7 ندوات و900 عمل فني بعرض "فن القاهرة" بالمتحف المصري الكبير - صور
انتهت فعاليات النسخة الرابعة "فن القاهرة –Art Cairo"، أكبر تجمع لفناني الشرق الأوسط. وكانت قد أقيمت النسخ الثلاثة السابقة بعدة أماكن بالقاهرة، إلا أن النسخة الرابعة أقيمت على هضبة الأهرامات بـ"المتحف المصري الكبير" Grand Egyptian Museum وهى أول فعالية فنية تشكيلية بالمتحف .
تمت الفعالية بالتعاون بين الأستاذ "محمد يونس" مؤسس عرض "فن القاهرة"، وبين وزارة الآثار والسياحية والهيئة العامة للتنشيط السياحي بالمتحف، وقد أشادت وزارة الآثار بنجاح العرض وأهميته وأعلنت الوزارة في بيان لها أن زوار المتحف الكبير خلال فترة عرض "فن القاهرة" وصلوا إلى 12 آلاف زائر .
وأما الفنانون التشكيليون، فعبروا عن سعادتهم بعدد الحضور غير المسبوق من قبل، في زيارات المعارض الفنية التشكيلية النوعية والمتخصصة، وأن تواجد الفن التشكيلي برحاب الحضارة المصرية كسر الحواجز البصرية بين جمهور العامة وجمهور الفن التشكيلي.
ذهبنا نحن "بوابة روز اليوسف" لحضور الفعاليات الفنية والندوات الحوارية.
الدخول مجانا للطلبة
فكان أول لقاء لنا طابور مبهج على بوابات المتحف، وهم عدد كبير من طلاب كليات الفنون مشهد نادر حدوثه، وكان قد أعلن أثناء فترة العرض عن مبادرة قدمتها مؤسسة "أراك للفنون والثقافة" برئاسة الفنان التشكيلي دكتور أشرف رضا بالاتفاق مع منظمي "آرت كايرو" برئاسة المؤسس محمد يونس بدعوة طلاب الكليات الفنية الفنون الجميلة والفنون التطبيقية، والتربية الفنية، لزيارة "أرت كايرو" مجانا والدخول فقط بكارنيه الكلية، ولخريجي كليات الفنون خضم 30 %.


ورغم أهمية المبادرة وقيمتها والتي نأمل في تكرارها في الفعاليات الفنية الكبيرة، إلا أننا تحدثنا مع الشباب عن المبادرة ذكروا أنهم كانوا يتمنون أن توفر لهم أتوبيسات خاصة مجانا أو بسعر تذكرة تناسبهم لأن مكان المتحف الكبير بعيدًا ومكلفًا، مثلما وفرت لهم وزارة الثقافة أتوبيسات لمعرض الكتاب مجانا، وآخرون من الشباب تحدثوا عن أنهم حين علموا أن دخول المتحف مجاني، كان هذا دافعًا ومحفزًا لهم كطلاب كليات الفنون لرؤية ومقابلة فناني من دول عربية.
الجانب الفني
في جولتنا بين قاعات العرض المشاركة بـ" آرت كايرو"، وهى30 قاعة عرض مصرية وعربية و900 عمل فني و280 فنانًا ونحاتًا، رصدنا لكم انطباعًا عامًا وليس تفاصيل، نظرًا لأن فترة العرض أربعة أيام فقط ولا تكفي كافة الأعمال.
من الجانب الفني، لاحظنا أغلبية الأعمال المعروضة تميل إلى الاتجاه الفني التعبيري التعبير الحر دون قيد في توزيع العناصر باللوحات، وعودة لفن الرسم كفن مستقل بذاته، وعودة مبشرة جدا للاتجاه الواقعية التي أظهرت إمكانية الفنانين في الالتزام بالواقع وهي إحدى المدارس الفنية التي كادت أن تتلاشى.
وندرة الاتجاه الفني التجريدي، وهذا مؤشر مهم، يحسب لفناني الشرق الأوسط أنهم عادوا لفن الرسم وحين يتطور الفنان يذهب إلى التعبيرية والتأثيرية، إلا أنه حين يصل إلى التجريدية يعود إلى الأصل وهو فن الرسم.




وعودة أخرى تثير تساؤلات حول استعادة الفنانين للوحات الألوان الزيتية، رغم غلاء أسعار الخامة عالميًا، وعدد محدود للوحات المنفذ بخامة الأكريليك. أما الموضوعات الفنية باللوحات فكانت عن الإنسان والإنسانية والمرأة وقضاياها والمشهد المكاني والطبيعية وعناصر هندسية في مسارات خيالية أقرب الىسريالية الفكر وتناول تعبيري، وموضوعات أخرى، أما المنحوتات فكان التجريد والتبسيط والاختزال، هو اللغة الأكثر شيوعًا مع تنوع وتعددية الخامات، وقلة مميزة من المنحوتات كان الإنسان والمرأة مركزا للتعبير .




7 منصات للحوار
أحد أهم إنجازات ونجاح فعالية "آرت كايرو" هو برنامج "منصة الحوار" وهي مجموعة لقاءات تهدف إلى توحيد الجهود ومد جسور التعاون بين المبدعين من الفنانين والمؤسسات المعنية بالفن بمصر والعالم العربي. وهذه المنصة الحوارية إضافتها لجنة الأمناء الجديد والمكون من كبار المعنيين بشأن الفن التشكيلي. أدارت أغلب المنصات بكفاءة الأستاذة فاتن كنفاني مدير قاعة عرض " آرت توك" مؤلفة كتاب "الفن الحديث بين الهوية والاستقلال (1850 – 1936)، والأستاذة" سعيدة الحركانى "مستشارة فنية، وآخرون، وطرحت عدة قضايا مهمة جدًا من أجل الوصول إلى مؤتمر إقليمي كبير تطرح فيها القضايا الشائكة الخاصة بالفن.
المنصة الأول: مع أبرز جامعى الأعمال الفنية وتتطرق النقاشات حول بداياتهم مع جمع الأعمال الفنية والخبرات التي اكتسبوها وكيف بدء شغفهم بجمع الأعمال والدافع وراء اقتنائهم هل هم فقط متذوقو فن أم اقتناء الفن كاستثمار.
المنصة الثانية: عن وظيفة قاعة العرض وأهميتها بالنسبة لترويج للفنان، وتحدث فيها أربع من مسيلي القاعات عن كيفية اختياراتهم للفنانين وعن وسائل الدعاية التي يقدموها للفنان في السوق المحلى والعالمي، كما تحدثوا عن أهمية التحول الرقمي في الترويج لفنانينهم.

المنصة الثالثة: عن التمويل ورعاية الفن، حيث إن رعاة الفن التشكيلي لهم دور مهم في تمويل إصدارات الكتب الفنية لدعم الثقافة الفنية والتي بدورها تقدم للفنان الجانب الثقافي الذي يدعم فنه.
المنصة الرابعة: جمعت حضور أربعة من الفنانين العرب وكان نقاشًا عن حرية الإبداع لدى الفنان في التعبير عن القضايا العالمية من أجل أن يخرج الفن عن نطاق الجغرافي ويصبح لغة عالمية دون ترجمة، ومنح الفنان مساحات من الانتقاد.
المنصة الخامسة: عن الأجيال الجديدة من جامعي الأعمال الفنية وكيفية اختياراتهم للأعمال وعن المشاكل التي وقعوا فيها، وتحدثوا عن إشكالية عدم وجود كتالوجات موثقة للأعمال الفنية لرواد الفن المصري وسبق لهم شراء أعمال فنية اكتشفوا بعد شرائها أنها ليست أعمالًا أصلية وهذا بسبب أمرين، الأول تتطور أساليب التزوير وتزييف أعمال كبار الفنانين، والأمر الثاني، يرجع لنقص ثقافة المقتنى وقراءته عن الفنان واطلاعه قبل عملية الشراء.


المنصة السادسة: عن إدارة الممتلكات أو مشاكل الإرث الفني لدى أسرة الفنان بعد رحيل الفنان ونقص التوثيق والأرشيف، وكيفية الترويج وإدارة هذا الإرث بما يليق باسم الفنان وتاريخه.
المنصة الأخيرة: بعنوان" هنا القاهرة مصر الآن وغذاء "حلقة نقاشية مفتوحة وكان بحضور الفنان وليد قانوش رئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة ومديري قاعات العرض وجامعي الأعمال الفنية وتبادل الأفكار لوصول إلى أرضية مشتركة حول ما يوحد كل الأطراف لصالح الفن والفنانين.



