عاجل
الخميس 13 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
رمضان مضى.. والصيام باقٍ 

رمضان مضى.. والصيام باقٍ 

سرعان ما مضى رمضان وودعنا شهر الرحمة والغفران، بعد أن سكن بداخلنا وهذب نفوسنا وطمأن قلوبنا لمدة شهر كامل، ورغم ذلك يعتقد البعض أنه بانتهاء الشهر الفضيل تنتهي علاقتنا بعبادة الصوم، الأمر الذي وجب توضيحه في السطور القادمة، من خلال استعراض مفهوم ومعنى الصيام وأنواعه وفضله وأحكامه.



الصوم ركن من أركان الإسلام الخمسة، وهو الإمساك عن المفطرات والامتناع عن الاستجابة لما هو مباح من الشهوات "البطن، الفرج"، منذ طلوع الفجر حتى غروب الشمس، بنية التقرب إلى الله.

 

للصيام أنواع كثيرة ومتعددة. النوع الأول هو صوم "الفرض" والمقصود به صيام شهر رمضان الذي يعد فريضة من فرائض الإسلام، حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم.. "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" صدق الله العظيم.

 

أما النوع الثاني فهو صوم "النذر" عندما يقوم الإنسان بنذر الصيام وجب عليه إتمامه ككفارة أو صيام رمضان، وإذا فطر فيها الناذر فعليه الاستغفار وتعويض ذلك اليوم.

 

ويأتي النوع الثالث من خلال صوم "الكفارات"، وهي واجبة التنفيذ على سبيل المثال لا الحصر.. "كفارة اليمين، وكفارة جماع الزوجين في نهار رمضان، وكفارة القتل الخطأ".

 

والنوع الرابع صيام القضاء، وهو صوم الأيام التي أفطرها المسلم في رمضان، ولا يجوز تأخيرها إلى رمضان آخر دون عذر مقبول.

 

بينما النوع الخامس صيام التطوع "النوافل" كل ما كان غير الفريضة يسمى تطوعا، كما أنه ليس بواجب أو إلزامي، ولكن يؤجر من قام به وليس حرام تركه، مثل :

- صيام الأيام البيض وهي "١٣، ١٤، ١٥" من كل شهر قمري.

- صيام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع.

- صيام ستة أيام من شهر شوال.

- صيام يوم وقفة عرفات لغير الحجاج.

- صيام يوم عاشوراء.

- صيام يوم وإفطار يوم.

كما تم ذكر الصيام في مواضع كثيرة بالقرآن الكريم والأحاديث الشريفة، لما له من أهمية وفائدة وفضل كبير وثواب عظيم. كما يعد من أفضل الأعمال وأحب العبادات إلى الله، حيث إنه وقاية في الدنيا من الوقوع في المعاصي والشهوات بالإضافة إلى أنه وقاية من العذاب والنار في الآخرة، كما أن الصيام من الأعمال التي يكفر الله بها الخطايا والذنوب ويتحقق من خلاله أجر الصبر، فضلا على أنه يشفع للصائم يوم القيامة.

 

الصيام من أسباب دخول الجنة حيث إن "باب الريان" أحد الأبواب الثمانية بالجنة، وهو مخصص لدخول الصائمين، وقد وعد الله- عز وجل- الصائم بالمغفرة والأجر العظيم، كما أن للصائم فرحتين، الأولى إذا أفطر والثانية عند لقاء ربه، كما أن رائحة فم الصائم عند الله تبارك وتعالى أطيب من رائحة المسك، بالإضافة إلى أن الصيام ينقي ويطهر قلب الصائم ويجعل دعاءه مستجابا.

 

للصيام دروس عظيمة مستفادة منها: قوة الإرادة والصبر والتحمل وتهذيب وتربية النفس على الجود وفعل الخيرات، بالإضافة إلى توحيد صفوف المسلمين والانضباط الذاتي، والإحساس بالفقراء والمحتاجين، وللصيام آثار إيجابية على صحة الصائم.

 

وفي النهاية أؤكد على الجميع أنه رغم استثماراتنا في شهر رمضان من أعمال مثل: "قراءة القرآن الكريم، والصيام، والزكاة، والصدقة، والصلاة، وإحياء ليلة القدر، وصلة الرحم وغيرها من أشكال العبادات المتعددة"، إلا أن عبادة الصيام مستمرة على مدار العام بأنواعها المختلفة. وعلينا أن نستثمر هذه العبادة في التقرب إلى الله عز وجل، والارتقاء إلى أعلى درجات التقوى.. حقا شهر رمضان قد مضى.. ولكن الصيام باقٍ.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز