السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

صاروخ بالستي كوري شمالي يحلّق فوق اليابان وواشنطن تتشاور مع حلفائها للردّ "بقوة"

اطلاق صاروخ بالستي
اطلاق صاروخ بالستي كوري شمالي فوق اليابان

أطلقت كوريا الشمالية صباح الثلاثاء صاروخاً بالستياً متوسط المدى حلّق فوق اليابان قبل أن يسقط في البحر، في حدث غير مسبوق منذ 2017 يشكّل تصعيداً واضحاً في حملة التجارب العسكرية المكثّفة التي تجريها بيونغ يانغ منذ مطلع العام. وآخر مرة حلّق فيها صاروخ كوري شمال فوق اليابان تعود إلى 2017 في ذروة مرحلة "النار والغضب" التي تقاذف خلالها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون مع الرئيس الأمريكي في حينه دونالد ترامب شتائم من العيار الثقيل.

17 مرة سرعة الصوت وصباح الثلاثاء أعلن الجيش الكوري الجنوبي أنّه "رصد صاروخاً بالستياً مفترضاً متوسط المدى، أطلق من منطقة موبيونغ-ري في مقاطعة جاغانغ (الشمالية) قرابة الساعة 07:23 (22:23 ت غ الاثنين) وحلّق فوق اليابان باتّجاه الشرق". وأضاف أنّ الصاروخ حلّق لمسافة 4500 كلم على ارتفاع 970 كلم وبسرعة ناهزت 17 ماخ (أسرع من الصوت 17 مرة).

وأكّدت هيئة الأركان الكورية الجنوبية في بيان أنّ الجيش "يبقي على حالة استعداد تام ويتعاون بشكل وثيق مع الولايات المتّحدة، وفي الوقت نفسه يعزّز المراقبة واليقظة".

وتعهّد الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك-يول بـ"ردّ حازم" على إطلاق الصاروخ البالستي. وقالت الرئاسة الكورية الجنوبية في بيان إنّ هذه التجربة الصاروخية الكورية الشمالية هي "استفزاز" جديد "ينتهك بوضوح المبادئ الدولية ومعايير الأمم المتحدة، وقد أمر (يون) بردّ حازم و(باتّخاذ) إجراءات مناسبة بالتعاون مع الولايات المتّحدة والمجتمع الدولي".

وبيونغ يانغ التي تمتلك السلاح النووي أجرت هذه السنة سلسلة تجارب غير مسبوقة من حيث الوتيرة. وبلغت هذه التجارب ذروتها الأسبوع الماضي حين أطلق الجيش الكوري الشمالي أربعة صواريخ بالستية قصيرة المدى.

وأجرت سيول وطوكيو وواشنطن في 30 أيلول/سبتمبر تدريبات ثلاثية ضدّ غوّاصات، في سابقة من نوعها منذ خمس سنوات. وأتت هذه التدريبات بعيد أيام من مناورات واسعة النطاق أجرتها القوات البحرية الأمريكية والكورية الجنوبية قبالة شبه الجزيرة.

وفي 29 سبتمبر الفائت أجرت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس زيارة إلى سيول تفقّدت خلالها المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين، في رحلة هدفت إلى التأكيد على التزام الولايات المتّحدة "الثابت" الدفاع عن كوريا الجنوبية في مواجهة الشمال.

وكثفت بيونغ يانغ برامج أسلحتها المحظورة في ظلّ تعثّر المفاوضات مع الولايات المتّحدة، فأجرت عدداً قياسياً من التجارب العسكرية هذه السنة وأقرّت قانوناً جديداً يجيز لها تنفيذ ضربات نووية وقائية بما في ذلك ردّاً على هجمات بأسلحة تقليدية، في خطوة جعلت من قوتها النووية أمراً "لا رجعة فيه".

وكوريا الشمالية التي تخضع لعقوبات أممية بسبب برامج أسلحتها المحظورة، تحاول في العادة إجراء تجاربها العسكرية في توقيت يزيد من وطأتها الجيوسياسية.

تفعيل نظام الإنذار المبكر في اليابان التي حلّق الصاروخ البالستي فوق أراضيها الشمالية والشمالية الشرقية دعت السلطات سكّان هاتين المنطقتين للاحتماء، قبل ان تؤكّد أنّ الصاروخ سقط في المحيط الهادئ من دون أن يسفر عن إصابات بشرية أو أضرار مادية.

وفي حدث نادر، تسبّبت هذه التجربة الصاروخية الكورية الشمالية بتفعيل نظام الإنذار المبكر "جي-أليرت" في اليابان، إذ ظهر على شاشات التلفزيون الوطني "إن إتش كي" تحذير يدعو سكان المناطق الشمالية والشمالية الشرقية للاحتماء داخل مبان أو تحت الأرض.

وقال المتحدّث باسم الحكومة هيروكازو ماتسونو للصحفيين إنّ "كوريا الشمالية أطلقت صباح اليوم قرابة الساعة 7:22 (22:29 ت غ الاثنين (...) صاروخاً بالستياً باتجاه الشرق". وأضاف "نحن نحلّل التفاصيل، لكنّ الصاروخ حلّق فوق منطقة توهوكو اليابانية (شمال شرق) ثم سقط في المحيط الهادئ خارج المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان".

وأكّد المتحدّث أنّ التجربة الصاروخية الكورية الشمالية لم تتسبّب بأيّ إصابات بشرية أو أضرار مادية. وسارع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إلى التنديد بتحليق الصاروخ فوق أراضي بلاده.

وقال كيشيدا للصحفيين إنّ "صاروخاً بالستياً عَبَر على الأرجح فوق بلدنا قبل أن يسقط في المحيط الهادئ. إنّه عمل عنف يأتي عقب عمليات إطلاق متكرّرة وحديثة لصواريخ بالستية. نحن ندين بشدّة هذا الأمر".

وإثر إطلاق الصاروخ، فعّلت اليابان نظام الإنذار المبكر من الصواريخ في الساعة 07:29 (22:29 ت غ الاثنين). وجاء في الإنذار أنّ "كوريا الشمالية أطلقت على ما يبدو صاروخاً. رجاء احتموا داخل مبان أو تحت الأرض".

وبعد قرابة نصف ساعة من صدور هذا التحذير، قال مكتب رئيس الوزراء في تغريدة على تويتر إنّ "مقذوفاً، يبدو أنّه صاروخ بالستي كوري شمالي، حلّق على الأرجح فوق اليابان".

بدورهم، قال خفر السواحل اليابانية في بيان إنّ الصاروخ الكوري الشمالي سقط على مايبدو في المحيط الهادئ، ودَعوا السفن إلى عدم الاقتراب من الأجسام التي تسقط من الجو.

وفي تغريدة على تويتر كتب تشاد أوكارول من موقع "إن كي نيوز" المتخصّص ومقرّه في سيول أنّ هذا ثالث صاروخ من طراز هواسونغ-12 تطلقه كوريا الشمالية فوق اليابان في تاريخها.

وقال أوكارول إنّ أول مرة أطلقت فيها بيونغ يانغ صاروخاً من هذا الطراز فوق اليابان كانت في آب/أغسطس 2017 وقد حلق يومها لمسافة 2700 كلم، والمرة الثانية كانت في الشهر التالي وقد حلّق الصاروخ يومها لمسافة 3700 كلم.

بدوره كتب على تويتر جيفري لويس الخبير في معهد ميدلبيري للدراسات الدولية أنّ "هذا ثامن اختبار لصاروخ هواسونغ-12 والمرة الثالثة التي يحلّق فيها هذا الصاروخ فوق اليابان".

تم نسخ الرابط