

محسن عبدالستار
قرية تونس.. واحة للجمال وقبلة للزوار
واحة خضراء جميلة تقع على تل عالٍ تحيط بها صحراء واسعة، وتطل على بحيرة قارون ذات المياه الزرقاء، تتزين بمعارض الخزف والفخار، بنيت منازلها بالحجر على الطراز الإسلامي وتعلوها القباب.. إنها قرية تونس بالفيوم.
تعد قرية تونس مركزًا مزدهرًا للفنون الثقافية نظرًا لسكانها الفنيين الذين شكلوا هوية القرية، باستخدام مهاراتهم في صناعة الفخار، والأعمال اليدوية، والحرف الخزفية الرائعة.
توصف قرية تونس بأنها قطعة من الجنة على أرض الفيوم، فهي تظهر كلوحة فنية رائعة من صنع الله عز وجل، رغم أنها عزبة ريفية بسيطة لكنها تمتلك مقومات ساحرة، فقد أسرت الفنانة التشكيلية السويسرية إيفيلين بوريه لتخطو بتلك القرية النائية البسيطة إلى الشهرة العالمية، وتجعلها قبلة للسياح يأتون إليها من كل حدب وصوب.
إعجاب السويسرية إيفيلين بوريه بقرية تونس جعلها تصطحب زوجها وكان فنانًا، ومصمم أزياء وخزافًا، إلى القرية وأنشأت منزلها، وورشة للخزف كانت تعمل بها، وخلال وجودها بالقرية لاحظت أن أطفال القرية يقومون باللعب بالطين وعمل أشكال مختلفة، فجاءت لها فكرة إلحاق الأطفال بالورشة وتعليمهم فن صناعة الخزف، وقامت بتدريب الأطفال وتعليمهم مراحل صناعة الخزف.
أنشأت إيفيلين بوريه مدرسة الخزف في القرية وطلبت من الأهالي أن يلتحق أبناؤهم بمدرسة تعليم الفخار، وأصبح هؤلاء الأطفال الآن أصحاب ورش خرف مشهورين، وأصبحت صناعة الخزف والفخار مصدر الاقتصاد الرئيسي للقرية.
تحولت قرية تونس من عزبة بسيطة يسكنها المزارعون كل أنشطتهم تتلخص في الزراعة وتربية المواشي، إلى قبلة سياحية ساحرة يقصدها السائحون من مختلف دول العالم وتحول عشق القرية عند بعضهم من الزيارة والسياحة الي الإقامة الدائمة.
تعد قرية تونس قبلة للسياح العرب والأجانب، حيث استوطنها عدد من الأجانب الذين افتتحوا فنادق وشاليهات بها، وأصبحت مقصدًا للسياح، نظرًا لقربها من القاهرة، ورخص أسعارها، والأنشطة المختلفة التي تضمها القرية بدءًا من تعلم صناعة الخزف، ومرورًا بركوب الخيل والجمال، والخروج في مغامرات السفاري، والاستمتاع بالسباحة في بحيرة قارون ووادي الريان، وحمامات السباحة الموجودة داخل المنتجعات والفنادق.
تنتشر في شوارع قرية تونس، الأشجار والزهور والمباني المميزة التي انفردت بها دون غيرها، التي تجمع بين العمارة الريفية النوبية والعمارة الإسلامية في العصرين المملوكي والعثماني.
تميزت دون غيرها من القرى، بصناعة الخزف والفخار؛ حيث تعلم أبناؤها صناعته في مدرسة الخزافة السويسرية إيفيلين بوريه، ثم تخرّج الجيل الأول من المدرسة وافتتح كل منهم ورشته الخاصة به، تلاهم الجيل الثاني، حتى تحولت القرية إلى معرض فني لورش صناعة الخزف والفخار التي تمتد منذ بداية القرية حتى نهايتها.
وخلال السنوات الأخيرة، تحولت قرية تونس من قرية غير معروفة إلى واحدة من أشهر القرى السياحية على مستوى مصر والعالم بفضل إقامة مهرجانات سنوية لمنتجات الخزف والأنواع الأخرى من الفنون التي تميزت بها.