عاجل
السبت 6 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
ميتافيزيقا الأخوان ..؟

ميتافيزيقا الأخوان ..؟

بقلم : محمود الجمل



الحديث عن ان الاخوان جماعه من الصعب هزيمتها , حديثا يبدو ميتافيزيقيا الي حد كبير .نعم علينا ان نعترف بأن الولاء التنظيمي - لدي اعضاء الجماعه - يأتي في المقدمة , وان مصطلح السمع والطاعه , وهو المصطلح سيئ السمعه عند جمهرة العلمانيين والليبراليين الجدد , كان هو المرادف المساوي لمصطلح الالتزام الحزبي . وانه في ظل مناخ السمع والطاعه شهدت الجماعه خروجا موسعا , ففي عام 96 كان خروح مجموعة - حزب الوسط - بقيادة ابوالعلا ماضي , ثم توالي الخروج الفردي لأصحاب الطموحات , سيد عبدالستار المليجي , الذي كان يري في نفسه الأفضل وكان يجب ان ترشحه الجماعه في انتخابات مجلس الشعب بدائرة النزهة بدلا من اخلائها لمرشح الحزب الوطني د. حمدي السيد , حليف الاخوان ومرشحهم المفضل علي مقعد نقيب الاطباء . ثم ثروت الخرباوي , الذي يصف نفسه بأنه كان احد الكهنه في معبد الجماعه , الا ان ماراه من ممارسات داخل اقبيتها محدودة الضوء , كان دافعا عنيفا له للخروج , مسجلا تجربته في كتاب " سر المعبد " هو الأكثر توزيعا الان , وحاز مؤخرا في المعرض السنوي الدولي للكتاب علي جائزة افضل كتاب صدر في 2013 . ثم كانت العملية الكبري والذي تم فيها التخلص من " السوبر ستارز " محمد حبيب وعبدالمنعم ابوالفتوح , الأول كان نائبا للمرشد العام مهدي عاكف , والثاني كان عضوا بمكتب الارشاد لأكثر من عقدين متتاليين .

حبيب , سبق له الفوز بالمقعد الفردي في الانتخابات النيابية التي جرت عام 87 باحدي دائرتي محافظة اسيوط ومن المرة الاولي وبلااعادة , وكان احد اربعة مرشحين ينتمون للمعارضة حققوا هذه النتيجة من بين 44 مرشحا فازوا بالمقاعد الفرديه , وللتاريخ كان الباقون هم فاروق متولي بدائرة السويس وفاز في الاعادة علي منافسه محمد ابوالمجد مرزوق , والذي سبق له ان خاض معركة الاعادة عام 64 في مواجهة المهندس جمال سعد - الامين العام للاتحاد الاشتراكي - وكان يستحق الفوز الا انه تم اسقاطه لصالح احد كهنة النظام الناصري . والثاني كان الشيخ يوسف البدري الذي فاز علي اللواء جمال السيد - وزير الانتاج الحربي في دائرة التبين . والثالث كان الشيخ صلاح ابواسماعيل , وكان منافسه هو النائب المخضرم حسن حافظ - دائرة اوسيم وامبابه - والذي كان احد نجوم برلمان 84 وكان من انصار النظام الفردي في الانتخابات النيابية , وكان اكثر تميزا من كمال الشاذلي فاقترح الاخير علي الرئيس السابق مبارك ان يتم الزج به في مواجهة ابواسماعيل وهم يعلمون انهم يلقون به الي التهلكة وقد كان , خسر الرجل مقعده وخسر الوطني نائبا حكيما , ثم انضم الي حزب الوفد بعد ذلك وظل عضوا بهيئته العليا حتي توفاه الله . 

عبدالمنعم ابوالفتوح , هو احد قادة اعادة احياء الجماعه , وهو صاحب عملية نزوح ابرز اعضاء الجماعه الاسلامية بجامعة القاهرة الي جماعة الاخوان وتحديدا بعد عام 73 وفي اعقاب اللقاء الشهير مع الرئيس الشهيد انور السادات , وانضم بعده امراء الجماعه الاسلامية حلمي الجزار وعصام العريان , ومن بعدهم عشرات الاسماء من ابناء الجيل الجديد من الاسلاميين الحركيين الذين نجحوا في اعادة احياء الجماعه ووضعها من جديد علي خريطة الوجود الاجتماعي والسياسي , خاصة بعد ان انهكت السجون الاجيال السابقة وبات معظمهم بحاجة الي الراحة بعد فترات طويله من الابعاد والانهاك والمصادرة . وظل ابوالفتوح متصدرا للمشهد ونجما داخل مكتب الارشاد الذي شغل عضويته في عهد المرشد الثالث الاستاذ عمر التلمساني - المتوفي عام 1986 - والذي شارك في تشييعه قرابة نصف مليون - وبسببه خرجت عبارة - بيننا وبينكم الجنائز - للتعبير عن قوة الجماعه ومدي شعبيتها . الا ان افكاره الاصلاحية وانفتاحه علي القوي الأخري , فضلا عن نجوميته وحضوره الشخصي , يبدو انها كانت سببا في تحفظ التقليديين داخل الجماعه وخاصة مكتب الارشاد ضده , ثم جاء قرار ترشحه علي مقعد الرئيس بعيدا عن هوي الجماعه او ترشيحها , لكي يضع حدا لجموحه , فكان عقابه بالفصل , وفصل من يؤيدونه , حتي كثر المفصولين والمنشقين والخارجين بمحض ارادتهم , ولم تعد الجماعه هي الملاذ الدافئ للكثيرين , بل بات البعض يصفها بأنها باتت المحرقه التي اكتوي بلهيبها الكثيرين . 

ولأن التوقيت لايحتمل كثيرا العودة للتاريخ , اقول ان تجربة الأخوان القصيرة في الحكم - قرابة ستة شهور - لم تكشف حتي هذه اللحظة عن مواهب خلاقة او قدرات ادارية فذة , ربما استثني وزير التموين الشاب " باسم عوده " الذي يبلي بلاءا حسنا حتي هذه اللحظة رغم كافة المنغصات والأزمات والمخاشنات , وحرص بعض القوي علي اضافة العديد من الثقوب لسفينة النظام الذي يجاهد حكامه من المعتقلين القدامي وخريجي السجون علي الطفو به رغم كل محاولات الأغراق .

وعلي صعيد التحالفات والمواءمات , تبدو عملية ادارة ازمة د. خالد علم الدين - مستشار الرئيس للبيئة - واحد قيادات حزب النور , والذي تم تجريسه علي الهواء مباشرة , بدعوي تربحه مره من منصبه , ومره بالحديث عن ان احد العاملين معه هو المتهم بالترحب . اتهامات مرسله , قيل بعدها انه سوف يتم التحقيق في وقائعها , هذا باعتبار ان قرارات الادانه تصدر اولا ثم يتلوها التحقيق , في سابقة لم تحدث من قبل , الأمر الذي يكشف عن سوء تقدير وسوء ادارة للأزمة , فضلا عن ان الطريقة المهينة وغير الانسانية مع الرجل , كشفت عن روح عدوانية , ماكان لها ان تتجلي هكذا , خاصة وان الرجل بات واحدا من مؤسسة الرئاسة , وكان يمكن في حالة ثبوت ادانته ان يتم عقابه بطريقه اخري , لأن اختيار الرجل ان لم يكن صائبا , فسوف يتم اضافة هذا القرار الخاطئ لمجموعه من الأخطاء وقعت فيها المؤسسة وتم فيها توريط الرئيس , الأمر الذي جعلنا نشاهد قرارات تصدر ثم تلغي في اقل من نصف نهار .

تبقي واحدة من المقولات الميتافيزيقية والخاصة بالأخوان - حزب الحرية والعدالة - وهي انهم يملكون نواة صلبه , هي الأكثر تماسكا من بين كافة القوي السياسية المنافسه , وانهم رغم ماتم رصده من تراجع في شعبيتهم , سوف يحققون في الانتخابات النيابية القادمة , ايا كان توقيتها , بعد شهرين , بعد ستة شهور , المركز الأول متقدمين علي اقرانهم من الاحزاب ذات المرجعية الاسلامية , او احزاب جبهة الانقاذ اصحاب المرجعيات غير الأسلامية , اقول ان هذه المقولة من العبث التعامل معها علي انها غير قابلة للنقد والمراجعه , بل يمكن اثبات عدم صحتها , وانه يمكن للقوي الاخري المعادية للحالة الاسلامية - سياسيا علي الأقل - ان تحقق نتائج مدهشة وغير متوقعه في الانتخابات النيابية القادمة . ولكن اثبات هذا الطرح يحتاج لمقال جديد قادم .

اخر الكلام : لاتعايرني ولاعايرك .. الهم طايلني وطايلك .؟



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز