عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

الضفة الغربية على صفيح "ساخن" وغليان في الشارع الفلسطيني جراء اغتيالات "جنين"

 باتت الضفة الغربية على "صفيح ساخن"، جراء الاعتقالات والاغتيالات الإسرائيلية المُتصاعدة منذ فترة في المحافظتين الشماليتين "جنين" و"نابلس"، والتي بلغت ذروتها صباح اليوم بعملية الاقتحام الواسعة لمدينة "جنين" بمخيمها وقراها، والتي أسفرت عن استشهاد أربعة شبان، من بينهم شقيق مُنفذ هجوم "في تل أبيب" وضابط في جهاز الاستخبارات العسكرية التابع للسلطة الفلسطينية. وعم إضراب شامل، اليوم عدة مُحافظات في الضفة الغربية، حدادًا على أرواح شهداء "جنين" الأربعة وهم؛ عبد الرحمن فتحي خازم (27 عاما)، ومحمد أبو ناعسة، من مُخيم "جنين"، ومحمد محمود براهمة من قرية عنزة (30 عامًا)، وأحمد نظمي علاونة من مدينة جنين - ضابط استخبارات عسكرية عمره (26 عامًا).



 

وما زاد من مشاعر الغضب لدى الفلسطينيين، قيام أحد جنود الاحتلال، بكتابة كلمة "النهاية" باللغة العبرية على جسد أحد الشهداء، وبدمه، وانتشرت الصور على مواقع التواصل الاجتماعي لتزيد من حالة الاحتقان والغضب الشديد ودعوات للانتقام.  ووثقت كاميرات مراقبة لحظة استشهاد علاونة، في مخيم جنين خلال اشتباكات مع قوات الاحتلال التي اقتحمت المخيم وحاصرت منزل عائلة "خازم" الذي نفذ شقيق له/ وهو "رعد" هجومًا في أشهر شوارع تل أبيب في وقت سابق من هذا العام. واستشهد كذلك عبد الرحمن فتحي خازم، شقيق رعد، في اقتحام اليوم.

وفتحي خازم، والد رعد وعبد الرحمن، هو ضابط سابق في جهاز الأمن الفلسطيني ومطلوب من جهة إسرائيل.

وفي وقت سابق من هذا الشهر فجر جيش الاحتلال شقة سكنية تابعة لعائلة رعد خازم، في الحي الشرقي من "جنين".

وشيع حشد كبير من الفلسطينيين جثامين الشهداء الأربعة محمولة على الأكتاف وملفوفة بالأعلان الفلسطينية في موكب مهيب من أمام مستشفى "الشهيد خليل سليمان" في مدينة جنين.

وردد المشاركون في الجنازة هتافات تدعو إلى الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام بين الفصائل، ليتمكن الشعب الفلسطيني من التصدي لممارسات الاحتلال وعدوانه المستمر وجرائمه التي ترتكب بحق أهالي "جنين" ومخيمها وقراها وبلداتها.

وأكدت حركة "فتح"، أن جريمة الاحتلال في "جنين"، تصعيد خطير يفتح أبواب معركة شاملة في ميادين المواجهة، داعية إلى الزحف نحو نقاط التماس وفاء لشهداء جنين الأبطال، وتوحيد ساحات المواجهة مع الاحتلال الذي يحاول الاستفراد بجنين وعزلها.

وشددت الحركة، في بيان صحفي، أن اليوم هو يوم غضب وتصعيد على كافة نقاط الاشتباك، وإضراب شامل في كافة مُحافظات الوطن. 

ومن جانبها أدانت المبادرة الوطنية الفلسطينية المجزرة وقالت إن حكام الاحتلال يستخدمون دماء الفلسطينيين وقودا لحملاتهم الانتخابية، الامر الذي يتطلب توحيد الصف الفلسطيني لمواجهتها ووقفها والإصرار على جر مرتكبيها للمحاكم الدولية وتنفيذ فرارات المجلس المركزي بالوقف الفوري للتنسيق الأمني و التحرر من اتفاقيات أوسلو الجائرة، لا سيما و ان هذا الاجرام العنصري يتواصل و تتصاعد وتيرته بشكل يومي دون رادع فعلي.

وجابت مسيرات شوارع محافظة "رام الله" بوسط الضفة الغربية، والتي يقع بها كل الوزارات ومؤسسات الحكومة الفلسطينية، وأغلقت كل المتاجر أبوابها، لتصبح المدينة خاوية من البشر "حزنا" و "حدادا" على أرواح الشهداء.

وقالت حركة الجهاد الاسلامي، في بيان صحفي، إن "دماء شهداء (جنين) لن تضيع هدراً، وستبقى أمانة في أعناق المجاهدين الذين يصرون على مواصلة الطريق بكل عزيمة وثبات، وسيمضون بإذن الله تعالى لمقاتلة العدو في كل الساحات، نصرة للحق، ودفاعاً عن فلسطين والقدس والأقصى". وتوعد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة بالرد على جرائم الاحتلال في الضفة الغربية وجنين، قائلاً: "هذه الجرائم لن تجعلنا نقف مكتوفي الأيدي".

 

وأعرب مكتب الاتحاد الأوروبي في فلسطين، في بيان صحفي، عن قلقه حيال تصاعد العنف في جنين اثر توغل القوات الاسرائيلية والذي أسفر عن مقتل عدد من الفلسطينيين وإصابة ما لا يقل عن 40 آخرين. 

وأضاف "يجب ممارسة أقصى درجات ضبط النفس في استخدام القوة المميتة وذلك لتفادي الخسائر البشرية وتجنب تصعيد اضافي للتوتر في الضفة الغربية في ظل وضع هش للغاية. يجب أن يتوقف العنف فورا".

وقالت قائمة "الجبهة والعربية للتغيير" داخل الخط الأخضر، إن الاقتحام الدموي الذي قامت به قوات الاحتلال في جنين يأتي ضمن سلسلة التصعيد العسكري الذي تقوم به حكومة الاحتلال وجيشها ضد "جنين" ومخيمها ومدن الضفة المحتلة، بشكل خاص في السنة الأخيرة، وسط التلويح المستمر بحملة عسكرية دموية واسعة النطاق، ضد الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة.

ومن جانبه قال حزب "التجمع" العربي داخل إسرائيل، في بيان صحفي، إن "ممارسات الاحتلال الانتقامية في الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية هي سبب التصعيد في هذه المنطقة، خصوصًا العقوبات الجماعية وهدم المنازل وترحيل وسحب إقامات وتصاريح أقارب منفذي العمليات، كما يفعل أي نظام قمعي من العصور الوسطى".

وحمّل الحزب الحكومة الاسرائيلية الحالية بجميع مركباتها مسؤولية التصعيد الإجرامي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، داعيا إلى أوسع ضغط شعبي ودولي على إسرائيل لدفعها إلى وقف انتهاكاتها وجرائمها البشعة ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية خاصة وفي جميع الأراضي المحتلة.

 

ووقت كتابة التقرير، تشير الأخبار الواردة إلى مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في مناطق مختلفة بالضفة الغربية، وخاصة في الشمال، إذ تم رشق قوية عسكرية إسرائيلية بالحجارة بين حاجز زعترة واريئيل قرب نابلس، في حين تم القاء قنبلة تجاه قوات الاحتلال قرب مفترق عزون في شرق قلقيلية وهي كلها مناطق قرية من جنين.

وفي مدينة البيرة بوسط الضفة والمتاخمة لرام الله، أصيب فلسطيني بجروح خطيرة، فيما أصيب ستة آخرون، خلال مواجهات مع الاحتلال.

وفي محافظة بيت لحم البعيدة عن جنين جنوبًا، أصيب عدد من الفلسطينيين بالاختناق، في مواجهات مع قوات الاحتلال في بلدة الخضر، استنكارا لجريمة الاحتلال في جنين.  وفي المقابل، هاجم مستوطنون منازل مواطنين فلسطينيين في قرية "مادما" في جنوب "نابلس" مساء اليوم.

وقالت مصادر في الهلال الأحمر الفلسطيني إن 8 فلسطينيين أصيبوا جراء اعتداء المستوطنين وقوات الاحتلال عليهم بالضرب، بينما أصيب 13 آخرين بالاختناق نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع الذي أطلقه جنود الاحتلال.

وفي ظل الأوضاع المتفاقمة في كل أنحاء الضفة الغربية تقريبا، أجرى رئيس هيئة الأركان الاسرائيلي، أفيف كوخافي مساء اليوم تقييما للوضع على خلفية تصاعد الأحداث في الضفة الغربية.

ولم يستبعد أحد المعلقين السياسيين الإسرائيليين أن ينتج عن هذا الاجتماع اتخاذ قرار بشأن تعزيزات إضافية في شمال الضفة الغربية.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز