مسؤول بالخارجية الصينية: الوساطة بين الرياض وطهران وفر منفذًا للحد من التوترات
منذ أن أعلنت إيران والسعودية الجمعة استئناف علاقاتهما الدبلوماسية المقطوعة منذ 2016، بعد مفاوضات قادتها الصين، توالت ردود الفعل العربية والدولية حول أثر هذا الاتفاق، والذي يعكس الدور الإيجابي الذي تقوم به الصين في الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

وخلال صالون صحفى نظمته عصر أمس، جمعية الدبلوماسية العامة الصينية بالعاصمة بكين، أشاد الحضور المشاركين من وسائل الاعلام العربية والأجنبية خلال مناقشة مفتوحة بالدور الهام الذي لعبته بكين فى الوساطة بين الجانبين، مؤكدين على العلاقات الودية الواسعة التي تجمع الصين بمختلف الدول فى منطقتنا العربية والمزايا الدبلوماسية التي تتمتع بها بكين في التعامل مع النقاط الساخنة والقضايا الحساسة في الشرق الأوسط.

وأستعرض السفير وانغ دي مدير عام إدارة غرب آسيا وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية الصينية، خلال الصالون الصحفى نتائج المحادثات بين الجانبين والموقف الصيني الثابت تجاه قضايا المنطقة ، لافتا الى أن الوساطة الصينية الناجحة بين المملكة العربية السعودية وإيران لم تكن مصادفة. فقد تمسكت الصين منذ فترة طويلة بموقف عادل وصادق، الشيء الذي جعلها تصبح وسيطا تثق به جميع الأطراف.
وقال وانغ إن الإعلان عن استعادة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية، الذي صدر يوم الجمعة في بيان مشترك مع الصين، قد لاقى ترحيبا واسعا في جميع أنحاء العالم باعتباره نصرا للسلام والحوار.
وقد رحبت دول وأطراف و منظمات دولية بهذا الاتفاق، ابرزها جامعة الدول العربية.
وأكد مسؤول وزارة الخارجية الصينية، إن الانفراج الذي توسطت فيه بكين وفر منفذًا للحد من التوترات الإقليمية في الشرق الأوسط.
وقال مدير عام إدارة شؤون غرب آسيا وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية الصينية "الحوار يقدم مثالا لدول الشرق الأوسط لحل النزاعات والخلافات وتحقيق علاقات حسن الجوار من خلال الحوار والتشاور، واصفا اياه بأنه خبر مبشر يبعث الأمل ويبث بشرى من الأخبار السارة للعالم المضطرب الحالي.
وأضاف وانغ دي ، بان الاتفاق يوضح تمامًا أنه بغض النظر عن مدى تعقيد الازمات و حدة التحديات ، فإن هناك حلولا مقبولة للطرفين يمكن التوصل اليها ، طالما تم إجراء الحوار على قدم المساواة ، وبروح الاحترام المتبادل.
قائلا : "إن نجاح هذا الحوار ... يظهر أن الناس يرغبون في السلام والتنمية. ويظهر أنه مهما كانت القضايا صعبة ... يمكننا أن نجد مساحة جديدة للحوار "
وأشار إلى ان الصين سبق وأن طرحت مبادرات عملية في مجال الأمن العالمي تحترم وتراعي مصالح جميع الأطراف، مشيرا الى ان بلاده ليس لديها تاريخ من الاستعمار أو التدخل في شؤون الشرق الأوسط وليس لديها دافع خفي للمساعدة في تحقيق هذه الاتفاقية.
وأفاد أن دولا إقليمية مثل إيران والسعودية تنظر إلى الصين الآن كمقدم للحلول الأمنية عند السعي لإحلال السلام، وان الاتفاق سوف يكون له تأثيرات ايجابية على الملفات الاخرى الشائكة فى المنطقة من بينها الحرب فى اليمن.
وعن الدور الذي يمكن ان تلعبه الصين فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية قال ان بلاده مستمرة بدعم مساعي التواصل إلى حل عادل يعيد الحقوق المشروعة والوطنية لشعبها"
قائلا: الاتفاق الذي تم بين البلدين يثبت أن مشروع السلام الشامل من قبل الصين يعمل من أجل السلام والاستقرار العالميين ، وبإن الطريق لذلك هو الحوار.
واضاف : "إن أي جهد تقوم به الصين سيبذل على أساس احترام الدول المعنية ، ما نفعله هو المساعدة وليس التدخل".
وتابع : "الدبلوماسية تتعلق بالتسوية ... لقد أوفت الصين ، بصفتها وسيطًا موثوقًا به ، بواجباتها في الدعم كوسيط. وإذا لم تكن المملكة العربية السعودية وإيران تعتقدان أن الصين صديق موثوق فلن يأتيا إلى الصين للحوار. وإذا لم يجدا مثل ذلك وسيط من الصعب جدًا إيجاد حوار ".
وفيما يتعلق بالصراع الأوكراني الروسي ، أكد وانغ إن الصين تفضل الحوار على التدخل العسكري.
قائلا : "تعتقد الصين أنه من المهم إجراء حوار على أساس التشاور. والتوافق الذي سيتم التوصل إليه عن طريق الحوار مستدام. أما التدخل العسكري سيؤدي إلى مشاكل أخرى."
"بالنسبة لأوكرانيا ، ستكون الصين دائمًا إلى جانب السلام ... ندعو الأطراف إلى التحلي بالهدوء وضبط النفس ، وقد طالبنا بحل لهذه القضية.
و ردا على سؤال يتعلق بتأثير الاتفاق على سوق الطاقة العالمى قال وانغ دي ، إن التوسط في اتفاق بين إيران والسعودية لاستئناف العلاقات الدبلوماسية يمكن أن يساعد في حماية إمدادات الطاقة العالمية.
مضيفا ، فبعد الاتفاق التاريخي بين البلدين ، وكلاهما من الدول الغنية بالموارد ، يمكن أن يساعد تحسن العلاقات في حماية إمدادات الطاقة العالمية وهذا مفيد لجميع البلدان.
قائلا : لقد تعطلت سلاسل إمداد الطاقة مؤخرًا ، مما أدى إلى تفاقم نقص العرض والطلب على الطاقة العالمية ، وبالتالي رأينا تقلبات في أسعار الطاقة العالمية ، مما أدى إلى تقييد نمو الاقتصاد العالمي. و تعد كل من المملكة العربية السعودية وإيران دولتين غنيتين بالموارد في منطقة الخليج ، تقع أيضًا على طول الطرق الاستراتيجية ، التي يمر من خلالها النفط والغاز العالمي ، لذلك أعتقد أن تحسن العلاقات بينهما أمر جيد للسلام والاستقرار الإقليميين.



