عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
(كان) أيقظنا على مأساة السينما المصرية!!

(كان) أيقظنا على مأساة السينما المصرية!!

العديد من المسؤولين عن المهرجانات العربية يتواجدون فى (كان)، والعديد أيضًا من عيون المبرمجين فى هذه المهرجانات تحاول اختيار الأفلام الصالحة للعَرض، قطعًا الرقابة فى عالمنا العربى مع اختلاف الدرجة تتعامل بهامش من السماح مع أفلام المهرجانات، وفى مصر خلال السنوات الأخيرة زادت نسبة الأفلام التي يُسمَح فيها فقط للعرض الصحفى، أى أنها ممنوعة عن الجمهور، وهناك أفلام أخرى ممنوعة من العروض تمامًا بما فيها الصحافة.



 الصراع على أشده للحصول على السبق فى عرض الأفلام العربية التي زاد حولها الشغف بعد عرضها فى مهرجان (كان) وبلغ عددها 14 فيلمًا.

مهرجان (القاهرة) يقع زمنيًا بين مهرجانَىْ (الجونة ) و(البحر الأحمر)، ومؤكد الفيلم الذي سيُعرَض فى (الجونة) لن يعتبره (القاهرة) فيلمه المفضل، وصانع العمل الفنى يعنيه بالدرجة الأولى فرص الحصول على جائزة والترويج لفيلمه، ورأيى الشخصى أن المأزق الأكبر؛ خصوصًا للمهرجانات المصرية هو فى الحصول على فيلم مصري يرقى لتمثيل السينما المصرية فى المهرجان المصري.

 أتذكر جيدًا أننا منذ منتصف الثمانينيات وحتى التسعينيات، كان مهرجان (القاهرة) يشكل لجنة شارك كاتب هذه السطور فى عضويتها لاختيار الأفلام الصالحة لتمثيل السينما المصرية، كنا نشاهد أحيانًا خمسة عشر فيلمًا بينما المطلوب فقط فيلمان كحد أقصى، وكثيرًا ما كنا نتابع، الصراع على المشاركة فى المهرجان، والكل يعتبر أن تواجد الفيلم فى المسابقة الرئيسية والحلم المشروع بالهرم الذهبى هو الهدف الأسمَى، فى السنوات الأخيرة أصبحنا نعرض ما هو متوافر ولا يعنينا المستوى، وإن كنت أرى دائمًا أن عدم المشاركة أفضل، ولكن عادة ينتصر الصوت الذي يميل أكثر للتواجد المصري، فى مهرجان (القاهرة) مَهما كان مستوى الفيلم.

مهرجان (كان) هذه الدورة قدّم لنا إنذارًا بسبب تراجعنا المخزى عن التواجد فى المسابقات الرئيسية للمهرجان، كما أننا- كما يبدو- سنغيب أيضًا عن التواجد فى المهرجانات العربية.

الأمْرُ يتجاوز مؤكدًا قدرات وإمكانيات وزارة الثقافة، ننتظر أن يصبح الأمْرُ قضية أمن قومى، السينما أحد أهم عناوين مصر الناعمة، فى العالم تشهد تراجعًا خارجيًا، وقبل ذلك داخليًا، علينا أن نتذكر أن هذا العام لم نجد فيلمًا تنطبق عليه الشروط لتمثيل مصر فى الأوسكار، وأن المهرجان الكاثوليكى للسينما المصرية اضطر لتغيير اللائحة حتى يسمح لأفلام لم تعرض جماهيريًا يتاح لها المشاركة فى المهرجان العريق الذي يربو على 70 عامًا، تمسكه باللائحة القديمة يعنى أنه لن يستطيع إقامة المهرجان هذا العام، هل أزيدكم من الشعر بيتًا؟ المهرجان القومى للسينما المصرية والذي كان يعقد منذ 30 عامًا تقرّر أيضًا إيقافه هذه الدورة.

تعيش السينما المصرية فى مأساة جسَّدها بقوة مهرجان (كان) الذي يسدل ستائره مساء اليوم (السبت) تواجدت أفلام طويلة من تونس والمغرب والسودان والأردن بينما غابت مصر، هل يسمعنا أحد، هل هناك حقًا مَن يؤرقه الغياب؟! 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز