قرارات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين تقديم الدعم لدول الجوار السودانيين
شاهيناز عزام
أصدر مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين في جلسته المستأنفة، برئاسة مصر التي تتولى رئاسة الدورة الحالية لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري، عدة قرارات مهمة متابعته لتطورات الوضع في السودان، واستذكر البيان رقم 252 الصادر عن دورته غير العادية التي عقدت بتاريخ 16 من شهر إبريل الماضي، وبعد الاستماع إلى مداخلات رؤساء الوفود.
ربما يعجبك
وأصدر المجلس خمسة عشر قراراً، هى الدعوة إلى الوقف الفوري لكافة الأعمال القتالية، دون قيد أو شرط، وتعزيز الالتزام بالهدنة، سعياً نحو عدم تفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية للشعب السوداني، والحفاظ على مكتسباته وسلامة الدولة السودانية ومؤسساتها ومنشآتها. مع اتفاقية الإدانة بأشد العبارات استهداف المدنيين والمنشآت المدنية وبخاصة الطبية منها، وقتل المدنيين أيا كانت جنسياتهم، والتحذير من مغبة وتداعيات تلك الأعمال التي تؤدي إلى زيادة حدة الصراع، وتعد انتهاكا خطيرا للقانون الدولي الإنساني، وفي هذا الصدد، الترحم على أرواح الشهداء السودانيين وغيرهم الذين فقدوا حياتهم جراء النزاع، والتقدم بأحر التعازي لذويهم.
المطالبة بالحفاظ على حرمة البعثات الدبلوماسية وسلامة وأمن الأطقم العاملة بها، اتساقاً لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لسنة 1961 والتحذير من أي مساس بها بما يعد انتهاكا لقواعد القانون الدولي، ويتحمل مسؤوليته كل من يتورط في تلك الأفعال الشائنة.
وأعرب مجلس جامعة الدول العربية ببالغ الحزن والأسى، عن خالص التعازي لمصر حكومة وشعباً، في استشهاد المرحوم محمد الغراوي، مساعد الملحق الإداري بالسفارة المصرية في الخرطوم.
وقدم المجلس الشكر للسلطات السودانية لتنسيقها وتأمينها وتوفيرها الظروف المواتية لإجلاء أفراد البعثات الدبلوماسية والرعايا العرب والأجانب بسلام وحرفية في ظل ظروف أمنية معقدة، والإشادة بالجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية ومصر والاردن والامارات والجزائر والمغرب في إجلاء رعاياها ورعايا عدد من الدول العربية وعدد من المدنيين والدبلوماسيين والمسؤولين الدوليين وتأكيد ضرورة الحفاظ على المصالح المشتركة بين السودان والدول العربية.
ودعا المجلس إلى اخلاء المستشفيات والمرافق المدنية من أي قوات أو مظاهر عسكرية، وفتح المجال أمام الأعمال الاغاثية، والمساعدات الإنسانية لجميع المدنيين السودانيين والمقيمين بالسودان.
وأكد المجلس استعداد الدول الأعضاء لتوفير جميع أشكال الدعم الإنساني الطارئ والمساعدات الطبية والغذائية، من خلال المجالس الوزارية المتخصصة وبالتنسيق مع الجهات السودانية الوطنية والمنظمات الدولية والإقليمية.
ونوه المجلس بمبادرة الرئيس عبد المجيد تبون رئيس الجزائر، بصفته رئيس القمة العربية الحالية والداعية إلى التفكير، وبشكل عاجل، في مسعى مشترك ومتكامل تضطلع فيه الجامعة العربية بدور رئيسي مع الأمم المتحدة والمنظمات ذات الصلة، والأخذ علما بخطابات فخامته إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الاتحاد الإفريقي في هذا الشأن.
وأشاد المجلس بجهود الدول الأعضاء في الجامعة العربية ومبادراتها الخاصة بالهدنة، وبالنداء الإنساني الصادر بتاريخ 19 إبريل 2023 عن الأمين العام لجامعة الدول العربية بوقف إطلاق النار في السودان لتجنيب أهل السودان الوضع المأساوي الذي وجدوا أنفسهم فيه ولم يكونوا مسؤولين عنه ويتحملون أوزاره طارئة، عبر تقنية التواصل السمعي البصري عن بعد لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب برئاسة دولة قطر، ودورة طارئة لمجلس وزراء الصحة العرب، برئاسة الجزائر الديمقراطية الشعبية، في التوقيت نفسه الذي يلتئم فيه مجلس الجامعة على مستوى المندوبين، وذلك للتعاطي العربي الشامل مع الأزمة الراهنة وتداعياتها الإنسانية والصحية على الشعب السوداني.
السوداني والحيلولة دون تفاقم الأحوال الإنسانية
وحث المجلس جميع الدول والمنظمات والوكالات الدولية المختصة على تقديم الدعم لدول جوار السودان التي تستقبل المواطنين السودانيين الباحثين عن ملاذ آمن في تلك الدول لمساعدتها على تحمل الأعباء المتزايدة، ويحقق طمأنينة المواطنين السودانيين ويفضي إلى تلبية تطلعاتهم في السلام والتنمية، وتهديد الأمن والسلم الإقليميين.
ورحب المجلس بالدعوة التي وجهها الأمين العام لجامعة الدول العربية ودعوة المجتمع الدولي إلى توفير المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة لسد احتياجات الشعب والتشديد على ضرورة حل الأزمة الراهنة بما يضمن أمن السودان وسيادته ووحدته الترابية وصيانة ورفض التدخل الخارجي في شؤون السودان الداخلية تجنباً لتأجيج الصراع وإطالة أمد الأزمة الراهنة.
وأكد المجلس أهمية مواصلة مجموعة السفراء العرب المعتمدين في الخرطوم للمهمة الموكلة إليهم، طبقا لما ورد في بيان المجلس بتاريخ 1 من إبريل ودعوة مصر بصفتها الرئيسة الحالية لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري، والأمين العام لجامعة الدول العربية إلى القيام بدور فاعل لتنسيق المواقف ما بين الدول الأعضاء في الجامعة وبينها وبين المنظمات الإقليمية والدولية.
وأعلن المجلس دعوة الأمين العام إلى متابعة تنفيذ هذا القرار بالتنسيق مع الدولة التي تتولى رئاسة مجلس الجامعة، على المستوى الوزاري، وإحاطة المجلس بالتطورات، مع إبقاء المجلس في حالة انعقاد دائم.
جوجل نيوز
