عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

داعيا لأن يعم الأمن ربوع القارة

بابا الفاتيكان يختتم جولته الإفريقية في الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان

بابا الفاتيكان
بابا الفاتيكان

اختتم البابا فرانسيس الثاني بابا الفاتيكان جولته الإفريقية التي استغرقت ستة أيام و شملت الكونغو الديمقراطية و جنوب السودان و حث فيها سيد الفاتيكان على إنهاء الصراعات المسلحة فى كلا البلدين وانتهاج مبدأ الصفح وبناء السلام و التعايش المشترك، وعلى مقعده المتحرك غادر بابا الفاتيكان – 86 عاما – مطار جوبا الدولي مساء اليوم بعد أن أقام قداسا توديعيا في جنوب السودان حضره ممثلون من أطياف العمل الأهلي والحكومي وقيادات سياسية. 



وكان بابا الفاتيكان قد بدأ يوم الثلاثاء، الماضي جولته الإفريقية التي وصفها المراقبون بأنها رسالة محبة و سلام لشعوب القارة الإفريقية التي سبق للبابا فرانسيس زيارتها خمس مرات خلال عشرة أعوام له على الكرسى الباباوي. 

وأشارت وسائل الإعلام العالمية إلى أن زيارة بابا الفاتيكان تستهدف لفت الأنظار عالميا إلى الكونغو و جنوب السودان باعتبارهما أحد بقاع العالم الأشد فقرا ومعاناة إنسانية شأنهما شأن حال كثير من بلدان إفريقيا.

وفي هذا الشأن، قالت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" إن بلدان إفريقيا بقدر ما تضررت من ارتباكات سلاسل الإمداد والتوزيع وحركة التجارة العالمية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، بقدر ما كانت تلك الحرب الدائرة في أوكرانيا وبالا على شعوب القارة، حيث اتجه جل المساعدات الدولية صوب الأوكرانيين تاركا إفريقيا والأفارقة في طي النسيان بعد أن كانت المساعدات الدولية وهبات المانحين تعتبر إفريقيا هى مقصدها الأول.

وقالت مصادر مطلعة لوكالة إسوشيتد برس إن زيارة بابا الفاتيكان إلى الكونغو كانت مقررة سلفا في يوليو من العام الماضي لكنها تأجلت بسبب مشكلات صحية عارضة ألمت به ، ويشغل البابا فرانسيس الثاني مقعده الروحي الأعلى في الكنيسة الكاثوليكية منذ الثالث عشر من مارس عام 2013 وهو البابا الـ 266 للفاتيكان. 

و في جنوب السودان، قال بابا الفاتيكان إن جنوب السودان التي تعد احدث دولة فى العالم - تأسست فى العام 2011 - يتعين على قادتها نبذ العنف و الاحتكام إلى قوة السلام وأن يضربوا مثالا لما يجب أن تكون عليه بناءات الدول الحديثة، كما اعتبر بابا الفاتيكان زيارته لإفريقيا " هى زيارة حج من أجل السلام " وأنه يتعين على الأفارقة جميعا التآخي والعمل معا من أجل بناء المستقبل مستنكرا واقعة العنف التي سبقت زيارته بساعات في جنوب السودان التي راح ضحيتها 27 من الرعاة.  وأقام بابا الفاتيكان قداسا حاشدا في إحدى معسكرات النازحين من الاقتتال الأهلى فى جنوب السودان أمس /السبت/ دعا فيه إلى إنهاء الاحتراب الداخلى في جنوب السودان والذي أودى بحياه ما لايقل عن 380 ألفا من أبنائه على مدى الأعوام العشرة الماضية والعمل على اتمام الانتخابات الديمقراطية فى هذا البلد الذي يشهد عنفا متصاعدا منذ العام 2013 وفشل اتفاق السلام بين فصائله المبرم فى العام 2018 في إنهائه، فيما من المقرر أن تشهد فيه البلاد انتخابات عامة ورئاسية في فبراير من العام المقبل. 

وفي الكونغو الديمقراطية التي كان بابا الفاتيكان قد وصلها في الأول من الشهر الجاري، دعا البابا فرانسيس إلى طي صفحات الخلافات الماضية في الكونغو الديمقراطية وحث الدولة وقوى المعارضة المسلحة في شرق الكونغو على " الصفح " مكررا تلك الكلمة عدة مرات أمام حشد مليوني مهيب من أبناء الشعب الكونغولي. 

وقال بابا الفاتيكان - في خطابه الجماهيري الحاشد بالعاصمة كينشاسا - إن مليون كونغولي من مختلف الأعراق قد فقدوا أرواحهم بسبب الصراعات والاقتتال على مدار عقود، واليوم " نقول إن ذلك يجب أن يكون صحفة مطوية فى تاريخ الكونغو و افريقيا ولنبدأ فتح صفحة سلام و محبة و غفران عن سنين الماضي الدامية " . 

وكان عشرات الآلاف من المؤمنين من أبناء الكونغو قد توافدوا على مطار نادولو بالعاصمة كينشاسا منذ يوم الثلاثاء، الماضي لمشاهدة لحظة وصول بابا الفاتيكان ونيل بركته، وهي الزيارة الأولى لبلدهم المثخن بالصراعات منذ زيارة البابا الراحل جون باول الثاني بابا الفاتيكان للكونغو عام 1985 . 

وكان من المقرر أن يزور البابا فرانسيس مدينة كيفو الشمالية اليوم والتي تقع فى شرق الكونغو، إلا أن الأوضاع الأمنية حالت دون اتمامه زيارتها وهي المنطقة التي شردت أعمال القتال و الكر والفر المتبادلة بين القوات الحكومية وميليشيات حركة 23 مارس الانفصالية ما لا يقل عن 7ر5 مليون شخص من سكانها وأحالت 4ر26 مليون كونغولي إلى جائعين تسعى الأمم المتحدة وبرنامج الغذاء العالمى قدر الامكان لإطعامهم لكي يبقوا على قيد الحياة . 

وتعد قارة إفريقيا هي أحد مناطق العالم الرئيسية للكنيسة الكاثوليكية والمنطقة الوحيدة فى العالم التي يتزايد عدد شعب الكنيسة الكاثوليكية فيها بحكم معدلات النمو العالية للأفارقة مقارنة بمعدلات نمو السكان في أوروبا.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز