عودة جروب .. منتجات جلدية مصرية بجودة عالمية لتلبية احتياجات المستهلك المصري
على الرغم من تمتع الأنشطة الصناعية المصرية بمزايا نسبية إلا أن هذه الميزة لم تؤدى بتلك الصناعات إلى موقع تنافسي على الخريطة الاقتصاديات الناشئة، وذلك کنتيجة لما يعانى منه القطاع الصناعي المصري من غياب العلاقات الترابطية بين قطاعاته وضعف العلاقات التشابکية بين الانشطة الصناعية، في حين تقوم استراتيجية المجتمعات الصناعية المتکاملة على إنشاء عناقيد صناعية فى ضوء مجموعة من التحالفات الصناعية التي تساعد فى تخفيض تکاليف الانتاج تعظيم الاستفادة بالمزايا النسبية فى القطاع الصناعي وتحويلها إلى مزايا تنافسية بحيث ينشأ مجتمع صناعي متکامل لکل نشاط صناعي له نفس سلسلة القيمة، ويمکن مشکلة البحث فى أنه يمکن استخدام المجتمعات الصناعية المتکاملة فى علاج هذه الجوانب من القصور والتي تعتمد على استراتيجية العناقيد الصناعية لتخطيط المشروعات الصغيرة والمتوسطة مع تطبيق تلك الاستراتيجية على قطاع الصناعات الجلدية فى مصر والعمل الجاد على تطوير تلك الصناعة الهامة.
وفي لقائنا مع أحد خبراء ورائد من رواد صناعة الأحذية الحاج/ محمود عودة صلاح – عضو غرفة صناعة الجلود ورئيس لجنة العضوية بالغرفة في اتحاد الصناعات المصرية وسكرتير عام شعبة الأحذية بالغرفة التجارية بالقاهرة ورئيس مجلس إدارة شركة عودة جروب – الذي قال لقد ورثت المهنة من والدي الحاج/ عودة صلاح – أطال الله في عمره – الذي أسس هذا الكيان مع عمي/ حافظ وأسسا سويًا العلامة التجارية "حافظ وعودة" ، وكان يتم التصنيع بالطريقة اليدوية مما أكسب منتجنا السمعة الطيبة نظرًا للجودة العالية التي يتميز بها منتجنا، ثم في عام 1980 بدأنا مرحلة التطوير في مصنعنا، وفي عام 1982 أصبحنا أول مصنع متكامل لصناعة المنتجات الجلدية يتم التصنيع والإنتاج فيه بشكل آلي بالكامل.

الحاج/ محمود عودة
وأشار عودة إلى أن الشركة تقدم للسوق المصري منتجات الحذاء الرجالي الكلاسيك والحذاء الحريمي من الجلد الطبيعي، وأضاف أن انتاج الشركة كان يتم تصديره بنسبة 80% للخارج والـ 20% للسوق المحلي، لكن مع ظهور الصين في السوق التجاري العالمي عام 1998 أدي إلى تراجع الحركة التصديرية بالكامل وأنعكست النسبة، بل أصبح أعتمادنا على السوق المحلي كليًا.
وتحدث لنا عن أهمية الصناعة الجلدية في مصر أنه على مر العصور كانت مصر من الدول التنافسية والمصدرة لجلود عبر العصور ولكن تم اغفال أهمية الصناعة حتى تراجعنا وأصبحت تعاني من الكثير من العقبات والمشاكل التي تواجه القطاع بشكل عام والتي منها عدم وجود مراكز صناعية خدمية من خلال شبكة مصنعة لتكمل الصناعة ونصنع وننتج منتج محلي مصري كامل، وأصبح القطاع يعاني الكثير من المشاكل التي نرى سهولة حلها من خلال توفير المواد الخامة اللازمة للصناعة من مدخلات الإنتاج.
وأشار عودة إلى أن غرفة صناعة الجلود باتحاد الصناعات المصرية تدرس حاليًا مقترحًا بتأسيس شركة مساهمة لتوفير مستلزمات الإنتاج اللازمة للمصانع العاملة في القطاع في ظل النقص الحاد الذي يعاني منه الصناع في الوقت الحالي والذي أدى إلى تراجع الإنتاج بنسبة تتعدى 70%، كما أننا نسعي دائما لفتح فرص عمل للشباب من خلال مراكز تدريب ليصبح لدينا عمالة مدربة قادرة على الإنتاج والتصدير.
وأشار عودة للدور الهام الذي تقوم به غرفة صناعة الجلود في العملية التصديرية من خلال تنظيم رحلات استكشافية للتجار والمصنعين من أجل توعيتهم بالعملية التصديرية، والتعريف باستراتيجيات وآليات التسويق والتصدير لإفريقيا، وأيضا نقوم بمخاطبة مكاتب التمثيل التجاري في سفاراتنا بالخارج لبحث أحتياجات أسواق هذه الدول وبحث إقامة معارض مصرية متنوعة والتعريف بجودة المنتج المصري وقدرته على المنافسة العالمية في ظل تطوير المصنعين المصريين للصناعة وحرصهم التام على مواكبة أحدث المتغييرات التكنولوجية في قطاع صناعة الجلود لإقتناص فرصة التصدير في أي وقت والتأكيد على جودة المنتج المصري المصنوع بأيد مصرية.
وأضاف أننا نقدر ونثمن دور الدولة المصرية في دعم وتقديم المبادرات والقرارت للمُصنعين والمستثمرين في كافة القطاعات من أجل رفع الكاهل عنهم ومساعدتهم في ضخ المزيد من الاستثمارات التي من شأنها زيادة قوة وقدرة الاقتصاد المصري على التنافسية العالمية، كما نناشد القيادة السياسية بقيادة الرئيس/ عبدالفتاح السيسي بتوفير مستلزمات الإنتاج وتخفيف الأعباء الضريبية على المصانع خلال الفترة الحالية وتقديم إجراءات وقرارات استثنائية لدعم المُصنعين والمستثمرين أسوة بفترة أزمة فيروس كورونا بالبلاد مما يساهم في أستمرار عجلة الإنتاج وتحقيق التنمية المستدامة.
وعن التصدير لإفريقيا أوضح عودة أننا نتطلع إلى فتح أبواب التصدير للأسواق الإفريقية خاصة أنها قادرة على استيعاب كميات هائلة من المنتجات المصرية المتنوعة لكن بشرط الجودة العالية والسعر التنافسي في ظل المنافسة الشرسة التي تواجهها المنتجات المصرية في مواجهة الإنتاج الصيني والتركي، لكن هناك بعض المعوقات التي تواجهنا كمصدرين من أهمها: عدم وجود خطوط شحن مباشرة للعديد من الدول، وهو ما انعكس على ارتفاع تكلفة الشحن للدول الحبيسة فى القارة، وتكلفة التأمين على المنتجات المصدرة، وصعوبة تحصيل المستحقات المالية لدى بعض المستوردين وعدم وجود ضامن حقيقي لهذه المستحقات في حالة عدم السداد، كما أن المصدرين يحتاجون إلى آليات لضمان وتمويل الصادرات للأسواق الإفريقية، خاصة مع ندرة العملات الأجنبية فى بعض تلك الدول، وارتفاع مخاطر عدم السداد وعدم وجود نظام تأمينى محلى فعال لخدمة المصدرين المصريين، بالإضافة إلى ضآلة الأسقف الائتمانية الممنوحة ضد مخاطر التصدير إلى إفريقيا.

الحاج/ محمد عودة
وعن معرض أهلا مدارس حدثنا عودة قائلا أن المعرض يعد مبادرة جميلة من الغرفة التجارية بالقاهرة وفرصة جيدة للتواصل البيعي المباشر بين المستهلك والمُصنع بدون حلقة التجار الوسيطة، وقد شهدت المعروضات والمنتجات تنوعا ما بين مستلزمات المدارس من أدوات كتابية وأدوات مدرسية ومصنوعات جلدية من أحذية وحقائب مدرسية، وملابس جاهزة بالإضافة أيضًا إلى المنتجات الغذائية، وأضاف أن الغرفة التجارية تحملت تكلفة إقامة المعرض والخدمات اللوجستية للشركات العارضة للمنتجات بالكامل، مما ساهم في تقديم تخفيضات حقيقية تصل لـ30٪ لبعض المنتجات من أجل محاربة الغلاء.
واختتم الحاج/ محمود عودة حديثه معنا أود أن أتوجه بالشكر إلى القيادة السياسية التي تقوم بإحداث طفرة إنشائية كبيرة "مصر جديدة" بالعاصمة الإدارية الجديدة وشبكات الطرق القومية العملاقة التي قامت بربط وتسهيل الحركة المرورية والانتقال بين محافظات مصر كلها بكل سهولة ويسر لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة على كافة المحاور، مشيرًا إلى أنه لايمكن اختزال الإنجازات والمشروعات في مجموعة مدن وطرق وكباري فقط، وإنما هي جمهورية جديدة ونهضة شاملة في مختلف القطاعات والمجالات.
تسجيلي



