عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

"ذا ديبلومات": على واشنطن أن تخوض "حرب الرقاقات" مع بكين بطريقتها الخاصة

رأت دورية "ذا ديبلومات" الأمريكية، المتخصصة في الشؤون الآسيوية، أن "حرب الرقاقات" الدائرة بين الولايات المتحدة والصين ،دفعت واشنطن لتبني نهج مشابه لنهج بكين فيما يتعلق بتقديم تسهيلات ودعم لمجالات اقتصادية محددة، مؤكدة ضرورة أن تلتزم الولايات المتحدة بنموذجها الخاص (السوق الحرة والمنافسة المفتوحة) وليس من خلال نسخ النموذج الصيني.



وأشارت "ذا ديبلومات" – في تقرير لها تحت عنوان "مستقبل حرب الرقاقات بين الولايات المتحدة والصين" – إلى أن الولايات المتحدة صعّدت، في العام الماضي، من منافستها مع الصين في صناعة أشباه الموصلات، ففي أغسطس الماضي، وقعت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قانون "الرقاقات والعلوم" (CHIPS and Science Act)، وهو سياسة صناعية بقيمة 52.7 مليار دولار تهدف إلى تعزيز البحث ودعم مرونة سلسلة التوريد وتنشيط إنتاج أشباه الموصلات في الولايات المتحدة.

وأضافت أنه في أكتوبر الماضي فرضت الإدارة الأمريكية أكثر القيود شمولية حتى الآن على صناعة تصنيع الرقائق في الصين، إذ تعمل هذه المجموعة الجديدة من القيود على تقييد بيع الرقائق المتقدمة إلى الصين، مما يحرم الصين من القوة البرمجية التي تحتاجها لتقنيات الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع.

وأشارت إلى أن تقرير المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني الذي صدر بعد أيام من إعلان الولايات المتحدة أحدث ضوابط تصدير أشباه الموصلات، حدد الصراع التجاري الحالي مع الولايات المتحدة باعتباره "ساحة المعركة الاقتصادية الرئيسية" وتعهد بـ "تحقيق قوة ذاتية عالية المستوى للتكنولوجيا والاستقلال الذاتي"، ولتحقيق هذا الهدف ستقوم الصين بتعبئة وتركيز جميع القوى "لمهاجمة الاختناقات التكنولوجية" و"كسب حرب قهر التقنيات الأساسية".

وأوضحت "ذا ديبلومات" أنه بالنسبة للرئيس الصيني شي جين بينج، فإنه لم يعد أمام الصين من بديل سوى الابتعاد عن نظام الابتكار القائم على السوق إلى تخطيط الابتكار الوطني القائم على الأمن، ومع ذلك فإن التخطيط الاقتصادي القائم على المخاوف الأمنية بدلا من الجدوى الاقتصادية قد يؤدي إلى تشوهات اقتصادية طويلة الأجل. ولفتت الدورية الأمريكية إلى أن العديد من مراقبي الاقتصاد الصيني يعتقدون أن الصين لديها موارد كافية لتحمل تكاليف التجربة والخطأ حتى تحقق النجاح، موضحة في الوقت نفسه أن السياسة الصناعية الصينية الموجهة نحو الأمن ستؤدي إلى اختراقات فردية في فترة وجيزة، لكنها لن تؤدي إلى طفرة إنتاجية على نطاق الاقتصاد على المدى الطويل؛ "إذ سيؤدي الفساد والاحتيال على نطاق واسع إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية الهيكلية في الصين".

وترى "ذا ديبلومات" أن قانون "الرقاقات والعلوم" الأمريكي الذي صدر مؤخرا، غير فعال في استبعاد الصين من سلسلة القيمة العالمية لأشباه الموصلات تماما بسبب دور الصين كسوق مهم، كما أن السياسة الصناعية الأمريكية ستضر بالقدرة التنافسية للولايات المتحدة حيث ستشجع عمالقة أشباه الموصلات في العالم على "نزع أمريكا" من سلسلة إنتاج أشباه الموصلات.

وقالت الدورية أن العديد من مصنعي الرقائق في الولايات المتحدة يفكرون في بناء أحدث المعامل والمصانع المتطورة في آسيا، باستخدام المعدات الأمريكية المنتجة في الخارج ومعدات الطباعة الحجرية ASML والتي بمقدورها تزويد العملاء الصينيين باحتياجاتهم وتجاوز الرقابة التنظيمية الأمريكية في هذا المجال.

واختتمت الدورية الأمريكية بأنه لا ينبغي لخطط الاستثمار الضخمة لبكين أن تخيف واشنطن، وتجعلها تنسخ بشكل أعمى نهج الصين؛ بل يجب أن يكون لدي واشنطن الشجاعة والثقة بالنفس للتشبث بأساليبها الخاصة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز