عاجل
الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

انطلاق "برنامج التعافي من الخيانة الزوجية" بدار الإفتاء المصرية

انطلقت بدار الإفتاء المصرية فعاليات "برنامج التعافي من الخيانة الزوجية"، اليوم الثلاثاء، بمشاركة بعض المعنيين والمهتمين بالمشاكل الأسرية والراغبين في التثقيف الزواجي والأسري، والتي حاضر فيها كوكبة من المتخصصين في المجال النفسي. 



 

ويُعد البرنامج امتدادًا لجلسات الدعم الزواجي للأسرة المصرية، وهو أحد برامج مركز الإرشاد الزواجي بدار الإفتاء المصرية، والذي افتتحها فضيلة المفتي قبل أيام.

 

وقال مدير عام مركز الإرشاد الزواجي بدار الإفتاء المصرية الدكتور عمرو الورداني، خلال افتتاحه للبرنامج: "إن مركز الإرشاد الزواجي الذي يقدِّم فعالياته وجلساته وبرامجه تحت رعاية فضيلة المفتي يُعد من الأسس القوية لحماية الأسرة المصرية؛ لأنه يجمع بين الجانب الشرعي والجانب النفسي والاجتماعي، وأن تكامل هذه العلوم شيء ضروري لمواجهة المستجدات والمشكلات التي تواجه أي فئة من الفئات، مؤكِّدًا حرصَه على الاستفادة الدائمة من كافة العلوم الإنسانية والاجتماعية في عمل الدار، وخاصة في لجان الإفتاء".

 

وعن التعافي من الخيانة أكَّد الدكتور عمرو الورداني أهمية الاعتذار والاعتراف بالخطأ وكذلك وضع خطة للتغيير كبنود مهمة لتصوُّره في مسألة التعافي، مشيرًا إلى أهمية الرضا وتقدير المشاعر وكذلك أهمية الرجوع إلى الله.

 

وحدد الدكتور عمرو الورداني حُزْمةً من الخطوات قبل الإقدام على الانفصال أولها الكلام الرشيد والعتاب المهذب، ثم بعد ذلك يتم اللجوء للحكماء إذا استدعى الأمر ذلك، ثم الدخول في محاولة التغيير، وأخيرًا اللجوء للخبراء.

 

من جانبه، استعرض أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الدكتور محمد المهدي، أفكارًا وبرنامجًا للتعافي من الخيانة، بناءً على الدراسات والمحاولات العلاجية على أرض الواقع مبينًا المراحل التي يمرُّ بها الطرف المغدور (المخدوع) بعد اكتشاف حدث الخيانة، منها الصدمة ثم الإنكار ثم الغضب ثم الحزن ثم القرار وصولًا للتعافي، وذلك بناءً على الخطوات التي اتُّخذت لاستعادة التوازن النفسي، سواء بالابتعاد والانفصال أو بمحاولة استعادة العلاقة بشروط جديدة.

 

ولفت إلى أهمية تدخل الحكماء في حالات المشكلات الزوجية كالخيانة الزوجية وغيرها، مؤكدًا أنَّ الحكماء أتوا بالحكمة من الواقع.

بدوره، أوضح الدكتور محمد المهدي -أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر- أنَّ كثيرًا من الأزواج استطاعوا أن يتعافوا من الخيانة وأن تعود علاقاتهم أكثر قربًا وحميمية.

 

وأضاف أنه رغم من أن الخيانة يمكن أن تحدث في وجود علاقة زواجية جيدة، إلا أنها يمكن أن تشير في حالات كثيرة إلى وجود خلل في العلاقة، مثل عدم التوافق الأساسي أو غياب الحب أو ضعف مشاعر الألفة والصحبة، أو الملل، أو تسلط الطرف الآخر، أو الإهمال، أو النبذ أو الاحتقار.

 

كما قدَّم الدكتور المهدي خلال البرنامج مراحل التعافي من الخيانة، أولها مرحلة التعامل مع صدمة الاكتشاف، ثم تحديد مسار العلاقة، وأخيرًا مرحلة إصلاح العلاقة واستعادة الثقة، مؤكدًا أنه إذا قرَّر الطرفان أنهما يرغبان في استعادة العلاقة وإنقاذ زواجهما، فإن هذا يحتاج إلى فهم أسباب الخيانة ودوافعها، واتِّخاذ إجراءات لتغيير السياق الذي تمَّت فيه، وتصحيح الأخطاء لدى الطرفين وتحسين نوعية علاقتهما الزواجية.

 

وأشار إلى الانفصال كحلٍّ للمشاكل المستعصية في العلاقة، مِصداقًا لقوله تعالى: {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ}، مؤكدًا أنَّ هذا الحلَّ من عظمة الإسلام، ولكن يجب أن يكون في محله، ويجب النظر لمحاسن ومساوئ الطرف الآخر جيِّدًا قبل الإقدام على الانفصال.

 

كما أكَّد ضرورة إعادة تعريف معاني الخيانة مع تطور المجتمعات وتطور التكنولوجيا ووسائل التواصل لأنها أشياء جديدة، مشيرًا إلى أهمية الغيرة الطبيعية ودورها؛ وذلك لأنَّ للعتاب والتنبيه اللطيف دَورًا قويًّا في وقف بدايات الخيانة.

 

وقد أوضحت الدكتور حنان الرصاص أستاذة الطب النفسي أن أيَّ طرف تعرَّض للخيانة ليس شرطًا أن يكون وحده هو سبب المشكلة، ولا يُشترط كذلك أن يكون الطرف المغدور أو المخدوع معيوبًا، مشيرة إلى ضرورة وجود الصبر، وعدم فتح أو الخوض في تفاصيل المشاكل مرارًا وتكرارًا، بل يجب غلق الموضوع عند حلِّه أو عند تصفيته، وعند اتِّخاذ قرار بالانفصال يجب أن يكون أخذ وقته في الدراسة وأن تكون الصورة واضحة تمامًا.

 

وشدَّدت على أهمية التريُّث في قرار الانفصال، وإذا تم يجب أن يكون عن دراسة متأنية، مؤكِّدة على ضرورة الاستعانة بمتخصص نفسي عند الشعور بضغوط وأزمات نفسية، وأهمية ثناء كلا الطرفين على الآخر مثل الثناء على الأطراف الخارجية بل وأكثر.

 

واختتم البرنامج بمداخلات وأسئلة للمشاركين، وقد لاقت تفاعلًا وإشادة من المتخصصين المحاضرين، كما أثنى المشاركون على خدمات دار الإفتاء وعلى مجهودات فضيلة المفتي في دعم الأسرة المصرية.  

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز