عاجل
الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
ثقافة الاستهلاك .. وحتمية التغيير!

همس الكلمات ..

ثقافة الاستهلاك .. وحتمية التغيير!

كل عام وحضراتكم بألف خير وأمن وأمان لبلادنا الغالية، بطبيعة الحال مع قدوم عيد الأضحى المبارك، ومن قبل ذلك.. وكثر الحديث حول الأسعار وارتفاعها.



وفي الواقع حديثي ليس عن الأسعار، وتدخل الدولة بكافة جهاتها لتقليل الأعباء وعدم ترك المواطن في يدي محلات القصابين الخاصة.. لكن هناك حقيقة فجرتها الزيادة في الأسعار، والبعض تناولها على أنها نكتة للاستخفاف، وهي فكرة "البيع بالقطعة".

 

 

وقد أطلقها من قبل حلول العيد، أحد القصابين في الصعيد، وهو "محمد قدري"، جزار في أحد ميادين محافظة سوهاج وتتضمن بيع اللحوم لأول مرة، بالقطعة الواحدة وليس بزنة الكيلو أو النصف، وأن سبب اللجوء إلى ذلك هو تراجع حركة البيع لديه مع ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، ولجأ إلى بيع القطعة وزن 60 جراما بقيمة 20 جنيهًا، وبالفعل ساهمت تلك المبادرة بشكل كبير في زيادة الإقبال والشراء داخل المحل، وأقبلت زبائن كثيرة على شراء ثلاث أو أربع قطع فقط في حدود ما تمتلكه وبدون أي حرج.

 

وعجبتنى بصراحة فكرة البيع بالقطعة، لانها تنجح فى تحقيق العديد من الأهداف أولها، مواجهة ارتفاع سعر الكيلو وعدم القدرة الشرائية، ثانيا، القضاء على الخجل الذي كان يسيطر على العميل فى حالة طلب وزن منخفض أقل من نصف كيلو، ثالثا، القضاء على جشع القصاب أو التاجر الذي يرفض البيع للمواطن أقل من نصف كيلو وينظر إلى المشتري بعدم الاحترام والتقليل منه، أو يعطى له لحمة على سبيل المثال كلها عضم ودهن ويقوله "على قد فلوسك".

 

 

وفي الواقع هذه المبادرة جديدة فقط، على ثقافة الشراء لدينا وتعاملاتنا اليومية للسلع الغذائية، ولكنها مطبقة ونمط للحياة سائد فى الدول الغنية المتقدمة منذ سنوات طويلة، حيث يمثل ذلك أسلوبا للشراء، فالكل مهما كانت قدرته المالية يشتري على قدر الاحتياج فقط.

 

 

وتلك الثقافة الواعية تغطي كافة المتطلبات بدءا من رغيف الخبز والعيش الأفرنجى لايتم شراء رغيف كامل ولكن يقطع الى قطع متساوية ويتم الشراء طبقا للحاجة، والفاكهة لا يوجد شيء اسمه كيلو ولكن تباع الفاكهة بالثمرة الواحدة سواء تفاحة أو موزة أو برتقالة أو غيرها من أنواع الفاكهة. 

 

ولا يوجد شيء اسمه بطيخة كاملة ولكن تقطع لشرائح ويتم عرضها فى ثلاجة العرض بالهايبر حتى لا تفسد، ويتم الشراء بعدد من القطع فقط كل على حسب حاجته.. وغيره من الأمثلة على الخضروات والأسماك.

 

 

وتساؤلي: إذا كنا خاصة الأجيال الشابة تحاول تقليد الأجانب في كل شيء تقريبا موضة الملابس الاغاني، حركات الرقص وغيرها، حتى لو لم يكن يتناسب مع ثقافتنا، فلماذا لا نقلد الوسائل الجيدة والداعمة لأسلوب حياة ناجح لا يختلف عليه أحد؟

 

 

أولستم تتفقون معي، أن هناك الحاجة إلى حتمية تعميم ثقافة القطعة الواحدة على كافة أوجه مصادر الاستهلاك الغذائية، وعدم شراء مايزيد عن احتياجاتنا وتكون النتيجة تعرض تلك الزيادة للتلف واستنزاف لمواردنا المالية، وأيضا لموارد الدولة المتاحة والإضرار باقتصادياتها!

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز