السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

الرئيس السيسي: انعقاد قمتنا العربية يعد في حد ذاته دعوة لاستلهام روح القومية العربية

الرئيس السيسى خلال
الرئيس السيسى خلال كلمته اليوم

قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، في كلمته أمام القمة العربية بالجزائر إن انعقاد قمتنا العربية يعد في حد ذاته دعوة لاستلهام روح القومية العربية وتجديد عزيمة الصمود من أجل الحفاظ على هويتنا وتحرير إرادتنا الوطنية والدفاع عن حقوق شعوبنا وصون مقدراتها. وأشار الرئيس إلى أننا في حاجة ماسة اليوم، في ظل تتابع الأزمات العالمية والإقليمية، إلى استذكار محطات التعاون المضيئة في تاريخنا التي تجسدت فيها أسمى معاني العروبة والإخاء والتكاتف لرفع رايات الحق والعدل وبما يعيد الحقوق لأصحابها ويحفظ الاستقرار ومستقبل الأجيال القادمة. 

 

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن هذا الجمع يلتئم بعد غياب طال أعواما ليحمل معه دلالة سياسية تعكس تصميمنا على تطوير علاقاتنا والتصدي للتحديات المشتركة التي تواجه أوطاننا.

 

وأضاف أن " تاريخ أمتنا العربية وما شهدته دولنا من أحداث في الماضي القريب يثبت لنا جميعا وبما لا يدع مجالا للشك أن ما قد يؤلم أشقاءنا بالمغرب العربي سيمتد إلى مصر والمشرق العربي ودول الخليج، وأن عدم الاستقرار في دول المشرق أو فلسطين إنما تمتد آثاره إلى المغرب العربي، وأن تهديد أمن الخليج هو تهديد لنا جميعا، مؤكدا أن أمننا القومي العربي هو كل لا يتجزأ، فأينما نولي أنظارنا نجد أن الأخطار التي تداهم دولنا واحدة.

 

وتوجه الرئيس السيسي إلى الله عز وجل أن يسدد خطانا وأن يوفقنا لما فيه الخير لأمتنا.

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن الأخطار التي تداهمنا واحدة وترتبط في مجملها بتهديد مفهوم الدولة الوطنية وتدخل قوى إقليمية أجنبية في شؤون المنطقة من خلال تغذية النزاعات وصولا إلى الاعتداء العسكري المباشر على بعض الدول العربية وكلها عوامل أفضت إلى طول أمد الأزمات دون حل في زمن تشدد فيه التحديات الاقتصادية والتنموية والبيئة عالميا وإقليميا ويزيد فيه الاستقطاب الدولي الذي أصبح عنصرا ضاغطا سياسيا واقتصاديا وعلى نحو بات يؤثر علينا جميعا. 

 

ونبه الرئيس السيسي إلى أن هذه التحديات أثرت في العديد من الشواغل المشروعة لدى الشارع العربي الذي بات يتساءل عن الأسباب التي تعيق تحقيق التكامل بين دول الإقليم العربي في مختلف المجالات ، وتلك التي تحول دون أن تلحق أمتنا ذات الموارد والإمكانات الهائلة بركب الأمم الأكثر تقدما، بل صار يتساءل عن غياب التصور والإجراءات المطلوب اتخاذها لوقف نزيف الدم العربي وردع تدخلات القوى الخارجية والحد من إهدار ثروات المنطقة، في غير مقاصدها الصحيحة وبلورة تسوية نهائية للصراعات التي لن تحل بمعادلة يُقصى فيها طرف أو يجار على حقوقه انطلاقا من واقع الترابط الفعلي الذي يجعلنا جميعا أعضاء لجسد واحد ومن واقع حجم التحديات والضغوط الراهنة الذي يفوق أي دولة على التصدي لها منفردة.

 وشدد الرئيس إنه يتعين علينا تبنى مقاربة مشتركة وشاملة تهدف إلى تعزيز قدرتنا الجماعية على مواجهة مختلف الأزمات، استنادا على أسس واضحة تقوم على تكريس مفهوم الوطن العربي الجامع من ناحية، والدولة الوطنية ودعم الدول ومؤسساتها الدستورية من ناحية أخري، مما يسهم في حفظ السلم الاجتماعي، وترسيخ ركائز الحكم الرشيد، والمواطنة وحقوق الإنسان، ونبذ الطائفية والتعصب، والقضاء على التنظيمات الإرهابية، والمليشيات المسلحة وقطع الطريق أمام أية محاولات لدعمهم، أو منحهم غطاء سياسيا أو توظيفهم من قبل بعض القوى سواء الإقليمية أو الدولية لإنشاء مناطق نفوذ لها في العالم العربي.

 وأكد الرئيس السيسي أن ضمان قوة ووحدة الصف العربي هي خطوة أساسية على صعيد تأسيس علاقات جوار إقليمي مستقيمة تستند إلى مبادئ غير قابلة للمساومة وملزمة للجميع ولاحترام استقلال وسيادة وعروبة دولنا وتحقيق المنفعة المتبادلة، وحسن الجوار والامتناع الكامل عن التدخل في الشؤون العربية، وأشار إلى أن مصر ستظل طامحة وراغبة في تحقيق شراكة فعلية فيما بين دولنا على أرضية ما يجمعنا من تاريخ مشترك، والتطلع نحو مستقبل أكثر ازدهارا يتشكل من خلال إطلاع كل دولة بمسؤولياتها على النطاق الوطني في سياق أوسع من العمل الجماعي على تعزيز قدراتنا العربية سياسيا واقتصاديا وأمنيا.  

ا

تم نسخ الرابط