

نجلاء بدير
للكذب حـدود
بقلم : نجلاء بدير
كان صلاح عبدالمقصود وزير الإعلام الإخوانى يعرف تماما أن يديه ملوثتان بدم الحسينى أبوضيف صحفى الفجر الراقد فى العناية المركزة فى غيبوبة كاملة، وكان يعرف أننا - أصدقاءه وأقاربه - نرى الدم على يديه.
لذلك اختار أن يذهب لزيارته بعد أن تأكد أننا جميعا فى نقابة الصحفيين نحضر مؤتمرا صحفيا عن الحسينى نفسه وعن الانتهاكات والعنف ضد الصحفيين فى الأحداث الأخيرة.
دخل عبدالمقصود المستشفى والتقى بالأطباء وتحدث إلى الإعلام الذى هو وزيره قائلا: إن الحسينى كان يقف فى صفوف مؤيدى الرئيس وأن البلطجية من الطرف الآخر هم من أطلقوا الرصاص عليه، الغريب أننى فوجئت بالكذب؛ بعد كل هذه الأكاذيب التى يغرقنا بها الإخوان المسلمون، مازلت أندهش من كذب أحدهم. بالتأكيد العيب فى أنا.
الحسينى كان يقف مع محمود صديقه فى تقاطع شارع الميرغنى مع الخليفة المأمون، بعد أن تمكن من التقاط صور لمؤيدى الرئيس يحملون أسلحة متطورة.
مؤيدو الرئيس فى هذا الوقت كانوا يتجمعون عند بوابة نادى هليوبوليس التى تبعد عن مكان حسينى فى تلك اللحظة مسافة محطة مترو.
وكان شبابنا يتقدمون تجاههم ويتقهقرون المرة بعد الأخرى.
فيما بعد تمكن المؤيدون أصحاب اللحى من اكتساح الشارع كله وتقدموا حتى دخلوا الخليفة المأمون، مسيطرين على الميدان الذى نقل منه الحسينى مصابا بالخرطوش يحمله صديقه محمود.
قبل أن تدخل الطلقة رأسه بثوان كان يقول لصديقه إنه لن يعود إلى الخطوط الأمامية مرة أخرى لأنه نجح فى تصوير وجوه وأسلحة لم يتمكن أحد من تصويرها.
وفتح الكاميرا يرى صديقه ما اعتبره سبقا صحفيا.
كان الحسينى بعيدا عن الاشتباكات بالدرجة التى سمحت له أن يفعل ذلك.
الرصاصة - كما يصفها صديقه - اخترقت رأسه وهما منحنيان معا إلى الأمام فلم ير من أطلقها بل إنه من شدة الصوت لم يتخيل أن ما سمعه كان صوت انفجار رأس الحسينى نفسه، التى كانت ملتصقة تقريباً برأسه.
هذه محاولة اغتيال قام بها محترف يا وزير الإعلام.
سنعرف بعد ساعات إن كانت نجحت أم لا؟! فما زال الحسينى - كعادته - يقاوم.
المحترف القاتل كان يعرف أن الحسينى التقط صورا لميليشيات الإخوان العسكرية المرتبطة بتنظيمك ياصلاح عبدالمقصود يا عضو تنظيم الإخوان المسلمين ووزير إعلامه.
هل تبرئ نفسك من دمه، بل تتمادى وتدعى أنه كان من ضمن مؤيدى الرئيس.
يعرف الجميع ومن بينهم وزير الإعلام أن الحسينى ناصرى وأنه كتب وهتف وناضل ضد الإخوان المسلمين.
حتى الكذب له حدود، حتى الكذب.
وحتى الفجر فى الخصومة له حدود.
أنتم تخطيتم كل الحدود.
وأنا مازلت مندهشة.