عاجل
الإثنين 25 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
الوصول لجيل زد

الوصول لجيل زد

في عصر ما قبل الأجيال، كان الناس كتلة واحدة، كنا نشاهد كل شيء معًا، أهل الصعيد يشاهدون "ليالي الحلمية" و"أرابيسك"، والقاهريون يتابعون "الضوء الشارد"، ليس لأنه مسلسل صعيدي لكن لأنه دراما نجحت في جذب الانتباه، كان التليفزيون موحدًا للطبقات، أمر له عيوب بالطبع لكن مزاياه أكثر من وجهة نظري كأحد أبناء جيل "إكس"، وهو ما تكرر مع جيل الألفية قبل أن تفرض علينا منصات التواصل الاجتماعي تقسيمة الأجيال ونبدأ الحديث عن جيل زد.



 

جيل زد لمن لم يعلم بعد مواليد 1997 وحتى 2012، وما بعد ذلك مواليد جيل "ألفا"، وهي معلومة يبدو أنها لم تصل بعد للقائمين على صناعة الإعلام في مصر خصوصًا الحكومي منه، حيث يعتبرون كل من هم دون العشرين "جيل زد"، بينما سيتم أول مواليد هذا الجيل عامه الثلاثين خلال عامين.

 

هذا الجيل فتح عينيه على الهواتف الذكية، ولم يُجلسه أهله أمام "سبيستون" طمعًا في ساعة من الهدوء، هذا الجيل لم يُربَّ على "عروستي" و"سينما الأطفال" و"سعد نبيهة"، بالتالي الوصول إليه لن يحدث بإعلان الرغبة، بأن نقول سننتج برامجَ تستهدف "جيل زد"، لن نقترب من أجيال "زد وألفا" إلا بدراسة كيف يستقبل هؤلاء المحتوى أولًا؟، لأن الوسيلة باتت أهم من اللغة.

 

يقيني أن كثيرًا من قيادات الإعلام- الآن- ربما لا تعرف أن جيل زد أساسًا يخاصم الفيس بوك، يعتبره "موضة وانتهت"، منصة للعواجيز، والعجوز هنا ليس كبير السن، بل من تخطى الثلاثين بقليل، يطلقون عليهم "البومرز"، جيل زد لا يشاهد سوى الفيديوهات القصيرة عن طريق انستجرام وتيك توك، وعندما يريد معرفة معلومة مثل أحوال الطقس لم يعد ينتظر النشرة الجوية على شاشة القناة الأولى، أو حتى يفتح صفحة هيئة الأرصاد على فيس بوك وتويتر، بل يسأل "شات جي بي تي" ومن قبله "جوجل".

 

هذا عن الوسيلة، أما اللغة فيجب أن تكون خفيفة، غير متقعرة، غير مباشرة، لا تعتمد على النصح واللوم والتوجيه، وبالطبع يجب أن يحمل الرسالة من يعبر عنهم ويفهمهم، حتى لو كان من أبناء جيل أسبق.

 

عندما تتوافر كل الشروط السابقة سنصل فعلًا لجيل زد الذي تركناه لعقد كامل عرضة لكل أنواع المحتوى خيره وشره، واكتفينا بالتعجب والاندهاش ونحن محبوسون في "تايم لاين" الفيس بوك، نتعجب متى ظهر كل هؤلاء التيكتوكرز، ومن أين جاء الملايين الذين يتابعونهم، بينما هم أبناؤنا الذين نرفض الاعتراف بأنهم صنعوا لأنفسهم "ميديا" خاصة بهم، بعدما فشلت الميديا التقليدية في مواكبة متغيرات العصر، ولا يزال هناك من يظن أنه سيخاطبهم عبر شاشة تليفزيون تحوّلت في كثير من البيوت إلى "ونس" لأجيال إكس والألفية، تمامًا كما "التليفون أبو قرص"، الذي حافظ عليه الكثيرون بعد ظهور المحمول من قبيل "العشرة" التي - شئنا أم أبينا- لا يعترف بها "جيل زد".

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز