جمال عبدالصمد
الهوية الكروية وسوق الانتقالات الداخلية
الانتماء الكروي ومؤازرتك لفريقك أينما تواجد واجب ودافع مهم نابع من إحساسك الداخلي بالمسؤولية، كما أنه من المبادئ الأساسية لدى جمهور المشجعين، ولكن في بعض الأوقات يجب أن تختلف الأمور وتتجه دفة الانتماء الكروي من تشجيع فريق محلي أنتمي له وأشجعه دومًا، إلى انتماء أكبر وأشمل ألا وهو مساندة أي فريق يمثل الوطن "مصر" حتى لو كان هذا الفريق هو المنافس لفريقك محليًا، لأن في هذه الحالة من الواجب والضروري علينا أن ننحي هويتنا الكروية المحلية لتعلوها الهوية المصرية الوطنية.
انتماؤك لفريقك والوقوف خلفه ومساندته خلال مشواره وطريق انتصاراته وحصده للبطولات أمر طبيعي وواجب شرعي، ولكن ليس من الطبيعي ألا تفرق بين الفريق المنافس لك في البطولات المحلية وبين مشاركته في البطولات الدولية "الإفريقية- العربية"، فليس من المعقول أن تشجع فريق دولة أخرى لكونه يلعب أمام الفريق المنافس لناديك. لأن هذا السلوك مرفوض ولا يمت بصلة للروح الرياضية من قريب أو بعيد.
ومن الملاحظ أيضًا تحول سوق الانتقالات الشتوية والصيفية بقدرة قادر إلى ساحة حرب باردة، من خلال إطلاق تصريحات نارية واستفزازية منها ما هي معلومة المصدر وأخرى مجهولة المصدر يتداولها العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الغير الرسمية، والكل يتابع الأخبار والتصريحات حول المناورات الاستراتيجية في كيفية انتقال "خطف" نجوم الأندية من بعضها خاصة بين قطبي الكرة المصرية "الأهلي والزمالك"، إما من خلال التعاقد المباشر مع اللاعب أو عن طريق البوابة الخلفية وهي: التعاقد مع النادي الأوروبي أو الخليجي بعد إعارته له وهذا ما حدث مع الكثير من النجوم حديث الساعة الآن.
الغريب أننا نلاحظ انتعاشة وصحوة في أشكال التشجيع الكروي الذي تحول إلى تعصب أعمى، حيث يطفو على سطح الساحة الرياضية بعض المهاترات والتراشق بالألفاظ العدوانية والتحفيل وغيرها من مظاهر وسلوكيات غير حضارية وغير مقبولة، خاصة قبل أو بعد كل مباراة "الأحمر والأبيض" من ناحية وفي كل موسم لانتقالات اللاعبين من ناحية أخرى.
كما يحتوي موسم الاحتراف الداخلي أو الانتقالات "الشتوية والصيفية"، الذي أصفه بلعبة الكراسي الموسيقية على العديد من السلبيات والانتقادات وهي أنه لم ولن يقدم أي إفادة للمنتخب الوطني، بالإضافة إلى أنه يخلق نوعا من الاحتقان ويساهم في زيادة مساحة التعصب بين الأندية، فضلًا على أنه ساهم ولعب دورًا هامًا في تفشي ظاهرة ارتفاع أسعار عقود لاعبي كرة القدم بشكل مبالغ فيه.
لذا أتمنى أن يتم الاهتمام والتركيز على الاحتراف الخارجي حتى يخرج من عباءة الكرة المصرية نماذج وطنية مشرفة مثل محمد صلاح.
في النهاية أتمنى وضع علم مصر قبل علم النادي على تيشرتات اللاعبين جميعًا، وفي حالة تمثيل أي نادٍ للوطن في بطولات خارجية وجب على الكل تشجيع النادي الذي يحمل علم مصر دون النظر إلى لون التيشرت أو هوية النادي، لأن في هذه الحالة سوف تنتصر روح الانتماء الكروي للوطن على حساب التعصب الكروي الأعمى، كما أتمنى أن يحرص محررو الرياضة على الابتعاد عن الكلمات العنيفة التي تساهم في تأجيج الخلافات بين جماهير وإدارات الأندية صاحبة الجماهيرية الكبيرة.
وأخيرًا وليس آخرًا علينا أن نعي جيدًا أن الهدف الأساسي من الرياضة ومتابعة أخبارها هو تحسين المزاج العام والسعي للترويح عن النفس والشعور والإحساس بالمتعة والإثارة وذلك من خلال الالتزام بمبادئ وأخلاقيات الرياضة.
















