
1- نماذجٌ من التَنوعُ الإِثني والديموغرافي الأفريقي

د. إسماعيل حامد
ربما تتميز أفريقيا أكثر من غيرها بوجود تنوع الإثني في آراضيها، وهو ما يُعبر عن خصوصية آراضيها، وسكانها، وما تضمه من العادات والثقاليد، وكذلك يظهر وجود هذا التنوع في تعدد الثقافات والأديان والمعتقدات المحلية بالقارة، وكذا فيما يخص اللغات الأفريقية، واللهجات المحلية.
وهذا التنوع يبدو لنا جليًا في كل مناطق القارة دون استثناء، لاسيما في المناطق الواقعة جنوب الصحراء الكبرى على وجه الخصوص. ومن المهم الحديث عن بعض نماذج هذا التنوع لاكتشاف هذا الجانب الثري من جوانب القارة السمراء.
وتُعد منطقة غرب أفريقيا، أو ما تعرف باسم بلاد "السودان الغربي" من أكثر مناطق القارة من ناحية التنوع الإثني واللغوي، إذ تضم خليطًا من الإثنيات المحلية، إضافة لجماعات وبطون ومجموعات من ذوي الأصول البربرية، وكذلك العديد من الجماعات ذات الأصل العربي أو المستعربة..الخ.
وتوجد العديد من المجموعات الإثنية الكبرى في جنوب الصحراء، ففي الغرب (أو بلاد "السودان الغربي")، ومن أبرز تلك المجموعات: الماندي (أو الماندنغو)، وشعوب الهوسا، وكذلك الفولاني، وشعوب المور، والطوارق، والفولتا..الخ.
ويُشكل "حوض النيل الأوسط" Middle Nile، على سبيل المثال، من أبرز مناطق القارة ثراءً وتنوعًا سواءً في الشعوب والقبائل من ناحية، وسواء من ناحية اللغات واللهجات من ناحية أخرى. ومن المعلوم لدينا أن منطقة حوض النيل الأوسط وما جاورها من الأقاليم، على سبيل المثال، شهدت قدوم العديد من الهجرات العربية، وغير العربية، والتي استقرت في عدد من المناطق هناك، وهو ما أعطى بدوره تلك البلاد تنوعاً إثنياً، وعرقياً، وثقافيا واضحاً. ومن هذا المنطلق، تضمُ تلك المناطق عددًا لاحصر له من المجموعات العرقية Ethnic Groups، فمنهم جماعاتٌ من ذوي "الأُصل الأفريقي"، أو الزنجي من ناحية، وكان منهم جماعات أُخرى من ذوي "الأصل العربي"، وغير العربي من ناحية أخرى. هذا إضافةً لقبائل أُخرى تُمثل خليطاً بين العِرقين، وتضم تلك التركيبة الإثنية جماعاتٍ أُخرى بربرية، وغيرها من الجماعات الـديموغرافية Demographic Groups الأُخرى.