عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

الاعتماد والرقابة الصحية تناقش تحديات الصحة الرقمية في أفريقيا

د. أشرف اسماعيل خلال المؤتمر
د. أشرف اسماعيل خلال المؤتمر

أكد الدكتور أشرف إسماعيل، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، الدور المتزايد لتكنولوجيا المعلومات في إتاحة تقديم الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم وفي الدول الإفريقية بصفة خاصة، ما ينعكس على جعل أنظمتنا الصحية أكثر كفاءة ومرونة في تلبية احتياجات الناس وتوقعاتهم، مشيرا إلى أن الدول الإفريقية لديها تجارب ناجحة في مجال الرعاية الصحية عن بعد، والذي ينتظر أن يحدث نقلة نوعية في تقديم خدمات الرعاية الصحية في إفريقيا، وتدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة والتغطية الشاملة بالقارة، مشيرا إلى أنه وفقا لبعض التقديرات، قد تسهم حلول التطبيب عن بعد في توفير 4.28 مليار دولار أمريكي سنويا من تكاليف الرعاية الصحية، وتمكن للمرضى من الحصول على خدمة أقل تكلفة صحية بتكلفة أقل، خاصة بعد عدم حاجتهم إلى تحمل نفقات التنقل، والتي يمكن أن تصل في المناطق الريفية إلى آلاف الأميال.



جاء ذلك خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي نظمته الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية تحت رعاية الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، والجمعية الدولية للتطبيب عن بعد، تحت عنوان: "الصحة الرقمية في افريقيا: وضع الاستراتيجيات والشراكات"، وذلك بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وممثلي منظمات الجايكا، واليونيسيف، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، الوكالة الفرنسية للتنمية، إلى جانب بعض المنظمات غير الهادفة للربح في مجال الرعاية الصحية، مثل منظمة صحة الأسرة العالمية FHI360، وممثلي وزارة الخارجية المصرية، وعدد من الشركات الدولية.

وأضاف رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، أن "التطبيب عن بعد" نجح في إعادة تشكيل مستقبل الرعاية الصحية للسنوات القادمة، فعلى مستوى العالم، ازداد دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في دعم خدمات الرعاية الصحية بشكل كبير حيث يمكننا الآن أن نرى تقدم التكنولوجيا المستخدمة في النظم الصحية في البلدان المتقدمة والنامية، أيضا من خلال استخدامات الذكاء الاصطناعي، وانترنت الأشياء، والمستشفيات الذكية، وجراحة الروبوتات، ونظم المعلومات الصحية، وأنظمة دعم القرار، والطب الدقيق.

أوضح د. اشرف إسماعيل أن قصص النجاح للتطبيب عن بعد والاتجاهات العالمية أظهرت الكثير من التطبيقات له في جميع مجالات تقديم خدمات الرعاية الصحية مع تحسين تجربة المرضى، والتزامهم بخطط الرعاية الخاصة بهم، كما مكنت مقدمي الرعاية الصحية من التواصل مع مرضاهم وإنقاذ حياتهم خاصة بعد تيسير إمكانية الوصول للمرضى في أي مكان، لافتا إلى عمل التطبيب عن بعد على تحسين التعامل مع الأمراض المزمنة، كما ازداد أيضا الاتجاه نحو العلاج النفسي عن بعد، وتمكن الأطباء النفسيين من متابعة مرضاهم، فضلا عن تحسن تجربة المرضى من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تمكنهم من الحصول على الخدمة الصحية عن بعد، بدلا من الزيارة الدائمة للطبيب، بالإضافة إلى التكنولوجيا القابلة للارتداء، التي يمكننا من خلالها دمج بيانات المريض في المنزل، ضمن نظام الرعاية الصحية الأكبر، وتعزيز متابعة وعلاج المرضى.

وأضاف رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، أن الهيئة أدركت الأهمية الكبيرة للتطبيب عن بعد، وعملت بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة والمجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، جنبا إلى جنب مع جميع الشركاء المعنيين في مصر لصياغة إطار قانوني للتطبيب عن بعد في مصر، والذي يمهد الطريق لإصدار معايير GAHAR للتطبيب عن بعد.

مؤكدا أهمية المشاركة الكاملة للحكومات الوطنية والهيئات ذات الصلة، في جميع المشروعات أو المبادرات المتعلقة بالتطبيب عن بعد في المنطقة الإفريقية، من أجل الوصول إلى نظام قوي وفعال لخدمات الرعاية الصحية وإقامة الشراكات بين القطاعين العام والخاص، فضلا عن التعاون الإفريقي الأجنبي للمساعدة في تطوير أو توفير البنية التحتية اللازمة لخدمات الرعاية الصحية عن بعد بفاعلية، بالإضافة الي وضع التشريعات واللوائح، وكذلك حلول الأمن السيبراني لحماية حقوق مقدمي الخدمات ومتلقيها وتعليم الناس وتوعيتهم لأنهم علامة فارقة في نجاح هذه التجربة.

يناقش المؤتمر الذي يقام بمصر للمرة الأولى، وتستمر فعالياته لمدة يومين، أبرز التحديات التي تواجه الأنظمة الصحية في القارة الإفريقية وكيف يمكنها الاستفادة من إمكانيات التطبيب عن بعد في مواجهتها خاصة مع ما شهدته الصحة الرقمية من خطوات متسارعة أثناء جائحة كوفيد-19 وما بعدها، وتأثير ذلك على الاستثمارات في القطاع الصحي بالقارة، كما يناقش المؤتمر من خلال استعراض التجارب المختلفة أوجه استجابة المؤسسات من مختلف انتماءاتها للحاجة إلى رقمنة الأنظمة الصحية، ودور سياسات وتشريعات التطبيب في الوصول لنموذج العمل الأمثل.

ويشارك بالمؤتمر الذي يعقد على 65 متحدثا بالجلسات، من بينهم 36 خبيرا أجنبيا، إلى جانب ممثلي عدد من الدول الإفريقية من غانا، جنوب إفريقيا، نيجيريا، المغرب، تونس، كوت دي فوار، إثيوبيا، تنزانيا، موريتانيا، مالي، كينيا، توجو، كما يشارك بورش العمل متخصصون من الإمارات، والسعودية، باكستان، والهند، سويسرا، بلجيكا، فرنسا، إنجلترا، وكندا.

وأوضح د. أحمد صفوت، عضو مجلس إدارة هيئة الاعتماد والرقابة الصحية ورئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، أن تحسين الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية يعد على رأس أولويات العديد، إن لم يكن جميع، وزارات الصحة عبر مختلف البلدان في إفريقيا وفي مختلف أنحاء العالم، ومن ثم تزايد عدد الشراكات التي تنمو في مجال الصحة الرقمية كان حيث أدرك كل لاعب في مجال الصحة الرقمية أن التعاون يضاعف التأثير والنجاح عندما يتعلق الأمر برعاية صحية ميسورة التكلفة، وفعالة، ويمكن الوصول إليها، وفي الوقت نفسه جيدة وآمنة ومركزة على المريض.

وأضاف: عندما نتحدث عن الصحة الرقمية، لا يتوقف الأمر عند الحلول الذكية فقط وانما يمتد إلى  آليات التمويل، والخدمات اللوجيستية وكيفية الوصول إلى الرعاية الصحية مع المتخصصين في بطريقة آمنة ومناسبة وفعالة وهو ما يتناوله المؤتمر بالتطبيق على خصوصية الواقع الافريقي، مشيرا إلى انه لفترة طويلة جدًا ، اعتقد الكثير من الناس أن التطبيب عن بعد له مشكلات تتعلق بالتكلفة والأمان في تقديم الخدمة الصحية مما أدى الى التردد في تبني الخدمات الرقمية في ممارساتهم ولكن خلال السنوات القليلة الماضية، أظهر لنا التحول النموذجي في الخدمات الصحية عن بُعد أنه يحقق الوصول بشكل أفضل للخدمة كما يخفف من تحمل تكاليف الرعاية الصحية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز