عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

حيثيات حكم معاقبة إمام مسجد وصف المصلين بـ"المتطرفين"

مجلس الدولة
مجلس الدولة

أودعت المحكمة التأديبية لمستوى الإدارة العليا بمجلس الدولة، برئاسة المستشار حاتم داوود نائب رئيس مجلس الدولة، حيثيات حكمها، في مجازاة إمام مسجد وصف المصلين بالمتطرفين أثناء خطبة الجمعة، وقالت إنه أثناء إلقائه للخطبة صدر لفظ غير لائق من أحد المواطنين قائلاً له: ”إنت كلب من كلاب الحكومة” فكان رده عما صدر من هذا المواطن: “أنا سامع ناس مش عاجبها الكلام براحتها واللي مش عاجبه يمشي”.



 

واستمر في خطبته ثم أقيمت الصلاة وأعقبتها صلاة جنازة ثم غادر المسجد وأنكر قيامه بالتلفظ بعبارة “نص المسجد متطرفين والنصف مسلمين”، وبِشأن المخالفة الثانية فقد أقر المحال بتجاوز الوقت المقرر للخطبة المقرر بعشرة دقائق نظرًا لكون موضوع الخطبة كان يستدعي شرحًا ووقتًا حتى يتم توضيحه وحتى لا يقصر في عمله وأنه لم يقصد الإطالة أو مخالفة التعليمات.

 

ووقر في وجدان المحكمة، واستقرت عقيدتها صدقًا وعدلاً بعد أن أحاطت بكل أوراق الدعوى عن بصر وبصيرة، أن المحال خرج عن مقتضيات واجبات وظيفته السامية بقيامه بالتلاسن مع المصلين بالمسجد سواء أكان على المنبر أو بعد نزوله، وقبل شروعه في الصلاة، وذلك وفقًا لما أقر به المحال شخصيًا من قوله للمصلين: “في ناس مش عاجبها كلامي اللي مش عاجبه يمشي” وما تواترت عليه أقوال شهود الواقعة الذين تطمئن المحكمة إلى شهادتهم من قوله إن “المسجد نصفه متطرفين ونصفه مسلمين”، فما كان عليه وهو يؤدي إحدى أسمى الرسالات الدينية أن يتحلى بقيم السماحة والتواضع، وأن يدرأ بنفسه عن الخوض في جدل عقيم مع بعض المصلين من المترددين علي هذا المسجد فيطلب من البعض منهم مغادرة المسجد ويصف آخرين بالتطرف، وهو ما يتنافى مع طبيعة عمله.

 

وأضافت المحكمة، أن المحال يشغل وظيفة وكيل لوزارة الأوقاف بمدينة الإسماعيلية وتصدى للإمامة في هذا المسجد التابع له في ذلك اليوم، ذلك لإن الإمامة في الإسلام لها منزلة ودورًا كبيرًا في التعليم والتذكير، ومن أجل هذا وغيره تعد الإمامة رسالة ومهمة جسيمة يوفق الله القائم بها علي الوجه المطلوب دعاة الحق والخلق حماة الدين، فيتعلم علي أيديهم الجاهل ويستيقظ من أجل مواعظهم الغافل، وتسمو بتوجيهاتهم النفوس، وتتهذب الأخلاق، وبمنهجهم الوسطي يواجهون المتشددين في مفاهيم يجب أن تصحح فلا تستغلق على الفهم والإقناع، ومن ثم فيجب على شاغل هذه الوظيفة أن يتمتع بمجموعة من الصفات الأخلاقية في حياته وتصرفاته لينال هذه المكانة الرفيعة، والتي من أهمها التجرد في السعي وراء أهداف دنيوية من عمله كالجاه أو المال أو المناصب أو التقرب من الناس. 

 

وأشارت المحكمة، فالإمام الناجح هو الذي يدعو الناس إلى الصلاح بعمله وعلمه فيرى فيه الناس مثالاً حيًا للصلاح والاستقامة والنزاهة والشرف، وليكون أمينًا على منبر رسول الله الذي يرتقيه فلا يقول إلا صدقًا ولا يعمل إلا حقًا معليًأ مقاصده الشرعية في حفظ النفس والعقل والدين والعرض والمال. وسبيله في ذلك فقه الواقع وترتيب الأولويات بما فيه مصلحة الوطن والمواطن.

 

ونسبت النيابة الإدارية، للمحال وهو إمام مسجد، تحدث بأسلوب غير لائق قبل المصلين بمسجد المطافئ بالإسماعيلية أثناء إلقائه خطبة الجمعة في شهر سبتمبر ٢٠٢١، بقوله عبارة “أنا شايف ناس مش عاجبها الكلام اللي مش عاجبه يمشي” وكذا عبارة “نصف المسجد متطرفين والنصف الآخر مسلمين”.

 

كما تجاوز المدة المحددة لخطبة الجمعة بمسجد المطافئ بالإسماعيلية بالمخالفة للتعليمات والقرارات المنظمة.

 

صدر الحكم برئاسة المستشار حاتم داوود نائب رئيس مجلس الدولة، وحملت الدعوى رقم 44 لسنة 64 ق.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز