مصطلح كورة إفريقية ودلالتها

اختلفت الروايات الواردة في المصادرة التاريخية حول كورة إفريقية (وليست إفريقيا)، وموقعها الجغرافي وامتدادها، حيث يشير المؤرخ المقدسي إلى مدينة إفريقية بأنها هي الكورة أو الإقليم الذي يلي إقليم برقة من كور المغرب، ثم مدينة تاهرت. 

ثم يقول المقدسي عنها: "أما إفريقية، فقصبتها القيروان، ومن مدنها: صبرة، أسفاقس (اي صفاقس)، المهدية، سوسة، تونس، بنزرد (أي مدينة بنزرت)". وعلى هذا، فقد كان مصطلح "إفريقية" أو الاقليم الذي تقع فيها المدينة، في رأي المؤلف خلال العصر الوسيط والإسلامي، يبدأ من مدينة برقة أو طرابلس غربًا، وحتى ما بعد مدينة تاهرت في بلاد المغرب الأوسط في أقصى الشرق. 

وبحسب روايات أُخرى، فإن المسافة فيما بين إفريقية وتاهرت تبلغ مسيرة شهر على الإبل، أي أن تلك المسافة تبلغ علة وجه التحديد حوالي 1200 كم، فاليوم أو المرحلة بحسب المصادر العربية يبلغ حوالي 40كم. 

ومما يلفت الانتباه فيما ورد حول مدينة "إفريقية" في المصادر التاريخية أن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يرفض فتح المسلمين لـها، ولهذا قال عنها لوالي مصر في أيامه (عمر بن بن العاص): "لا، إنها ليست بإفريقية، بل إنها المفرقة، غادرة مغدور بها، لايغزوها أحد ما بقيت..".