كيف تستثمر أموالك أثناء الأزمات الاقتصادية؟

نعيش في عالم متعدد الأزمات، ومن تلك الأزمات جائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية. تلك الأزمات وغيرها كشفت لنا تأثيرها السلبي على الدخول والإيرادات والنفقات والادخار. 

وفي العادة ترتفع معدلات التضخم مع كل ازمة ما يؤثر في مستويات المعيشة. على الجانب الآخر هناك تجار الأزمات الذين يستفيدون ويتربحون من تلك الأزمات.

تلك السطور موجهة لأي شخص ينتابه القلق بشأن أمنه المالي، بصرف النظر عن ثروته، أو للأشخاص الذين يعتقدون أن "الأثرياء فقط هم من لهم الحق في الاستثمار والتربح" هذه المقولة ينقصها كثير من الحصافة. وينحصر الحديث على الاستثمارات الآمنة نسبياً مع العلم انه لا يوجد ربح بدون مخاطر. وأيضاً أن مجرد ترك الأموال في صورتها السائلة بدون استثمار هو نوع من المخاطر، وتسليم الأموال للغير لاستثمارها (أقصد ظاهرة المستريحين) يمثل نوعا آخر من المخاطر.

العالم مقبل على حالة من الركود التضخمي، ومستقبل قاتم يحوطه حالة من عدم اليقين وبالتالي دراسة جدوى بدائل الاستثمار مطلوب ويقلل المخاطر ويحد من تآكل المدخرات.. ويمكن ذكر أهم طرق الاستثمار في أوقات الأزمات:

1.   الأستثمار في الملاذات الآمنة.. ومنها الاستثمار في المعادن الثمينة كالذهب والفضة والتي ثبت على المدى الطويل أنها تحافظ على الثروات من تقلبات عوامل التضخم. على ان يكون الذهب في صورة سبائك وليس مشغولات. ومن الملاذات الآمنة أيضاً أذون وسندات الخزانة الحكومية، وهي مضمونة من البنوك المركزية. 

2.   الاستثمار في الأوراق المالية.. الأسهم والسندات.. وتتباين الآراء بشأنها والاستثمار فيها يتطلب الحذر ودراسة مخاطر كل حالة على حدة. وهنا يمكن القول أن الأسهم ذات العائد تناسب الشريحة العمرية من كبار السن لاحتياجهم الى الدخل الشهري، وأن أسهم الشركات الصاعدة تناسب شريحة المستثمرين من الشباب، وبالنسبة لحديثي التعامل في الأوراق المالية يناسبهم الاستثمار في صناديق الاستثمار.

3.   الاستثمار في العقارات.. يرى البعض ان الاستثمار في العقار من أفضل أنواع الاستثمارات نظراً الارتفاعات السعرية المتتالية. لم لا؟.. لكن يجب ان يتم التركيز على الموقع، وحالة الطلب المستقبلي المتوقع على العقار. وفي الأزمات يفضل اذا تم الاستثمار في العقار ان يكون جاهزا ويدر دخلا وليس تحت الإنشاء او يحتاج الى تدفقات نقدية مستقبلية. مع التأكيد على أهمية قراءة بنود العقود وبشكل جيد.

4.   الاستثمار في العملات الأجنبية او الرقمية.. حقاً هذا الاختيار يحتاج الى دراسة وافية وخبرات تراكمية قد لا تتوافر عند الكثيرين، ناهيك ان بعض القوانين ومنها القانون المصري يمنع التعامل في العملات الرقمية الى حد كبير.

5.   الادخار والودائع المصرفية وشهادات الاستثمار.. وهي تناسب الفئات الذين ليس لديهم الوقت او الرغبة في متابعة استثماراتهم.  ويبقى الأمل.. في مزيد من التوعية الإعلامية في ظل انتشار ما يعرف بظاهرة المستريحين. التي قضت على مدخرات فئات كثيرة من المواطنين تحت إغراء الربح السريع، كما يبقى الأمل في زيادة الوعي الاستثماري لدى بسطاء الناس وعوامهم، ودراسة مخاطر كل بديل استثماري قبل الدخول فيه.

خبير اقتصادي