

بقلم
محمود الجمل
البحث عن احمد ابوبكر ..؟
12:00 ص - السبت 28 سبتمبر 2013
بقلم : محمود الجمل
ينشغل المرء في البحث عن قضايا كونيه لكي يجعل منها ماده للكتابه الي درجة العمي غير المبرر عن مشاهد محليه يحياها يوميا , لكن الرغبة المستعرة في الوصول الي العالمية وان يضاف اسم الكاتب الي سجل الكتّاب الأستراتجيين - في زمن صار فيه هؤلاء الاستراتجيين الجدد , الخمسه منهم ببريزه , وصار معظمهم مشهورا بترويج التحليلات الفاسدة والتخريجات العفنة , وبالتالي صار أمر الفكاك من اسر هذا المصطلح , امرا واجبا لكي ذي عينين , خاصة بعد ان تم " مرمطته " بفعل الاداء المتردي للكائنات التلفزيونيه المموله , وبالتالي اذا اردنا ان نحط من شأن احدهم او ان نحقره اكتفينا بوصفه بأنه " استراتيجي " ؟
الأنشغال بالشان المحلي خصما من المشهد القومي العام اخذ من عمري قرابة العقدين , عشرين عاما متصله كانت السويس هي البطل الأول في حياتي , الجغرافيا والناس , تفاصيل الحياة اليومية الحميمة , علي خلاف القاهرة المتوحشه والموحشه , البحر والجبل وقري القطاع الريفي , المقاهي المفضله ,نيو سوريا وابويوسف , الشيخ حافظ والكابتن غزالي واستاذي الذي علمني السحر الأديب محمد الراوي , جلسات النقاش السياسي الحاد في دوار محمد القاضي في شميس عقب صلاة كل جمعه , سندوتشات الفول والبيض بالبسطرمه كل صباح من ايد المعلم عيد رواش , لفة الجرائد والمجلات اليوميه من عند حسن السوداني , والحساب علي النوته وحين ميسره , اكلات السمك الطازه المجانيه من صديقي الشيخ طه , والعيش المفرود من مخبز حمدي عيد في مجمع اسواق المثلث . سيارتي العتيقه عندما تعطل , اتركها في مكانها واسلم مفاتيحها لصديقي الميكانيكي محمود رياض , يذهب اليها اينما كانت , يصلح مابها ويأتي بها حتي منزلي سليمه معافه من كل داء ,اما عن غزوات حماده عفشه ودوره في تظبيط المساعدين , فحدث ولاحرج .
السويس الحانيه اخرجتني من جنة القاهرة المدعاة الي سجنها الأختياري , رغم ان بداية مشوار الكتابه خارج نطاق التجارب المحلية بدأ بالقاهرة مبكرا عام 84 بجريدة الوفد حيث شاركت في الكتابة باعدادها الأولي , وفيها تعرفت علي ايمن نور وعبدالعليم داود واحمد بكير وصادق حشيش ومحمد الشربيني - كنت اعرفه من ايام شبرا الخيمه وكنا نلتقي في شقة محمد القدوسي بأرض نوبار - , ثم انتقلت في عام 86 للعمل بجريدة الأحرار في عهد رئيس تحريرها الاستاذ محمد عامر - رحمه الله - والذي منحني الفرصه الأكبر في حياتي , حيث وثق بقدراتي وكان يسمح بنشر اسمي خمس مرات بالعدد الواحد , الأمر الذي كان يثير حفيظة بعض الزملاء , واثناء عملي بالأحرار جاء للعمل بها الزملاء عصام كامل رئيس تحرير جريدة فيتو حاليا والزميل سليم عزوز , والذي بات الاّن نجما فضائيا نشاهده يوميا علي الجزيرة مباشر مصر , وقد قمنا انا والزميلين عصام وسليم عام 95 باصدار جريدة اخبار الصباح , كنت فيها المشرف العام , وقد صدر منها ثلاثة اعداد ثم توقفت .
بعد خروج الاستاذ محمد عامر من الأحرار وقيامه باصدار جريدة الحقيقة , عملت معه منذ عددها الأول , وفي عام 89 , اكتشفت اثناء جلوسي علي مقهي زهرة البستان بقلب القاهرة الباحث السياسي والحاصل علي الماجستير اّنذاك " مأمون حمزه " واجريت معه حوارا مطولا في مقر اقامتي بعمارة المالية بميدان لاظوغلي - مكتب المرحوم الحاج مصطفي حزين , صاحب اكبر شركات مقاولات في تاريخ السويس والذي تعرض للتأميم عقب ثورة 52 , وتم نشر الحوار علي قرابة صفحه كامله , واستمرت علاقتي بمأمون وتطورت الي صداقه عميقه , اذكر انني قمت باجراء حوار اخر معه عن مذهب مابعد الحداثه في الادب نشر بجريدة الوطن الكويتيه - حيث كنت اعمل بمكتبها بالقاهرة في الفترة من 87 وحتي عام 90 - , وايضا حضر هو الي السويس عام 89 حيث ناقش مجموعتي القصصية " اذا اقبلت " بمقر الندوة الأدبيه بالنادي الأجتماعي , وتكريما له قام الحاج احمد مصطفي حزين بدعوته لتناول العشاء بمنزل الحاج ببورتوفيق . بعد غياب مأمون بسنوات طويله ,عاد مره اخري للأضواء استاذا للعلوم السياسية وضيفا تليفزيونيا نشاهده علي ابرز المحطات الفضائية , عاد حاملا اسمه الجديد د. مأمون فندي .
يبقي السؤال لماذا " احمد ابوبكر " وماعلاقته بكل هذه المقدمه ؟ والاجابه هي .. احمد ابوبكر هو مدير مكتب محافظ السويس , الحالي والسابق والأسبق , وعلاقتي المنتظمة بالسويس بدأت مع عام 90 حينما قررت العودة اليها من القاهرة واصدار جريدة محليه - احرار السويس - يقول عنها المراقبون المحايدون , انها كانت الأفضل في تاريخ الصحافه المحلية - , وبالتالي صرت قريبا من المحافظين الذين تولوا قيادة المدينة , واشتبكت مع معظمهم , ان لم يكن جميعهم , وتجربتي مع معظم هؤلاء المحافظين قمت بكتابتها ونشرها تحت عنوان - محافظون تحت خط النار- وانتوي اصدارها في كتاب قريبا . ايضا اقتربت من كل من شغلوا موقع - مدير مكتب المحافظ - ولي معهم جميعا مواقف وحكايات , الخلاصه انني اري ان " احمد ابوبكر " هو افضلهم , ويكفيه مبدئيا ان يكون سببا في استدعاء كل هذه الذكريات والوقائع قبل ان اسجل رأيي فيه وفي من سبقوه , وهي وقائع وحكايات اّن لها ان تنشر , وعند نشرها سوف يعلم الجمع ببعض الوقائع , قد يشيب لها الولدان
تابع بوابة روزا اليوسف علي