عاجل
الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
الأزمة الاقتصادية شدت الأحزمة فتوجعت البطون

الأزمة الاقتصادية شدت الأحزمة فتوجعت البطون

في ظل الظروف القاسية والأزمات المتلاحقة التي لا يستطيع أحد أن ينكر تداعياتها من أزمات متتالية أصابت شعوب العالم كافة، و ما أنتجته من مشكلات غذائية واقتصادية بالأسواق العالمية عامة، وما أسفرت عنه من ارتفاع الأسعار بالسوق المصري خاصة، وفي ظل اجتياح غلاء المعيشة للمجتمعات المحلية والعالمية، أصيب المواطنون بعدة صدمات متلاحقة جعلتهم عاجزين عن التفكير أو التصرف بوضع حلول للخروج من تلك الأزمات.



 

البداية كانت عندما ظهر وتفشى فيروس كوفيد ١٩ "كورونا" فى معظم الدول، وهنا أصيبت الخريطة الاقتصادية العالمية بخلل كبير واختلفت المعايير، ورافق ذلك زيادة نسبة التضخم وارتفعت الأسعار بنسب متفاوتة، وكانت الدول الفقيرة هي الأشد تأثرًا بهذا التحدي الذي فاجأ العالم بأكمله. 

 

ثم تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وظهر على الساحة تحدٍ آخر قلب الموازين وكان اكثر قسوة على الخريطة الاقتصادية العالمية، وهو الحرب الروسية الأوكرانية التي ساهمت في توسيع جراح الأزمات، بالإضافة إلى استمرار تبعات فيروس كورونا، ثم في النهاية جاء إرتفاع سعر الدولار لكي يقسم ظهر الاقتصاد من خلال ارتفاع الأسعار بشكل متزايد وسريع، والذي بدوره أثر بشكل واضح ومباشر على السوق المصري.

 

الأمر الذي سعى بسببه العديد من المواطنين إلى تقليل نفقاتهم بالشكل الذي يتناسب مع دخلهم الشهري أو اليومي "إمكانياتهم"، فهناك من لجأ إلى طرق مختلفة للتكيف والتغلب على أزمة ارتفاع الأسعار، منهم من اتجه إلى نظرية الترشيد أو اختيار البديل الذي يعطي النتائج المرجوة وبسعر مناسب، وهناك من قام بشراء احتياجاته بنظام التقسيط أو على دفعات، بينما لجأ البعض إلى سياسة الاقتراض، وهناك من قام بمقاطعة السلع التي ارتفع سعرها بشكل مبالغ فيه، أما عن الأسر الأشد فقرًا وأكثر احتياجا فقد لجأت إلى كافة السبل لتخفيف المعاناة التي تعانيها داخل طاحونة الغلاء لكنها لم تستطع الصمود، واستسلمت لرحايا ارتفاع الأسعار وقامت بشد حزام الترشيد إلى أن توجعت بطونهم.

 

وهنا ينبغي علينا أن تكون لنا وقفة صادقة مع النفس، لا أحد يستطيع أن ينكر أننا نعيش أيامًا صعبة جدا خاصة بعد أن تضاءلت قيمة الجنيه المصري أمام الدولار . الكل يسعى إلى زيادة دخله من خلال إيجاد مصادر دخل اضافية حتى يتمكن من تخفيف العبء المستمر عليه، لذلك إذا صعب عليك زيادة دخلك فمن السهل زيادة بركته بعدة طرق منها: الإكثار من الصدقات، ومساعدة المحتاجين، وفك الكروب، وجبر الخواطر، وإخلاص النية لوجه الله، وأن نثق بالله تعالى فهو الوحيد الذي يستطيع مساعدتنا في كل الأوقات، وهو القادر على أن يخرجنا من المحن والعثرات، وإذا شعرت بحزن أو ضيق تذكر أن رزقك بيد الله سبحانه وتعالى، الذي لا يتأثر بظروف الدنيا وقوانين البشر، صدق القول: "‏لو كانت الارزاق بيد البشر لمات كل الناس جوعا".

 

في النهاية يجب علينا جميعًا أن نتحلى بالسماحة والتيسير في عملية البيع والشراء، وأن نتساهل في معاملاتنا مع بعضنا البعض حتى نتخطى هذه الأزمة بسلام، كما أتمنى أن تطبق التسعيرة على كافة المنتجات لضمان ضبط الأسواق ومواجهة جشع التجار، بالإضافة إلى ضرورة وجود رقابة شديدة وحازمة في تطبيقها، حتى يستطيع المواطن البسيط أن ينجو من طاحونة الغلاء التي هشمت عظامه.

 

وأخيرًا ليس بوسعي سوى الدعاء والتضرع إلى لله بأن يوسع علينا أرزاقنا، وأن يهون علينا ثقل وصعوبة هذه الأيام وأن يصرف عنا الوباء والبلاء والغلاء.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز