عاجل
الأربعاء 10 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
محمد محمود ترنيمة الحزن لمقتل العصافير

محمد محمود ترنيمة الحزن لمقتل العصافير

بقلم : عصام ستاتى

 



حاولت قوات الأمن إخلاء ميدان التحرير من المعتصمين في 19 نوفمبر 2011 صبيحة جمعة "المطلب الواحد" وبالفعل أخلت الميدان تماماً وأحرقت خيام المعتصمين لتشتعل بعدها الأحداث وينزل المتظاهرون بأعداد كبيرة ولتبدأ أحداث " محمد محمود "
 
 أغلقت قوات الشرطة شارع محمد محمود، واعتدت على المتظاهرين بالرصاص وطلقات الخرطوش وقنابل الغاز المسيل للدموع، في أعنف اشتباكات تشهدها البلاد بين الشرطة والمتظاهرين منذ 28 يناير2011.

وفي الفترة من 19 إلى 25 نوفمبر 2011 سقط 41 شهيدا، وأصيب المئات من المتظاهرين، وأجبر الثوار المجلس العسكري الحاكم على إعلان 30 يونيو 2012 موعدًا لتسليم السلطة، بعدما كان يمتنع عن تحديد موعد الانتخابات الرئاسية .
 
كان حازم صلاح أبو إسماعيل  في هذه الفترة قبل أحداث محمد محمود يعلن عن الاعتصام في الصباح ويلغى الإعلان فى المساء ، وكان أغلب المعتصمين الذين ظلوا في الميدان من أسر الشهداء وأحبائهم بالإضافة للمجموعة الناشئة ألمسماه بحركة مينا دانيال " صديقي " الذي قتل في ماسبيرو ، ورغم أنها حركة ناشئة حملت راية مينا وعلم مصر وتحملت العبء الأكبر لهذه الأحداث وكان صديقي طارق السلفي صديق مينا دانيال ورفيق الثورة هو من كان يحمل العلم ويشارك الأصدقاء كريم طه وسيمون وفيق وحسام وكاترين وزياد ومارى دانيال ووفاء المصري ومحمود أبو الذهب وصديقي د. سيد الحداد من الإسكندرية وأولاده إبراهيم ومروان  و غيرهم .
 
أدركت أننا نحارب أمريكا قي صورة الشرطة فا لأمريكان أقنعوا مجلس طنطاوي بمباركة الأخوان ، أن ما حدث في مصر ليس ثورة بل غضب شعبي يمكن لمه والسيطرة عليه وإعادة أنتاج النظام السابق بمشاركة أخوانيه واسعة ، فكانا الفريقين المتحدين يريدون فرصة ووقت لتنفيذ هذا المخطط . ولكن أحداث محمد محمود وصمود الثوار غير في أوراق اللعبة وأجبرهم على الإعلان .
 
خنقتنا غازات أمريكا في هذه الأحداث ، كانت غازات ذات رائحة غريبة عن التي تعودتاها منذ ثورة يناير   كان الجميع معه شرائط برشام الفحم وعلب اللبن وبعض العصائر كما نصحنا أطباء الميدان .
 
ورغم سخونة الأحداث والمعارك الدائرة في محمد محمود سألني أحد الشباب ونحن نجلس في الميدان ليلاً : " مين محمد محمود دا " قلت :
 
"ومما يؤسف له أن محمد محمود هو الذى قبل تأليف الوزارة بعد استقالته من وزارة النحاس. و أعلن تعطيل الدستور ثلاث سنوات قابلة للتجديد، ويكان أداة لحكم البلاد حكماً دكتاتورياً، وهو الذى كان من أبطال الائتلاف سنة 1926 وكان من العاملين على وقف طغيان السراى.
 
ومهما نحاول، فإننا لا نستطيع أن نجد له عذراً يبرر العمل الذى أقدم عليه، فإذا كان قد استقال من وزارة النحاس حقاً لأنه لم يستطيع الاستمرار فى التعاون معه فكان وضعه الطبيعى أن يصبح معارضاً هو وحزبه للحكومة الوفدية صاحبة الأغلبية. ولو قد فعل ذلك، لما كان عليه من حرج، ولا على تصرفه من غبار ولكنه أستقال وبعد فترة قصيرة كان رئيس الوزارة التى ألغت الدستور.
 
وأخذت حكومة محمد محمود تحاول أن تصرف الناس عن الدستور والبرلمان بالحديث عن الإصلاح الداخلى وردم البرك والمستنقعات واصلاح شئون الإدارة والقضاء. وسرعان ما ظهرت للوزارة أزمات ومتاعب أخرى من السراى ومن الأنجليز. فالمطالب لم تنقطع من السلطتين وهى مطالب تغض من حقوق الشعب حتماً. وبدأ محمد محمود محادثات مع الحكومة البريطانية وأنتهى إلى مشروع معاهدة. وعرضه على الشعب. فأصر الوفد على أنه لن يقول كلمته فيه إلا تحت قبة البرلمان. وفى هذه الاثناء أقيل لورد جورج لويد وعين مكانه سير برسى لورين. واستقال محمد محمود فى 2 اكتوبر سنة 1929. وأختير عدلى يكن رئيساً للوزارة وكان واضحاً أن وزارته لم تكن إلا وزارة أنتقال لأجراء انتخابات حرة."
 
وأنتشر بعدها الكلام عن محمد محمود التاريخي وعيد للذهن أننا نحارب ديكتاتورية جديدة فى شارع على اسم ديكتاتور قديم .
 
في محمد محمود كانت ترنيمة الحزن لمقتل العصافير التي يصطادها الصيادون دون رحمة بقلب حجري ، شباب في عمر الزهور تقتل وتغتال أحلامها في وطن وغد أفضل صبيان وبنات تصاب وتنقل للمستشفى الميداني أو القصر العيني على موتسكيلات   رائحة الغاز من باب اللوق إلى الكورنيش ، على الكورنيش كلاب ميتة من الغازات فما بالك بالإنسان الذي في وسطها ومع ذلك كانت الناس تبتكر طرق للمقاومة فمن يصنع صدادة كدرع يحميه من طلقات الخرطوش أو يضع اى جسم فوق رأسه ليكون خوذة أو استطاع ان يشترى أنبوبة أوكسجين صغيرة يستنشق من خلالها ووضع قناع على وجهه ومع ذلك كان الموت سيد الموقف والجروح والإصابات والاعلام والنظام والغلول والأخوان يرجون أن من في محمد محمود يريدون اقتحام وزارة الداخلية ويصورن للناس أن شارع محمد محمود ملتصق بوزارة الداخلية وكأن شارع الشيخ ريحان أصبح يطلق عليه محمد محمود . 
 
اليوم أجد أن من باركوا قتلنا بالأمس  في محمد محمود هم من يدعون للنزول إلى شارع محمد محمود  في يوم 19 نوفمبر ، فلا عجب فقد اعتاد الأخوان ركوب الأحداث ، فهم لم يشاركوا فى ثورة 25 يناير إلا بعد أن ضمنوا نجاحها وانكسار الشرطة في 28 يناير وأدعو أنهم شركاء في الدعوة التي أعلنت على موقع " كلنا خالد سعيد " وأن عبد الرحمن منصور المجند في القوات المسلحة هو أبن الجماعة وهو ما نفاه فيما بعد عبد الرحمن منصور نفسه ، وقالوا أن وائل غنيم كان من شباب جماعة الأخوان وربما ذلك صحيحاً لكنه تركهم قبلها بسنوات ، ثم أدعوا أنهم من قاموا بحماية الثورة في موقعة الجمل ، وأكدت الأيام أنهم متورطين في موقعة الجمل ، وكذلك تورطهم في فتح السجون .
 
فيا من باركت قتلى بالأمس لما تبكى عليً اليوم ، هل أستيقظ ضميرك ؟!، أم هي العادة في ركوب الأحداث واستغلالها والميكيافلية التي تتميز بها في الغاية تبرر الوسيلة 
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز