كابوس "كير ستارمر" في داونينج ستريت.. "شبانة" وزيرًا للداخلية
عادل عبدالمحسن
شهد حزب العمال البريطاني حالة انهيار يوم الجمعة بعد أن أدت استقالة أنجيلا راينر إلى إجراء تعديل وزاري طارئ.
ربما يعجبك
واضطرت نائبة رئيس الوزراء إلى الاستقالة بعد أن وجد تحقيق في الفساد أنها فشلت في دفع ما يصل إلى 40 ألف جنيه استرليني من الضرائب المستحقة على شقة فاخرة على شاطئ البحر.
أجبر رحيلها رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على إجراء تعديل كبير في فريقه الوزاري بعد أيام فقط من إعلانه أن "المرحلة الثانية" من حكومته جارية بعد عام أول كئيب في منصبه.
أدى هذا التغيير إلى نقل إيفيت كوبر من وزارة الداخلية بعد فشلها في التصدي لأزمة الهجرة غير الشرعية بواسطة القوارب الصغيرة، واستُبدلت بوزيرة العدل السابقة شبانة محمود، التي تتسم بالصرامة في حديثها.
ولكن مع وصول شعبية رئيس الوزراء إلى أدنى مستوياتها أصبح ضعيفا للغاية بحيث لا يستطيع إقالة أي من كبار الشخصيات بشكل مباشر خوفا من خلق انشقاقات بين النواب عن حزب العمال في مجلس العموم البريطاني.
ونقلت السيدة كوبر إلى وزارة الخارجية، بدلا من الوزير السابق ديفيد لامي الذي تم ترضيته بلقب نائب رئيس الوزراء، بعد نقله من الخارجية إلى وزارة العدل.
وقالت كيمي بادينوتش زعيمة حزب المحافظين إن حزب العمال يبدو وكأنه يتجه نحو "حرب أهلية". وأضافت كيمي: أن المرحلة الثانية لحكومة ستارمر لم تدم سوى ثلاثة أيام فقط".
كان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ضعيفا للغاية بحيث لم يتمكن من إقالة نائبته وزيرة العمل، حتى بعد أن قيل له إنها خالفت قانون الوزارة، وهو الآن يجري تعديلًا وزاريًا على طريقة الكراسي الموسيقية في حكومته.
ويخوض حزب العمال الآن صراعًا داخليًا على منصب نائب رئيس الوزراء، وكل هذا سيُشتت انتباهًا كبيرًا عن المشاكل التي تواجه بريطانيا، مع وصول تكلفة الاقتراض إلى أعلى مستوياتها منذ عقود، وارتفاع التضخم والبطالة.
أضاف السير جيمس كليفرلي، الوزير السابق في حكومة حزب المحافظين: "هناك العديد من التحركات الجانبية في هذا التعديل الوزاري، ولا يستطيع ستارمر الادعاء بأن الأمر يتعلق بتشجيع المواهب الجديدة، أو التخلص من العناصر غير المؤثرة ولكن جاء نتيجة وضع الأشخاص في وظائف خاطئة في العام الماضي".
قال نايجل فاراج حزب الإصلاح إن حزب العمال الآن "في أزمة عميقة" و"غير مؤهل للحكم"، مؤكدًا على الرغم من كل الوعود بأن هذا سيكون نهجًا سياسيًا جديدًا ومختلفًا، إلا أنه أسوأ - إن لم يكن أسوأ - من النهج السابقة.
جاءت الأحداث الأخيرة في حزب العمال البريطاني على النحو التالي:
- تعهد اليساريون باستخدام المنافسة على استبدال الوزيرة راينر في منصب نائب زعيم حزب العمال كمعركة من أجل روح الحزب؛
ـ تم تكليف بات ماكفادن، المسؤول التنفيذي في مجلس الوزراء، بدور جديد يهدف إلى دفع عجلة إصلاح المزايا بعد ثورة حزب العمال بشأن هذه القضية هذا العام؛
- اضطرت رئاسة الوزراء البريطانية إلى طمأنة الأسواق المالية بأن المستشارة راشيل ريفز لن تُطرد؛
- ألمح السير كير إلى إمكانية عودة السيدة راينر في المستقبل على الرغم من انتهاكها لقواعد الوزارة؛
-استقال وزير الاستثمار المحترم بوبي جوستافسون من الحكومة بعد أقل من عام في منصبه؛
- تزايدت التكهنات بأن عمدة مانشستر الكبرى آندي بيرنهام قد يسعى للعودة إلى وستمنستر الآن بعد إقالة السيدة راينر؛
- تم طرد زعيمة مجلس العموم السابقة لوسي باول ووزير شؤون اسكتلندا إيان موراي من مجلس الوزراء.
وتعرض حزب العمال البريطاني لأسابيع لملاحقات بسبب أسئلة حول الشؤون الضريبية للسيدة راينر بعد أن اشترت شقة بقيمة 800 ألف جنيه استرليني في حي هوف الراقي بينما كانت تتمتع في الوقت نفسه بميزة استخدام شقة فخمة في وايت هول، وتأكيدها على أن منزل عائلتها في مانشستر الكبرى ظل "مسكنها الأساسي".
في البداية أصرت السيدة راينر على أنها دفعت ضرائبها بالكامل - وكشفت أنها باعت حصتها في مانشستر الكبرى إلى صندوق تم إنشاؤه لتوفير احتياجات ابنها المعاق.
أقرت أخيرًا يوم الأربعاء بتخلفها عن سداد كامل الضريبة المستحقة على العقار الجديد، لكنها أصرت على أنها تلقت نصيحة سيئة. وقالت السيدة بادنوخ إنه كان ينبغي على رئيس الوزراء إقالتها قبل أيام.
وتوصل تحقيق أجراه السير لوري ماجنوس، المستشار المستقل لرئيس الوزراء بشأن المعايير الوزارية، يوم أمس الجمعة، إلى أن انجيلا راينر تجاهلت في الواقع اللوائح بشأن طلب رأي قانوني من خبير بشأن مسؤوليتها الضريبية.
وقال إن الفشل، إلى جانب حقيقة أن الحقيقة لم تظهر إلا بعد تحقيق مستمر من قبل وسائل الإعلام، يعني أنها انتهكت قانون الوزارة من خلال فشلها في الحفاظ على "أعلى معايير السلوك السليم الممكنة".
وتواجه راينر الآن ضرورة دفع ما يصل إلى 40 ألف جنيه استرليني كضريبة إضافية لتسوية ضريبة الدمغة المفروضة على المنازل الثانية.
قال خبراء إنها قد تُغرّم بحوالي ١٢ ألف جنيه استرليني إذا اعتبرت مصلحة الضرائب سلوكها "مُهملاً".
وسيتم تخفيض راتبها من ١٦١,٤٠٩ جنيهات استرلينية إلى ٩٣,٩٠٤ جنيهات استرلينية.
وأصرت يوم الجمعة على أن "خطأها" كان "غير مقصود".
في رسالة استقالتها، قالت انجيلا راينر إنه كان "شرف حياتي" أن أخدم كنائبة لرئيس الوزراء بعد أن بدأت حياتها "كأم مراهقة من أحد المجمعات السكنية التابعة للمجلس في ستوكبورت".
وفي رد دافئ مكتوب بخط اليد، أشاد رئيس الوزراء بنائبته السابقة ووصفها بأنها "تجسيد حي للتنقل الاجتماعي" - وتوقع أنها ستظل "شخصية بارزة في حزب العمال البريطاني".
وقال النائب السابق عن حزب العمال ثانجام ديبونير إن رحيل راينر كان بمثابة "ضربة قوية" لحزب العمال، مضيفًا: "لا توجد طريقة لتحلية هذه الحبة".
وأضافت لإذاعة تايمز أنه حتى الشهر الماضي "كان هناك حديث جاد عن إمكانية أن تصبح أنجيلا راينر رئيسة للوزراء في مرحلة ما "إذا" استمرت الأمور في التذبذب".
وعلى الرغم من تنصيب ديفيد لامي نائبا لرئيس الوزراء، يواجه السير كير منافسة مثيرة للانقسام لاختيار نائب زعيم حزب العمال الجديد.
وأشار نواب يساريون إلى أنهم سيستخدمون المسابقة لمحاولة جر الحزب إلى اليسار أكثر في قضايا مثل ضرائب الثروة والهجرة. حذر النائب السابق ريتشارد بورجون، السير كير، من أن حزب العمال يحتاج إلى "انتخابات مناسبة لمنصب نائب الزعيم، بما يتفق تماما مع قواعد الحزب - وليس مجرد عملية تزييف للقيادة".
ويبدو الآن أن المنافسة ستطغى على المؤتمر السنوي لحزب العمال في نهاية هذا الشهر.
جوجل نيوز
