عاجل
السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي

في حادث غرق مركب جرجيس.. لا صوت يعلو فوق أوجاع الهجرة غير الشرعية في تونس

   لأكثر من شهر كامل .. لا صوت يعلو في تونس فوق أوجاع حادث غرق 18 شخصا على متن مركب للهجرة غير الشرعية قبالة سواحل مدينة جرجيس، هذا الحادث الذي فرض نفسه على أجندة عمل السلطات التونسية على مختلف مستوياتها، وحاز على اهتمام وتعاطف الشارع التونسي مع أهالي الضحايا.



فعلى المستوى السياسي.. لم يكن الرئيس قيس سعيد بعيدا عن أوجاع الشارع وآلامه جراء هذا الحادث، ففي أكثر من مناسبة جدد تأكيده على متابعته المستمرة للحادث، وحمل ما أسماهم بـ"حيتان البحر" المسؤولية عن تنامي ظاهرة الهجرة غير الشرعية في بلاده، كما شدد خلال لقائه الأخير مع وزيرة العدل، ليلى جفال، على ضرورة أن تسير التحقيقات كما ينص القانون، وأنه لا مجال لاستثناء أحد من المسؤولية. 

كما أكد الرئيس سعيد على ضرورة أن يتحمل كل طرف مسؤولياته كاملة، قائلا: "إن الهجرة غير النظامية ما كان لها أن تكون أو تتحول إلى ظاهرة إلا نتيجة حيتان البر، الذين لا شغل لهم إلا التنكيل بالشعب والقضاء على كل أمل في حياة كريمة في وطنهم" .

وتأتي تشديدات وتأكيدات الرئيس التونسي على ضرورة مجابهة هذه الظاهرة في الوقت الذي كشف فيه المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية مؤخرا عن وصول أكثر من 13 ألف مهاجر تونسي إلى إيطاليا منذ مطلع العام الجاري، وذلك رغم جهود قوات الحرس الوطني والوحدات البحرية المكثفة في إحباط العديد من محاولات الهجرة غير الشرعية بشكل شبه يومي.

أما على المستوى القضائي.. فقد انتهى قاضي التحقيق الأول بالمحكمة الابتدائية بمدنين، الذي ينظر قضية حادث غرق مركب جرجيس، من جلسات الاستماع لأهالي 7 متوفين ممن تم العثور على جثامينهم، بعد استخراج جثث أربعة منهم والتأكد من هوياتهم، والتعرف على ثلاثة آخرين عن طريق التحاليل الجينية، كما استمع إلى رئيسي بلديتي جرجيس المدينة وجرجيس الشمالية، فيما يواصل الاستماع إلى باقي أهالي المفقودين، ولكل من يتقدم بشهادة في القضية.

وأمر قاضي التحقيق الأول، اليوم السبت، بفتح عدد من القبور بمدينة جرجيس، التي مثلت محل شك لعائلات المفقودين؛ لاستخراج الجثث وأخذ عينات منها للتحليل الجيني لمقارنتها مع عينات جينية لأهالي الضحايا، خاصة أنه لا يزال هناك 11 مهاجرا في عداد المفقودين لم يتم العثور على جثامينهم، ويطالب ذويهم بالبحث عنهم في مقبرة "حدائق إفريقيا" بجرجيس، لا سيما وأنه تم من قبل فتح 4 مقابر أثبت التحليل الجينية أنها لمفقودي الحادث، وهو ما أثار الشكوك حول دفن المفقودين بهذه المقبرة.

أما في مدينة جرجيس.. تتقاسم أسر الضحايا الآلام والأوجاع فيما بينها؛ فمنهم من وارى الثرى فقيدهم ومنهم من ينتظر، لتسطر "قوارب الموت" في دفترها قصة لكل أسرة منها، تنتهي فصولها بخسارة الجميع في رحلة موت لا يتمناها أحد.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز