة أو ارتكاب جرائم حرب، ثم يقوم باطلاق غازات سامة على مدنيين في الوقت الذي توجد فيه على أرضه بعثة أممية للتحقيق في وقاع استخدام سلاح كيماوي في ريف دمشق؟.. الصورة ليست في حاجة إلى توضيح أكثر من ذلك.

 

· مخطىء من يرى أن الروس قادرون أو بمعنى أدق لديهم الرغبة الآن في موازنة النظام الدولي المختل، فرغم ما قاموا به من جهد لاينكره أحد في عرقلة المخطط الأمريكي في سوريا بشكل أو بآخر إلا أنهم ما أن بدأت واشنطن فعليا التجهيز لتوجيه ضربة عسكرية لدمشق حتى خرج وزير الخارجية الروسي ليعلن أنهم لن يتدخلون عسكرياً في حال توجيه ضربة إلى سوريا.

 

· إذا كانت سوريا سمحت لروسيا باقامة قاعدة عسكرية بحرية في اللاذقية متخلية عن الكثير من الثوابت الوطنية، فأن هذا كان تحسباً لوضع مثل هذا من تهديد امريكي وغربي عسكري، وليس من أجل عيون الروس أو من أجل أن الترفيه عن جنود روسيا بانتقالهم إلى مناخ معتدل بدلا من ثلج سيبيريا، وبما أن الروس غسلوا أيديهم من مواجهة امريكا والغرب، فالأفضل لهم أن يرحلوا عنا ويتركونا نواجه مصيرنا المر أمام العدوان الغربي بأنفسنا.

 

· سيذكر التاريخ أن جماعة الإخوان كانت الشريك الأساسي في تفكيك الجيوش العربية في العراق وليبيا وسوريا، وأنهم ظلوا يتأمرون على الجيش المصري، فرغم كون صدام حسين ديكتاتورا، إلا أن ذلك لايبرر أبداً مساعدتهم بول بريمر الحاكم العسكري الامريكي للعراق بعد سقوط بغداد من أجل تدمير الجيش العراقي حتى تغرق العراق في مستنقع بلا قرار من الفوضى، ويبرر إطلاقاً ما يفعلونه الآن في سوريا ومصر وليبيا.

 

· أكررها ولن أمل أبداً ... لابد من عدم اعتماد النظام الفردي في الانتخابات البرلمانية لأنها الباب الواسع للفلول والإخوان وأصحاب النزعات العائلية والطائفية وتجار الدين، كما أن هذا النظام سوف يعيد فضائح شراء أصوات الناخبين بالزيت والسكر وغيرهما من السلع الغذائية واستغلال حاجة الفقراء، .. أما نظام القوائم فأنه سيرسخ دولة المؤسسات، فالديمقراطية ليست مجرد انتخابات نزيهة ولكنها في الأساس مؤسسات وفكر سياسي، والأحزاب احدى هذه المؤسسات، فانتخابات على أساس القوائم هو انتخاب لبرامج حزبية، أما الفردي فهو انتخاب للسكر والزيت وللمتاجرين بالدين.