جمال عبدالصمد
"الستر والصحة" حلمهم.. ويد الله ترعاهم
المجتمع هو نسيج بشري، يضم شرائح مختلفة من الناحية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها من الاختلافات المجتمعية، نحن الآن أمام شريحة من أهم شرائح المجتمع والتي هي بمثابة العمود الفقري لأي مجتمع سواء "عربي أو أجنبي"، فهي الأيدي العاملة التي تقوم بالتشييد والبناء والتعمير والإصلاح، وهي من تزرع وتحصد وغيرها من الأدوار الحيوية بالمجتمع.
"العمالة غير المنتظمة"، التي تعد شريحة كبيرة والسواد الأعظم من الشارع المصري، منها يعمل اليوم بيومه "باليومية"، يخرج إلى العمل باحثا عن لقمة العيش أملا في تحقيق حلمه البسيط وهو "الستر والصحة"، ومن أشهر كلماتهم "لقمة هنية تكفي مية، الصبر مفتاح الفرج"، وغيرها من الأمثال التي تصبر هؤلاء البسطاء على متطلبات الحياة الصعبة التي يعيشونها.
شريحة تتمنى وطنا مستقرا وهادئا يجمعهم بعيدا عن الصراعات والخلافات، وطنا يوفر لهم الأمن والأمان ويضمن لهم ولأولادهم حياة كريمة.
العمالة اليومية أو المؤقتة تعمل بشكل غير منتظم ليس لهم مواعيد عمل ثابتة أو تأمينات اجتماعية، منهم من يحمل مهنة "صنايعي"، وهناك من ليس له مهنة، الكل متفق في الهدف وهو البحث عن "لقمة العيش"، لكي يلبي متطلبات الحياة اليومية.
أما عن أحلام "البسطاء"، فهي بسيطة لا تتخطى كلمة طيبة تقال لهم أثناء تأدية عملهم مثل "الله ينور، تسلم إيدك" فتعطيه طاقة إيجابية لمواصلة عمله الشاق والمتعب، وسقف حلم هذا العامل المكافح هو توفير بضعة جنيهات تسد احتياجاته هو وأسرته.
في حين أن هناك شرائح أخرى تعيش بينهم ومعهم في نفس المجتمع، لكنهم لهم أحلامهم الخاصة التي ليس لها سقف للتمني، منهم من يحلم بقصر أو فيلا أو يخت أو سيارة فارهة أو الملايين والرفاهية في الحياة.
والجميل في الحكاية، إنك لن تجد هذه الشريحة البسيطة طرفا في صراعات المصالح أو في المظاهرات أو الاعتصامات أو غيرها من الأشكال الاعتراضية، لأنها ليس لها أي مطالب فئوية مثل باقي القطاعات الأخرى، الذين يملكون مظلة قانونية أو نقابية أو مؤسسية تمنحهم حقوقهم وتتولى الدفاع عنهم.
في ٢٥ يناير ٢٠١١ شهد المجتمع انتفاضة سياسية واجتماعية وانتشرت المطالب الفئوية، التي كانت مهملة لسنوات عديدة في جميع القطاعات، إلّا أن هذه الشريحة "عمال اليومية"، ليس لها أي طلبات، على الرغم مما عانوه طوال الأعوام السابقة التي لحقت ٢٥ يناير.
كل ما فعلوه أنهم تحملوا وصبروا إلى أن استقرت الأمور في مصر على يد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي كان يقف على مسافة واحدة من جميع فئات المجتمع، ويقوم بمساندة كل الفئات التي ضاعت حقوقها بقصد أو بدون قصد خلال الأعوام المنصرفة قبل ٢٥ يناير، إلى أن جاءت جائحة كورونا، وكانت العمالة غير منتظمة هي الأكثر تأثرا بالجائحة، وجاء قرار السيسي بصرف دعم مالي (٥٠٠ جنيه)، مساهمة من الدولة لهذه الفئة.
كانت هذه الخطوة الإنسانية لهؤلاء "البسطاء"، بمثابة طوق النجاة وبارقة أمل في ظل هذه الأوقات الصعبة، ثم توالت خطوات السيسي تجاه النهوض بهذه الفئات من خلال مبادرة "حياة كريمة"، ومعاشات التضامن الاجتماعي "تكافل وكرامة"، بالإضافة إلى إتاحة وخلق فرص عمل للشباب.
جدير بالذكر أن مشروع حياة كريمة، استهدف المجتمعات الأشد فقرا والأكثر احتياجا.
وأخيرا وليس آخرا، أتمنى أن تستمر مسيرة العطاء ودعم الدولة لهذه الفئة العمالية، من خلال إنشاء نقابة أو رابطة تكون مظلة قانونية لهم ولأسرهم، والمساهمة في صرف مساعدات مالية، وتوفير خدمات علاجية لهم خاصة وقت الأزمات.
















