جمال عبدالصمد
ماذا تريد من الرئيس؟
شهدت مصر الكثير من التحديات الصعبة منذ سنوات طويلة، ولكنها ازدادت صعوبة عقب أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١م، وما ترتب عليها من تابعات متلاحقة، بالإضافة إلى تحديات أخرى وليدة الظروف الاقتصادية التي يمر بها العالم خلال السنوات القليلة الماضية.
وفي ظل هذه الظروف تزداد وتتشعب المشاكل ويستشعر الجميع دون تفرقة سواء في الداخل أو الخارج مدى تأثيرها على مناحي الحياة المختلفة كافة، لذا عندما يصطدم المواطن بمشكلة أو يقابله أمر ما يشغل تفكيره ويجد مسؤولا يصغي إليه أو شخصا يشاركه متاعبه يستشعر براحة نفسية تدفعه لمواجهة أي مشكلة أو تحدٍ يقابله مهما كانت ضراوته. لذلك تسعى الدولة إلى تخطي تلك التحديات محاولة النجاة من الانزلاق في نفق مظلم أو السقوط في الهاوية.
مما لا شك فيه أن هناك مطالب وتساؤلات واستفسارات متعددة يتمنى الجميع أن يتم طرحها على المسؤول أو صاحب القرار في الدولة وأن تأتي الإجابة التي تثلج الصدور وتطمئن القلوب، وعندما تجد أكبر مسؤول في الدولة وهو رئيس الجمهورية يطالب الجميع بأن يتقدموا بمطالبهم ومشاكلهم وأفكارهم ورؤيتهم واقتراحاتهم له شخصيا دون وسيط أو معاناة في الوصول إليه، هنا تشعر بأن المشاركة المجتمعية جاءت كي تساهم في وضع حلول للمشاكل القائمة ومواجهة التحديات القديمة والحديثة والراهنة، ورسم خريطة لكيفية تخطي تلك العقبات والوصول إلى بر الأمان بسلام.
لذلك جاء الحوار الوطني فاتحا ذراعيه لجميع أطياف الشعب من مختلف القوى السياسية والنقابية والمجتمع الأهلي والشخصيات العامة والخبراء، لكي يحول الأحلام إلى حقيقة والخيال إلى واقع، والوقوف على جميع الرؤى المختلفة والمقترحة من أجل الوصول إلى نتائج إيجابية تصب في صالح الوطن بصفة عامة والمواطن بصفة خاصة، وذلك عن طريق تطبيق المبادرات التنموية الإصلاحية التي تناسب الوقت الراهن.
كما جاء الحوار الوطني لكي يخرس ألسنة المشككين وليؤكد لهم أنه خطوة صادقة نحو طريق الإصلاح السياسي، وترسيخ مبدأ الديمقراطية من خلال رؤية مصر الاستراتيجية، كما أنه يعد رمزا للديمقراطية التشاركية، بالإضافة إلى مساهمته في رسم طريق النهضة بكافة المجالات، فضلا على أن هذا الحوار يعد بمثابة حجر أساس الانطلاق نحو بناء وتشييد الجمهورية الجديدة.
الجدير بالإشارة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كلف الأكاديمية الوطنية للتدريب لإدارة حوار حول أولويات العمل الوطني خاصة في المرحلة الراهنة، وذلك بالتنسيق مع كافة التيارات "سياسية، حزبية، ثقافية، شبابية..."، من أجل تبادل الآراء بين مختلف الفئات داخل المجتمع المصري، على أن ترفع للرئيس عبد الفتاح السيسي كافة نتائج الجلسات الحوارية التي يتابعها باهتمام.
وقد تم تشكيل مجلس أمناء للحوار الوطني من ١٩ عضوًا، كما اختارت الإدارة الكاتب الصحفي ضياء رشوان، منسقًا عامًا للحوار الوطني.
وحول آليات المشاركة، أطلقت إدارة الحوار عبر الموقع الإلكتروني الرسمي للمؤتمر الوطني للشباب استمارة إلكترونية لتسجيل الرغبات والمقترحات. وكانت نقطة البداية الحقيقية عندما انطلقت فعاليات الجلسة الافتتاحية يوم الأربعاء ٣ مايو ٢٠٢٣.
في النهاية أتمنى أن يأتي الحوار الوطني بالنتائج المرجوة التي ينتظرها المواطن المصري أملأ في تحقيق حياة كريمة له ولأسرته، بالإضافة إلى نشر الأمن والأمان والاستقرار والتنمية، وغيرها من أساسيات بناء الجمهورية الجديدة والدولة الحديثة.
















