عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
يوم الشهيد
البنك الاهلي
رسائل بعلم الوصول.. الرئيس السيسي: هذه أبعاد المؤامرة والقياس الخاطئ

رسائل بعلم الوصول.. الرئيس السيسي: هذه أبعاد المؤامرة والقياس الخاطئ

رسائل واضحة ومُباشرة بعلم الوصول، لا تخطئها عين، بعث بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، خلال الندوة التثقيفية 37 للقوات المُسلحة بمناسبة يوم الشهيد. 



 

تحدث الرئيس بشفافية، عن المؤامرة التي استهدفت تفكيك الدولة المصرية من الداخل، عن سيناء التي استهدف الخبثاء، خطف شمالها؛ بانتزاعها من سيطرة الدولة المصرية، عن بداية المخطط وأبعاده، والتضحيات التي بذلت من دماء وأرواح وعرق وجهد، للحفاظ على استقرار الدولة واستعادة مكانتها.

 

الرسالة الأولى:

التي تضمنتها فعاليات الندوة التثقيفية الـ37، ولخصها الرئيس في كلمته: مهما كانت الصعوبات والتحديات فإن مصر بفضل الله قادرة على عبورها.

وكثيرة هي التحديات التي عبرتها مصر، بفضل الله، وما أنعم به على شعب مصر، من وعي وصلابة وتلاحم في أوقات الأزمات.

 

ليس هناك أخطر من مواجهة الإرهاب التي استهدفت البلاد في السنوات العشر الأخيرة، والتي انتصرت مصر بقيادة حكيمة وقوة جيشها وشرطتها ومؤسساتها، رغم الثمن الكبير الذي دفعه رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه من أرواح الشهداء، ودماء المصابين، وعرق وجهد في جبهات القتال.

الرسالة الثانية:

قياس أداء الدولة المصرية وقدرتها على الإنجاز بالأزمة الاقتصادية الحالية، قياس خاطئ يظلم القياس ذاته.

نعم هناك أزمة اقتصادية، وصعوبات معيشة يواجهها المواطن المصري، جزء من أزمات اقتصادية عالمية، ناجمة عن آثار جائحة كورونا، والحرب الروسية- الأوكرانية، وغيرها من تحديات داخلية.

أحد التحديات الداخلية، يتمثل في نفقات الحرب ضد الإرهاب، وآثار الهزات السياسية التي تعرضت لها البلاد في 2011، وما بعدها.

 

الحرب ضد الإرهاب وحدها امتدت 90 شهرًا، يقول الرئيس: كلفة الشهر الواحد اقتصاديًا مليار جنيه، ما يعني أنه إلى جانب الثمن الأغلى الذي دفع من أرواح الشهداء ودماء المصابين، فإن الثمن الاقتصادي تجاوز الـ90 مليار جنيه.

 

الرسالة الثالثة:

لم يكن الإرهاب- الذي استهدف مصر وشمال سيناء- وليد لحظة تاريخية أو صدفة، بل مؤامرة مكتملة الأبعاد، كان الهدف منها تفكيك الدولة من الداخل وانتزاع شمال سيناء من الدولة المصرية.

 

وعن هذه المؤامرة كشف الرئيس ما خلصت إليه اجتماعات تقييم الوضع الأمني في شمال سيناء، عام 2007- كان حينها الرئيس السيسي نائب رئيس المخابرات الحربية- تلك الاجتماعات التي حضرها اللواء مراد موافي رئيس المخابرات حينها، واللواء حسن عبد الرحمن رئيس جهاز أمن الدولة.

 

وكشف الرئيس السيسي، أن المؤامرة بدأت في العام 2005، وما تلاه من أعوام في تأسيس بنية تحتية للإرهاب في شمال سيناء، من مخازن سلاح وقنابل وبنية بشرية، وتزايد ذلك 2008، و2009، وكان الأمر يتطلب تدخلًا عسكريًا من الجيش والشرطة لتفكيكها، لكن لم يحدث؛ لاشتراطات اتفاقية السلام.

واتفاقية السلام مع إسرائيل، تحدد القوات في المنطقة (ج)، بقوات الشرطة المدنية المسلحة بأسلحة خفيفة فقط.

لتنكشف أبعاد المؤامرة، يقول الرئيس: "مع انشغال الناس بالميادين عام 2011، اتضحت أبعاد المؤامرة كافة، المتمثلة في القضاء على تواجد الدولة المصرية في شمال سيناء، فتم استهداف أقسام الشرطة ومديريات الأمن ومؤسسات الدولة، لإعلان ما أسموه “ولاية سيناء”، وبدأ ما أسموه القضاء الشرعي".

فالمخطط والمؤامرة، كان الإعداد لها مُبكرًا بتأسيس بنية تحتية للإرهاب، بهدف الانطلاق منها في التوقيت المناسب، لاقتطاع شمال سيناء، وتحويلها إلى إمارة للإرهابيين خارج سيطرة ونفوذ الدولة المصرية.

 

ولم يكن بإمكانهم تحقيق ذلك، من دون إضعاف الدولة وتفكيكها، وهذا لا يمكن أن يحدث لعدوان مباشر من الخارج، فكل تجارب التاريخ تؤكد أن العدوان على مصر يزيد من لُحمة شعبها وتوحده، فليس أفضل لدى أعداء مصر من محاولة تفكيكها من الداخل، لكن الله تعهد بحفظ مصر، ورزقها برجال مخلصين صادقين، وشعب واعٍ محب لوطنه.

نعود لرواية الرئيس عبدالفتاح السيسي القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس الجمهورية: "قلت لسيادة المشير حسين طنطاوي، رحمه الله، لا بد من تدخل عسكري، لأن الأمر خرج عن السيطرة، وقد تُنفذ التنظيمات الإرهابية عمليات ضد إسرائيل فترد عليها ويتعقد الأمر، وقد يكون هذا أحد أهداف هذه التنظيمات".

 

وهنا ينظر الرئيس برؤية عميقة لأهداف بناء بنية للإرهاب في شمال سيناء، فقد يكون إلى جانب أهداف من خلفهم من استهداف جزء غالٍ من جسد الوطن؛ خلق ذريعة لإسرائيل- بدفاعها عن نفسها- لاستهداف جزء من سيناء، وعندها يعود الصراع المسلح بين مصر وإسرائيل.

 

وهنا تظهر حكمة القائد وحسمه للأمور، بقرارات قاطعة، فقد بدأ الرئيس السيسي حربه ضد الإرهاب، للقضاء عليه وتطهير سيناء، وألمح للتاريخ أنه تواصل مع إسرائيل بشأن الدفع بقوات خارج نصوص اتفاقية السلام في المنطقة (ج)، وتفهمت إسرائيل ذلك.

 

وانتصرت مصر على الإرهاب، وفي الوقت ذاته في معركة التنمية، وأحبطت المؤامرة بإحباط أهداف الإرهاب.

 

فأحد أهم أهداف القوى والدول المعادية التي تقف خلف مؤامرات استهداف مصر، هو استنزاف قدرات الدولة المصرية، في حرب ضد الإرهاب، تزعزع الاستقرار وما يتبعه من تعطيل التنمية، وإنهاك الاقتصاد، وضرب السياحة فتتقلص موارد موازنة الدولة، وتزداد حياة المواطنين صعوبة، وتتلاشى الإنجازات التنموية فيتم إثارة الجماهير، وتدمير الدولة من الداخل بموجة غضب ثوري.

 

وهنا تأتي الرسالة الرابعة: 

كان أمامي خياران، يقول الرئيس: الأول أن نشرك الشعب في هم محاربة الإرهاب، ونحشد الرأي العام إعلاميًا، فالمعركة كبيرة والتضحيات كبيرة، والثمن كبير، والرأي السياسي يرجح ذلك.

 

الثاني: أن نُسرع الخطى في طريق التنمية، إلى جانب محاربة الإرهاب لتحقيق نجاحات في بناء الدولة واستعادة كرامتها وقوتها وقدراتها.. فكان الخيار الثاني وبفضل الله نجحنا.

 

وهنا ينوه الرئيس إلى أنه كقائد كان بإمكانه حشد طاقات الدولة لمعركة الحرب ضد الإرهاب فقط، وهي كافية لتبرير عدم تحقيق إنجازات تنموية، فالدولة في حرب مصيرية تستهدف بنيانها وتستنزف اقتصادها، لكنه اختار الخيار الأمثل الذي يبني دولة حديثة قوية بإصلاحات جذرية وإنجازات تنموية، مع تحقيق نجاحات في القضاء على الإرهاب، وبذلك يحقق هدف بناء الدولة الحديثة واستعادة مكانتها وقدرتها ويحبط هدف الإرهاب.

 

الرسالة الخامسة:

تفكيك الدول من الداخل أقل كلفة للأعداء، فاحذروا تكرار ما حدث من قبل، علينا أن نكون أكثر صلابة، لأن التحديات كبيرة، وبناء دولة واستعادة مكانتها ليس يسير، بل يحتاج جهدًا ومعاناة وتضحيات.

 

بالفعل التحديات كبيرة، ولن تنتهي، علينا أن نزداد وعيًا لنزداد صلابة في مواجهة التحديات، يقول الرئيس: "الحمد لله نجحنا في القضاء على الإرهاب والتنمية معًا، وكان ثمن ذلك كبيرًا من الدماء والجهد، وعلينا أن نكون أكثر صلابة، لأن التحديات كبيرة، وبناء دولة واستعادة مكانتها ليس يسيرًا، بل يحتاج جهدًا ومعاناة وتضحيات".

 

كثيرة هي الدول التي تعرض بنيانها لشروخ عميقة، وانهيارات لمؤسساتها، ولم تبرأ بعد من جراحاتها، وبفضل الله مصر نجت واستعادت قوتها، فلا سبيل لأي مغامرة تعرضها لهزات من جديد، فعندما تهتز الدول وتتعرض لشروخ في بنيانها، تنفذ الأفاعي للداخل لتلدغ شعبها لدغات مميتة، وتنشر الفوضى والمليشيات.

 

الرسالة السادسة:

ستحتفل مصر في شمال سيناء قريبًا بتنميتها بعد أن نجحنا في تطهيرها من الإرهاب، وسيقام معرض يوثق بطولات الحرب، وكذلك أسلحة التنظيمات الإرهابية وصور وأسماء كل من تواجد من الإرهابيين الذين لم تمنعهم جحورهم من قبضة قواتنا المسلحة وشرطتنا ومؤسسات الدولة المصرية.

 

وهنا الاحتفال بالتنمية، التي سعى أعداء الوطن لسنوات لعرقلتها، سيناء ستتحول إلى جنة على أرض مصر بإذن الله، تحتضن ملايين المصريين، وتثمر الخير لشعب مصر.

 

الرسالة السابعة:

السلاح صاحي، ونعلم أنه مع كل إعلان عن تطهير سيناء من الإرهاب ومشروعات تنميتها الشاملة، يسعى الأعداء لاستقدام عناصر من الخارج لتنفيذ أي عمل إرهابي، ليبعث برسالة كاذبة أنهم ما زالوا موجودين.

 

وهنا رسالة للأعداء: نعلم خطتكم، ونسمع مؤامراتكم، وإن شاء الله يُرد كيدكم في نحوركم، بحفظ الله ويقظة أجهزة الدولة وقواتها المسلحة.

 

الرسالة الثامنة:

أعلموا أولادكم في البيوت والمدارس والجامعات، أن بناء الدولة واستعادة قوتها باهظ الثمن، وأن استعادة استقرار مصر وأمنها دفع شهداء من أرواحهم ودمائهم ثمنه باهظًا، علموهم أن تدمير الأوطان من الداخل بأيدي أبنائها هدف الأعداء، فهو أيسر لديهم وأقل كلفة، وعلم يدرس، ويجب مواجهته بالعلم والوعي والعمل.

 

تحية لأرواح الشهداء، الأحياء عند ربهم يرزقون، فبحياتهم في دار الخلود يحيا الوطن.. تحيا مصر بشهدائها ورجالها المُخلصين وبوعي وصلابة شعبها.

 

[email protected]

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز