عاجل.. سكان فلوريدا يتذكرون لحظات الصراع مع الموت بعد الطوفان التاريخي

كان الماء يرتفع حول سيارتها، وظنت أماندا فالنتين أنها ستموت، وكانت قد تلقت تحذيرًا عاجلًا على هاتفها من الفيضانات المفاجئة، والآن أصبح كل شيء من حولها.

 

قالت فالنتين:"اتصلت بوالدي،" سأموت. كأنني ذاهبة إلى الغرق، "لا توجد وسيلة بالنسبة لي للخروج من هذه السيارة، "ولم يتمكنوا من مساعدتي، اتصلت برقم 911، وقالوا لي إنهم لا يستطيعون مساعدتي، وفي النهاية، فتحت الباب بالقوة ووصلت إلى بر الأمان.

 

كانت أجزاء من جنوب فلوريدا قد بدأت يوم الخميس، بإزالة المخلفات والتنظيف بعد العاصفة غير المسبوقة التي حاصرت فالنتين وسائقي السيارات الآخرين، وتسببت في حدوث فيضانات واسعة النطاق وأغلقت مطارًا رئيسيًا وحولت الطرق إلى أنهار، ولم ترد تقارير فورية عن وقوع إصابات أو وفيات.

 

ولا يزال السكان يخوضون في المياه التي تصل إلى الركبة أو يستخدمون الزوارق  للتنقل في الشوارع يوم الخميس في حي Edgewood في فورت لودرديل، حيث قام عامل تركيب حاجز النوافذ دينيس فاسكيز بسحب بعض ممتلكات جاره على مرتبة قابلة للنفخ إلى سيارة على أرض جافة، لقد فقد هو نفسه جميع ممتلكاته عندما ارتفعت المياه في منزله ليلة الأربعاء.

 

قال بالإسبانية: "لقد ذهب كل شيء"، "لكنني سأعوضها."

في مقاطعة بروارد، حيث بدأت الأمطار يوم الاثنين قبل وصول هطول الأمطار الغزيرة بعد ظهر الأربعاء، عملت أطقم العمل يوم الخميس على تنظيف المصارف وإطلاق مضخات لكسح المياه الراكدة.

 

وأصدرت فورت لودرديل حالة الطوارئ مع استمرار الفيضانات في أجزاء من المدينة. وتعمل أطقم العمل طوال الليل لحضور مكالمات الإنقاذ.

 

 

وقال مطار فورت لودرديل هوليوود الدولي، الذي أغلق مساء الأربعاء، إنه لن يُعاد فتحه حتى الساعة الخامسة من صباح يوم الجمعة بسبب الأنقاض والفيضانات.

 

 

وتم استنزاف كمية كافية من المياه في وقت مبكر من يوم الخميس للسماح للناس بالقيادة في الطابق العلوي - أو طريق المغادرة - لنقل الركاب المنتظرين.

 

لكن مدخل الطابق السفلي، أو طريق الوصول، ظل مغلقًا.

واضطرت شركات الطيران إلى إلغاء أو تغيير الرحلات من وإلى المطار.

 

وقالت متحدثة إن ساوث ويست ألغت نحو 50 رحلة مغادرة حتى صباح الجمعة وقد يرتفع العدد.

 

وقالت إن شركة الطيران تسمح للعملاء بإعادة الحجز على الرحلات الجوية من وإلى ميامي وبالم بيتش دون أي رسوم إضافية.

 

وقالت متحدثة إن شركة فرونتير إيرلاينز نقلت رحلتين من فورت لودرديل إلى ميامي لكنها ألغت نحو 15 رحلة أخرى ذهابًا وإيابًا.

 

كما ألغت شركة Allegiant Air بعض الرحلات الجوية وغيرت مسار رحلات أخرى إلى مناطق تامبا وأورلاندو وبونتا جوردا.

تم إلغاء أكثر من 650 رحلة في فورت لودرديل يوم الخميس، وفقًا لـ FlightAware.

 

وقررت مدارس مقاطعة بروارد في البداية الفصول الدراسية يوم الخميس، وقف الدراسة بما في ذلك الأنشطة بعد المدرسة والأنشطة اللامنهجية، بعد أن غمرت المياه الممرات والفصول الدراسية في بعض المدارس.

 

وأعلن المسؤولون في المساء أن المدارس ستظل مغلقة يوم الجمعة. تمت استعادة الخدمة في قطار الركاب فائق السرعة بجنوب فلوريدا، برايت لاين، بعد إغلاقه لفترة وجيزة مساء الأربعاء.

 

قال مسؤولون إن الصليب الأحمر أقام منطقة انطلاق لمساعدة السكان الذين غمرت منازلهم بالبطانيات والقهوة.

 

وظلت قاعة مدينة فورت لودرديل مغلقة يوم الخميس بسبب الفيضانات في الطابق الأرضي وانقطاع التيار الكهربائي.

 

كما تم إغلاق نفق يحمل طريق الولايات المتحدة رقم 1 تحت نهر وشارع رئيسي في وسط مدينة فورت لودرديل، إلى جانب بعض المنحدرات المؤدية إلى الطريق السريع 95.

 

 

قال سائق الشاحنة كيث هيكمان إنه رأى سيارات مهجورة "تطفو مثل القوارب" في شوارع فورت لودرديل.

وأضاف: "كانت هناك مئات السيارات في الأعلى والأسفل هنا"، "كان لا يصدق، ولم أر قط سيارات تصطدم ببعضها البعض وتطفو. وكانت الشاحنة ستأتي ويدفع الاصطدام السيارات إلى السيارات الأخرى وكانت تطفو للتو، لم أرَ شيئًا كهذا من قبل ".

 

في حي سيسترينك في فورت لودرديل، ارتدت  بوببيو بوندر، البالغة من العمر 74 عامًا، ملابسها لدفع دراجتها في آخر كتلة إلى Ray's Market للحصول على حوالة مالية لفاتورة الإنترنت الخاصة بها، ووجدتها غارقة ومغلقة.

 

وطفت أكياس من رقائق البطاطس وشيتوس في قدم من الماء بينما كان العمال يحاولون التنظيف.

 

وقالت بوندر، التي تعيش في شقة بالطابق الثالث، إنها لا تعتقد أن الفيضان سيكون بهذا السوء حتى حاولت ركوب دراجتها، وكانت تحاول إبقاء الفيضانات في نصابها، ومقارنتها بالأعاصير التي ضربت ولايات أخرى مؤخرًا، مما أسفر عن مقتل العشرات من الأشخاص.

 

وقالت: "نحن محظوظون - مات الكثير منهم".

في حي إدجوود، قال كريستوفر ألفونسو وتوني مانديكو، الجيران منذ 50 عامًا، إن منازلهم من المحتمل أن تكون خسائر كلية.

قال ألفونسو : "تلك العاصفة، هبت علينا لساعات وساعات وساعات".

 

وقال مشيرًا إلى المنازل المكتظة بإحكام مع ساحات صغيرة، "كل هذا الإسفلت والخرسانة ولا يوجد عشب - لم يكن هناك مكان جاف يذهبون إليه".

قال كلاهما إن المنطقة لم تغمرها المياه بشدة حتى حل نظام الصرف الصحي محل خزانات الصرف الصحي قبل 10 سنوات، مما يجعل بعض الشوارع أعلى من غيرها ويوجه الأمطار إلى الطرق المنخفضة.

قال شون بهاتي، خبير الأرصاد الجوية في خدمة الأرصاد الجوية الوطنية في ميامي، إن المنطقة تلقت "كمية غير مسبوقة" من الأمطار وأظهرت بعض المقاييس ما يصل إلى 63.5 سم من الأمطار.

 

وقال بهاتي: "بالنسبة إلى السياق، في غضون فترة ست ساعات، فإن المبلغ الذي انخفض هو احتمال واحد من كل 1000 في غضون عام معين"، "لذا فهو حدث تاريخي للغاية."