عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
الحرب الروسية الأوروبية في أوكرانيا
البنك الاهلي

فورين بوليسي: هزيمة روسيا في أوكرانيا ستجلب معها تحديا كبيرا للولايات المتحدة والمجتمع الغربي

الحرب الروسية الأوكرانية - ارشيفية
الحرب الروسية الأوكرانية - ارشيفية

رأت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أنه رغم وجاهة الأسباب الأخلاقية والاستراتيجية التي تستند إليها الرغبة في هزيمة موسكو في المعارك الدائرة حاليا في أوكرانيا، هذا على افتراض عدم اللجوء إلى الأسلحة النووية ونجاح أوكرانيا في استرداد ما فقدت من أراضيها، فإن هذه الهزيمة ستضع الغرب، وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، أمام تحد كبير يتمثل في ضرورة السعي للحيلولة دون إهدار ثمار هذا الانتصار . وأوضحت أنه ربما كانت مثل هذه الأطروحات سابقة لأوانها، مع عدم انكشاف معالم مرحلة الصراع النهائية في أوكرانيا، إلا أن على الغرب التفكير في السيناريو المستهدف تحقيقه حال هزيمة روسيا، في ظل سوء تقدير الأوضاع من جانب موسكو وضعف قوتها العسكرية، والعقوبات المفروضة عليها، والمقاومة الأوكرانية الشرسة، والدعم الغربي الهائل لأوكرانيا ماديا واستخباراتيا.



وفي هذا الصدد، أشارت المجلة إلى الفرصة التي أضاعها الغرب بسبب خطابه الاستعلائي بعد آخر انتصاراته الجيوسياسية الكبرى بإسقاط الاتحاد السوفيتي سلميًا أوائل تسعينيات القرن الماضي - في مقابل فشل الغرب في منع نشوب الحرب الروسية - الأوكرانية وتجنيب أوكرانيا الدمار الهائل الذي تعانيه على يد الروس.

وترى "فورين بوليسي" أن استعلائية الغرب قد أضاعت عليه فرصة بناء مجتمع عالمي أكثر سلمية واستدامة، مؤكدة أهمية الاستفادة من أخطاء الماضي، ومحذرة من التجاوزات المرتبطة بالنظام أحادي القطب الذي قد تنعق به نفس القوى السياسية التي كانت سببا في وقوع هذه التجاوزات من قبل والتي قد تعزز هزيمة روسيا من موقفها. ومع تلاشي النفوذ الروسي بشكل ملحوظ، والركود الاقتصادي الذي يلوح في الأفق، ستفقد تعهدات الحكومات الأوروبية بزيادة قدرات بلادها العسكرية زخمها، كما سيعود حلفاء الولايات المتحدة في حلف الناتو إلى الاعتماد على "العم سام" مرة أخرى لحمايتهم.

أما الدروس المستفادة من تجربة الحرب الأوكرانية ، والتي تتعارض مع مبدأ الهيمنة الغربية الذي سيستمر مناصروه في الدفاع عنه، ولو بشكل مؤقت، فأولها يتمثل في مراعاة عدم تهديد ما تراه أي قوى عظمى مصلحة حيوية بالنسبة لها، حيث حذر عدد كبير من خبراء السياسة الخارجية مرارا من مغبة المضي في سياسة حلف الناتو التوسعية التي قد تؤدي إلى جلب المتاعب .

فمنذ بدء الأزمة الأوكرانية في فبراير 2014 لم يحدث ما ينقض وجاهة هذه التحذيرات، لذلك فإن تحقيق فوز في حرب كان يمكن تجنبها ليس حجة جيدة لتكرار الخطأ نفسه مرة أخرى.

بينما يتمثل الدرس الثاني في ضرورة تجنب تضخيم التهديدات، حيث ترى موسكو حربها في أوكرانيا بمثابة "حرب وقائية" لمنع أوكرانيا من الانضمام إلى الناتو والدوران في فلك الغرب، على غرار تعمد الولايات المتحدة المبالغة في تقييم خطر الامتداد الشيوعي أثناء حربها في فيتنام وكذلك تضخيم التهديد الذي كان يمثله عراق صدام حسين عام 2003، وربما بالغ الرئيس بوتين في تقدير الخطر الفعلي الذي تشكله "خسارة" أوكرانيا على روسيا. 

لقد وصف القادة الروس مرارا وتكرارا هذا الأمر بأنه تهديد وجودي- أي أنه يستحق خوض حرب لمنعه- لكن خوفهم من غزو الناتو أو انتشار "الثورات الملونة" في نهاية المطاف إلى روسيا ربما كان مبالغا فيه (وهذا لا يعني أنهم لم يكونوا صادقين). وإذا كان الأمر كذلك، فقد ساعد هذا التقدير الخاطئ في قيادة موسكو إلى مستنقع مكلف. أما عن الدرس الثالث، والذي رأت "فورين بوليسي" أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يلتفت إليه حتى الآن، فيتمثل في مراعاة أن أي قوات أجنبية غازية لا يمكن أن تلقى ترحيبا من المجتمعات المُهددة بالغزو، حتى وإن كانت هذه المجتمعات يشوبها التقسيم، بل إن محاولات الغزو ستدفعهم دفعا نحو المقاومة الشرسة . في حين يتمثل رابع الدروس المستفادة، والذي رأت المجلة أن الرئيس الروسي ربما لم يتلفت إليه أيضًا، فيتمثل في أهمية مراعاة أن أي عدوان كامل من دولة ضد أخرى سيحفز حتما الدول الأخرى على اتخاذ ما يلزم من خطوات لمواجهة هذا العدوان .

وتوقعت المجلة أنه على ضوء هذه الدروس الأربعة، لن تكون الولايات المتحدة في وضع يسمح لها بإعادة تشكيل النظام العالمي وفق هواها في حال هزيمة روسيا في أوكرانيا، موضحة أن هذه الغاية كانت بعيدة المنال حتى في أوج فترات النظام العالمي أحادي القطب.

واختتمت "فورين بوليسي" بالإشارة إلى الظروف الحالية غير المواتية لتحقيق مثل هذه الغاية، خاصة مع استمرار صعود الصين كقوة عظمى وهشاشة الاقتصاد الأوروبي، والمواقف المتناقضة التي تتبناها العديد من الدول النامية تجاه الولايات المتحدة الأمريكية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز