عاجل
الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
ممكن تنجح يا "خميرة العكننة"

ممكن تنجح يا "خميرة العكننة"

تحت هذا العنوان نشرت هذا المقال يوم الجمعة 13 يوليو 2018 في بوابة روزاليوسف، أي قبل خمس سنوات، بمناسبة ردود أفعال بعض الأسر على نتائج أبنائهم، غير المرضية لهم في الثانوية العامة، المهم أترككم للمقال الذي وجدت من المناسب التذكير بنفس نصائحه مع نتيجة الثانوية العامة هذا العام، مع ملاحظة أن هناك الكثير ممن كانوا غاضبين لعدم تحقيق هدفهم بالالتحاق بما يسمونه كليات القمة، حققوا نجاحات كبيرة فيما كتب لهم الله الالتحاق به، في كل مكان قمة لمن يجتهد.



إلى المقال: 

إخوتي مجتازو عقبة الثانوية العامة، من يعتزم النجاح في الحياة عليه أن يبحث عن البدائل والحلول، ومن يريد الفشل سيبحث دائمًا عن المبررات.

 

قد تتساءل: وهل يريد أحد الفشل؟ أقول لك: نعم الفشل والنجاح إرادة، أنت من تختار، لكنك تخدع نفسك وتبحث عن شماعات، تعلق عليها إخفاقك.

 

لكن ما هو الفشل في وجهة نظرك؟ السؤال لك أنت يا خميرة العكننة، ولك يا كل أب وكل أم، أبكت ابنها أو ابنتها في يوم نجاح، بمزاعم تافهة من عينة، أن مجموعه ضعيف، لا يؤهل للالتحاق بالطب أو الهندسة.

 

مهما كان مجموعك.. مهما كانت نتيجة أبنائكم، باركوا لهم وفرحوهم، وانصحوهم، مصر لن تكون كلها أطباء ومهندسين، أنتم من صنعتم صنم كليات القمة لتعبدوه في خيالاتكم، هناك آلاف البدائل في الحياة لتحقيق الذات والنجاح.

 

النجاح ليس مجموعًا يسمح لك بالالتحاق بكلية، كنت تحلم بها، بل النجاح في اجتياز عتبة الثانوية العامة، النجاح أن تستطيع أن تضع لنفسك أهدافًا بديلة تسعى لبلوغها في المستقبل، إن لم يحالفك الحظ في مجموع الثانوية.

تستطيع أن تكون حيثما تعمل وتجتهد وتبدع، الثانوية مرحلة لكنها ليست النهاية، تستطيع أن تخلق حلمًا بديلًا إذا لم يتحقق حلمك في المرحلة الثانوية، تستطيع فقط حاول.

 

تريليون مبروك لكل من اجتاز عتبة الثانوية العامة، اعبر الباب للمرحلة الجامعية، انظر للحياة بعين راضية ستجد البدائل والفرص واسعة، فقط لا تكون أسير ثقب إبرة صنعه خيالك للنظر منه لمستقبلك.

 

لست في حاجة لأن أقدم لك النماذج والأمثلة، فقط انظر حولك، ستجد آلاف قصص النجاح التي تحققت، نتيجة الاجتهاد، ستجد أطباء فاشلين، ومحامين ملء السمع والبصر والعكس، ستجد من التحق بكلية تحت إجبار سيف التنسيق، فاجتهد بها فبات ناجحًا في عمله، من لم يلتحق بالطب فبات أستاذًا جامعيًا في كلية العلوم أو غيرها.

 

في الصحافة مثلًا عشرات من كبار الكتاب، والإعلاميين، لم تسعفهم مجاميعهم الالتحاق بكليات الإعلام، يوم أن كانوا في مثل سنك، لكنهم اجتهدوا، طالعوا الكتب، ثقفوا أنفسهم، حصلوا على مؤهلاتهم التي كتبها الله لهم، بينما كان عملهم فيما اختاروه واجتهدوا من أجله.

 

تستطيع أن تكون حيثما تُبدع وتجتهد وتتميز، الصانع المبدع نجم وعملة نادرة بين أبناء مهنته، والمزارع المبدع المجتهد مستشار جيرانه، والطبيب والمهندس والمحامي والفنان، والمحاسب، في كل مهنة مئات الآلاف، لكن في كل مهنة النماذج البارعة معدودة لكنها على القمة.

 

القمة ليست في كلية بعينها، بل في كل مهنة قمة وقاع، يصعد للقمة في كل مهنة أو حرفة من يجتهد ويعمل ويُبدع.

 

هل أدلكم على سر النجاح؟.. فقط العمل الدءوب والمستمر، فقط التفكير الدائم في بدائل والحلول لكل ما تفرضه عليك الحياة من تحديات، فقط أن تلغي من قاموسك المبررات، وتمسح من عقلك اليأس، أن تعمل بضمير وتجتهد وتؤمن بأن الله يُقدر لك الأفضل، فلا تنظر لمستقبلك بعلمك المحدود ونظرتك القاصرة.

 

يا كل "خميرة عكننة" في كل بيت، استمتعوا بنجاحكم ونجاح أبنائكم، وفكروا معهم في البدائل، حسّنوا قدراتهم وعظّموا مواهبهم.

 

أقسم أن كل كلمة كتبتها لكم، من واقع تجربة شخصية، ومعارك حياتية، كم من حلم لي تحطم على صخرة الحياة، فجعلت من عزيمتي صخرة لا تنكسر، وبحثت عن البدائل وساحات جديدة للنجاح، كثيرًا ما كنت أرى الخير في هدف أو طريق، فيختار الله لي طريقًا آخر، فأكتشف في المستقبل أنني كنت ظالمًا لنفسي، التي بلغت من الأفضل بتقدير الله والأخذ بالأسباب ما لم أكن أتوقعه.

 

الخلاصة: الرضا بما كتبه الله، طالما اجتهدت، ثم تحديد أهداف بديلة، والعمل الدائم والدءوب لتحقيقها، القمم في كل المهن، فاحرص على بلوغها، والمستنقعات في كل شيء فاحذر الوقوع فيها، كن على يقين أن الله قدّر لك الأفضل، فقط واصل السعي في دروب الحياة، لتبلغ لحظة تكتشف فيها هذه الحقيقة، عسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم.

 

مبروك، افرحوا، بلاش "عكننة"، أنتم نجحتم وتستطيعون بلوغ الأفضل، إن شاء الله.

 

[email protected]

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز