رئيس جهاز الإحصاء: الإحصاءات العنصر الأساسي في أي تخطيط تنموي

أكد اللواء خيرت بركات رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن البيانات والتنمية وجهان لعملة واحدة، فبلد بلا إحصاء كجسد بلا عقل، مشيرا إلى أن الإحصاءات والبيانات والمعلومات العنصر الأساسي في أي تخطيط تنموي ودون توفرها لا يمكن أن تتحقق جهود الدولة لتحقيق التنمية المستقبلية ورفاهية المواطنين.

وقال رئيس الجهاز - في كلمته بالجلسة الافتتاحية بالدورة الـ47 لمجلس أمناء المعهد العربي للتدريب والبحوث الإحصائية، الذي تستضيفه مصر، اليوم الاثنين - إن مصر تشهد اليوم أزهى عهودها المعاصرة، مجددة قواها التنموية المستدامة، متحدية قوى التأخر لترسيخ دولة حديثة قوامها الاستثمار في الإنسان.

وأضاف اللواء خيرت بركات "منذ فجر التاريخ استطاعت أن تعبر عن حضاراتها وريادتاها في جميع المجالات، حيث عرفت مصر علم الإحصاء واستطاعت أن تبدع فيه من خلال الإحصاءات المختلفة، حيث أنشئ أول مكتب للإحصاء عام 1870".

وأوضح أنه لأكثر من 150 عاما من الإحصاء استطاع الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إنجاز العديد من الموشرات والإحصاءات، من خلال المسوح والأبحاث ذات الدوريات المختلفة والتي تعكس صورة حقيقية للمجتمع المصري وترصد ما يطرأ عليه من متغيرات.

وأشار إلى أن اجتماع المعهد العربي للتدريب والبحوث الإحصائية اليوم يأتي تعزيزا لأهمية الإحصاء واستثمارا للتعاون المستمر والبناء بين المعهد العربي للتدريب والبحوث الإحصائية والأعضاء من الدول العربية الشقيقة، والذي يسلط الضوء على كل ما هو جديد في علم الإحصاء وتطبيقاته مما سيكون له إنعكاساته على أداء العاملين بأجهزة الإحصاء للدول العربية.

وتابع قائلا "وتكمن أهمية استضافة مصر لاجتماع هذا العام في الدورة الـ 47 تأكيدا على الدور الهام والفعال الذي تقوم به مصر في المنطقة وخاصة بين أشقائها العرب، وتدعيما للجهود التي يقوم بها المعهد من الدورات التدريبية سواء محلية أو عن بعد علاوة على الاستشارات الفنية، والمشاركات في المؤتمرات الإقليمية والدولية".

ولفت رئيس جهاز الإحصاء إلى أهمية هذا الاجتماع لأجهزة الإحصاء بالدول العربية؛ نظراً للمرحلة الدقيقة التي يمر بها العالم والتي تتطلب التركيز على المعلومة الإحصائية وتفعيل الشراكة الإقليمية والدولية؛ بما ينعكس على العملية التنموية في عالمنا العربي، لتناوله أحدث المستجدات في علم الإحصاء وتطبيقاته، على المستوى المحلي والإقليمي، علاوة على تلبية الاحتياجات من التدريب والاستشارات الفنية في مجال المنهجيات والمفاهيم لضمان ممارسات فضلى للعمل الإحصائي بالدول العربية.

وبين أن الاجتماع يأتي متزامنا مع التحديات التي تواجهها الأجهزة الإحصائية وزيادة الطلب على البيانات والمعلومات الإحصائية، وانعكاسا لأهمية علم الإحصاء في عالمنا المعاصر، لاسيما في ظل ثورة البيانات والمعلومات، لما لها من أهمية قصوى في الإدارة الرشيدة لمختلف الأجهزة الإحصائية، والتي أصبحت الحاجة إليها مطلبا أساسياً خاصة في إطار سياسة الدول نحو التحول الرقمي.

وأكد حرص المعهد على تقديم الدعم للدول الأعضاء للاستفادة من الأدوات المعرفية والإحصائية، لإتاحة المزيد من الفرص لأجيال الحاضر وتوسيع الآفاق أمام أجيال المستقبل.

لمواجهة التحديات الإنمائية التي تعترضها من خلال الأنشطة والبرامج وورش العمل والجولات الدراسية بما يتوافق مع احتياجاتها، لتنمية مهارات المهنيين في مختلف المجالات على المستويات الوطنية والإقليمية، واستمراره في تأدية رسالته على الوجه الأكمل متمتعاً بأخلاقيات العمل التدريبي نحو الالتزام والإخلاص والاتقان والريادة.

وشدد بركات على أن هذا الاجتماع يتيح تعزيز سبل التعاون بين المعهد العربي للتدريب والبحوث الإحصائية وأجهزة الإحصاء بالدول العربية الأعضاء، للاستفادة من تطوير وتحسين جودة المؤشرات التي تصدرها الأجهزة الإحصائية والتي تعكس الوضع الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، وكذا أنشطة بناء القدرات.

وأعرب عن أمله في أن يحقق الاجتماع نتائجه المرجوة من خلال استحداث مناهج وأساليب عمل حديثة، تتماشى مع واقع المرحلة والتحديات التي تواجه الأنظمة الإحصائية العربية، وبفاعلية للوصول إلى التحول الرقمي وتحقيق سبل دعم أجندة 2030 للتنمية المستدامة، لتحقيق المزيد من الإنجازات لخدمة الإحصاء الرسمي بالوطن العربي