عاجل
الثلاثاء 30 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
مكلمخانة

مكلمخانة

بقلم : عاطف حلمي



 

 يخطىء من يعتقد أن الإخوان جادون في أي حوار، فجل ما يريدونه الدخول في دائرة مفرغة من المكلمخانة الفارغة، فبينما يجتمع قادة جبهة الانقاذ مع حزب النور السلفي حول مبادرة للحوار تبدو في ظاهرها جيدة أو حتى مقبولة، نجد أن د. محمد مرسي يعلنها صراحة من المانيا أنه لانية لأي حوار حقيقي، وأنه لن يتم تشكيل حكومة انقاذ ولا يحزنون، بينما يخرج علينا وزير العدل بمشروع تحت مسمى "تنظيم المظاهرات" وهو في واقع الأمر قانون لإخصاء المظاهرات ومنعها وتقييد حرية التعبير عن الرأي.. فعن أي حوار يتحدثون؟

 

ويخطىء من يعتقد أن الإخوان سوف يستجيبون لتعديل الدستور المشوه، أو قانون الانتخابات الأكثر تشويهاً، وإذا فعلوها، ولن يفعلوا، فأنهم سليجأون إلى اللف والدوران والمناورة والمراوغة التي مللنا منها، بهدف استنزاف الطاقات واستهلاك الوقت وتفتيت جبهة الانقاذ وتقويضها، في حين أنهم يعدون العدة للانتخابات البرلمانية المقبلة على قواعدهم هم، وليس على قواعد المشاركة والعدالة والفرص المتكافئة.

 

ويخطىء من يعتقد أن د. محمد مرسي يملك من زمام الأمور شيئاً، فكل المواقف السابقة منذ توليه المنصب وحتى الآن تقول إنه لاحول له ولا قوة، ولن يستطيع الفكاك من عباءة جماعته وعشيرته ومرشده وشاطره.

 

ويخطىء من يعتقد أن د. محمد مرسي هو رئيس لكل المصريين، فلقد اضاع على نفسه عشرات الفرص والمواقف التي كان يمكن من خلالها يدخل التاريخ من أوسع أبوابه ويسطر أسمه في انصع صفحاته، لكنه فضل، أو أجبر من قبل أهله وعشيرته على البقاء حبيس فسطاط جماعته، فاعضاء جماعة الإخوان المسلمين مثل الطائر الذي ظل حبيس القفص جل عمره، وعندما تتاح له فرصة الطيران يظل قابعاً لايتحرك فهو لم ولن يتعلم الطيران بعدما ظل رهين السمع والطاعة.

 

ويخطىء أيضاً من يعتقد أن الجماعة سوف تنجح في مخطط أخونة الدولة، بمشروع نهضتها التعيس، فهي اثبتت أنها لاتزال رهينة السمع والطاعة، وتفضيل أهل الثقة على أهل الخبرة، لذا فشل مشروع أخونة الدولة فشلاً ذريعاً منذ ولادته، فجاء اختيار رجالهم بنظرية أهل الثقة وليس أهل الخبرة، فوجدنا العجب العجاب، طبيب اشعة مسؤول كبير في احدى المحافظات، ووزير إعلام لم نسمع يوماً عن تجاربه الصحفية والإعلامة الخارقة التي تؤهله لهذا المنصب، ورئيس وزراء حدث ولا حرج ..... الخ.

ويخطىء من يعتقد أن الاخوان وممثلهم في قصر الاتحادية عينهم على الشارع والمواطن المصري، فهم يتلحفون بغطاء العم سام، لكن "المتغطي بلحاف الامريكان عريان"، فكلما استحكمت الحلقات عليهم داخلياً، ذهبوا يقرعون أبواب العواصم الغربية وفي مقدمتهم واشنطن، بنفس اسلوب نظام المخلوع.

ويخطىء من يعتقد أننا من هذا المستنقع الفوضوي قادرون على الخروج، فالجماعة تدرك تماماً أن الفرصة الحالية لن تتكرر لهم إطلاقاً، ومع كل الاخطاء والخطايا التي ارتكبوها، بات كابوس الخروج بلا رجعة يطارد الإخوان ويؤرق مضاجعهم، لذلك لن يرحلوا عنا إلآ بالدم، وإذا كان الوضع الحالي سيء فأن القادم أسوأ، لكنهم رغم ذلك راحلون .. راحلون وبلا رجعة، ولن يذكر التاريخ عنهم سوي خطاياهم وكوارثهم، لكن الرحيل لن يأتي إلا بعد حرق الأخضر واليابس بعد أن يدفع الوطن أكبر فاتورتة في التاريخ من الدماء والدمار والانهيار.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز