عاجل
الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

المشاركون بالجلسة الثالثة من مؤتمر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية يناقشون ثقافة الاجتهاد

ناقش المشاركون في الجلسة العلمية الثالثة من مؤتمر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الـ33 بعنوان "الاجتهاد ضرورة العصر"، ثقافة الاجتهاد وضرورة الأخذ بوسائله وضوابطه، وتدريب القائمين على شؤون الاجتهاد وأمور الدعوة على مهارات الاتصال والتواصل مع فئات المجتمع المختلفة؛ بهدف ضبط أمر الفتوى حتى لا يتجرأ أحد على الفتوى بدون علم.



وانطلقت فعاليات الجلسة العلمية الثالثة، اليوم السبت، تحت عنوان (ثقافة الاجتهاد) برئاسة وزير الشؤون الدينية والأوقاف في السودان عبد العاطي أحمد عباس، وتحدث فيها مفتي إمارة دبي بالإمارات الدكتور أحمد الحداد، وعميد كلية الإعلام الأسبق في جامعة القاهرة الأستاذ الدكتور سامي عبد العزيز، وأمين عام دار الفتوى والمجلس الإسلامي بأستراليا الدكتور سليم علوان.

وفي بداية الجلسة، قدم عبد العاطي أحمد عباس وزير الشؤون الدينية والأوقاف السوداني، الشكر والتقدير إلى وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة على الدعوة الكريمة ولحسن اختيار عنوان هذا المؤتمر، مؤكدًا أنه أمر نحتاج إلى أن نتدارسه ونعززه وخاصة بين طلاب العلم.

وفي كلمته، قدم مفتي إمارة دبي الدكتور أحمد الحداد، الشكر لوزير الأوقاف على جهوده في تنظيم هذه المؤتمرات سنة بعد سنة، لدورها في إثراء الساحة الفكرية والعلمية في آن واحد، معربًا عن شكره لجمهورية مصر العربية قيادة وشعبًا، وللرئيس عبد الفتاح السيسي على رعايته لهذا المؤتمر.. مشيدا بموضوع المؤتمر "الاجتهاد" والذي يدّعيه كثيرون.

وقال الحداد: "من ادعى يحتاج إلى برهان والبرهان هو العلم النافع"، مشيرا إلى أن دواعي الاجتهاد كثيرة؛ منها أن الله (عز وجل) جعل شريعته حاكمة لمصالح البلاد والعباد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، كما يشير إلى ذلك قول الله تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، وكما يشير إلى ذلك قول النبي: "لا يزال طائفة من أمتي قائمين على الحق"، ومن المعلوم أن حاجة المسلمين تتجدد، بل إن مستجدات الأمة اليوم تغلب على قديمها، وللعالم أن يجيب في كل ذلك عبر سبيل العالم، فهو أسير المسؤولية أمام الناس وأمام الله وهو ما يحمله على الجد في الطلب ولا يكون هذا إلا بالاجتهاد، وهو ما يحفظ على الناس دينهم ودنياهم.

وشدد على ضرورة البحث عن الاجتهاد، وقد نص العلماء قديمًا على ضرورة الاجتهاد والأخذ بوسائله وضوابطه، وأن علماء الأمة معنيون بأمر الاجتهاد تعلمًا وتفقهًا وتبصرًا حتى يتأهلوا له، هذا بالإضافة إلى أن المجتهد له شروط وضوابط للنظر في كتاب الله وسنة رسول الله (ﷺ) فمن يقوم بهذه المهمة لابد وأن يكون قد نهل من الشرع الشريف، ولا يجوز الاجتهاد ممن لا تتوافر فيه هذه الشروط لأنه حتمًا سيقع في الخطأ.

وأوضح أن مجالات الاجتهاد لا تكون إلا في ما لا ينص عليه دليل واضح المراد، وأن الاجتهاد ليس مصدرًا من مصادر التشريع لحد ذاته، وإنما وسيلة للوصول إلى الحكم الشرعي لتحقيق مقصد الشارع ومصالح الفرد والمجتمع، مشيرا إلى تنوع الاجتهاد ما بين فردي وجماعي.

وفي كلمته، أكد عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة القاهرة الأستاذ الدكتور سامي عبد العزيز، أن الاجتهاد قديمًا كان محصورًا في العلماء أو سائلي العلماء، أما اليوم فلا نستطيع أن نضبط أو نقيس الساحات التي انفتحت على مصراعيها أمام كل من قد يكون مجتهدًا أو مفتيًا أو غيرهم من غير المتخصصين؛ الأمر الذي أدى إلى السطحية في العلم، فهناك من جعل من الأحكام القطعية أحكامًا ظنية والعكس؛ مما أدى انتشار الأوبئة الاجتماعية من جراء ادعاء المعرفة، الذين يستقون معلوماتهم من وسائل التواصل الاجتماعي والأفلام الدرامية التي لها تأثير أكبر من البرامج المباشرة.

وأكد على ضرورة تدريب القائمين على شؤون الاجتهاد وأمور الدعوة على مهارات الاتصال والتواصل مع فئات المجتمع المختلفة، مع ضرورة التكامل بين الجهات المختصة بالاجتهاد والدعوة وبين المؤسسات الإعلامية أو الهياكل القائمة على تنظيم مهنة الإعلام في عالمنا العربي والإسلامي. وأوضح أن إذاعة خبر مكذوب أو غير دقيق أمر يقتضي العقاب ولا بد أيضًا من معاقبة من يرتكب جرائم في الدين، حيث إننا نجد بعض الروابط الإلكترونية تحمل فكرًا إيجابيًّا مستنيرا وبعضها الآخر ما هو إلا مصدر للتدمير.

وفي كلمته، بيّن أمين عام دار الفتوى والمجلس الإسلامي بأستراليا الدكتور سليم علوان، أن العلماء مختلفون حول شرطية العدالة في المجتهد، وأن النبي (ﷺ) كان يجتهد ولا يجوز عليه الخطأ في أمور التشريع.. مضيفًا أن الهدف من المؤتمر هو ضبط أمر الفتوى حتى لا يتجرأ أحد على الفتوى بدون علم وتهديد حياة الأبرياء وأكل أموال الناس بالباطل وتدمير الأوطان.

وشدد على أن المسلم بفعله وعمله ينشر الإسلام، وأن الشباب كثير التأثر بالإعلام، وعلى ضرورة عمل رقابة على وسائل الإعلام المرئي والمسموع.  

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز