جمال عبدالصمد
هؤلاء ينهبون حقوقنا!
تعد "الكهرباء" خدمة من حزمة الخدمات التي تقدمها الدولة للمواطن، مثل المياه والغاز الطبيعي والصرف الصحي، حيث يعتبر التيار الكهربائي من أهم مصادر الطاقة شيوعًا وانتشارًا واستخدامًا في كافة المجالات، وكان لانقطاع الكهرباء بالغ الأثر في الشارع المصري خاصة ونحن في ذروة فصل الصيف، الأمر الذي دفع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، إلى الخروج بتصريحات لتوضيح أسباب انقطاع الكهرباء، وأرجع ذلك إلى الموجة الشديدة التي تشهدها البلاد من ارتفاع درجات الحرارة، بالإضافة إلى زيادة معدلات استهلاك الطاقة الكهربائية بشكل كبير.
برغم إعلان رئاسة مجلس الوزراء الخطة الاستراتيجية لتخفيف أحمال التيار الكهربائي بكافة محافظات الجمهورية، وذلك بالتعاون والتنسيق مع وزارتي الكهرباء والبترول، والتي أعلنت عن جداول تفصيلية وتوضيحية للمناطق التي سيتم تخفيف الأحمال بها والمدة الزمنية التي ستستغرقها، إلا أن هناك مفسدين يسبحون ضد التيار الخاص باستراتيجية الدولة ويقومون دون استحياء بنهب مقدرات الشعب وسرقة موارد الدولة.
في السطور القادمة سوف أسلط الضوء على نوع من السرقة يتم أمام أعين الجميع دون خجل، وأستعرض طرق وكيفية اختلاس وسرقة التيار الكهربائي، فعندما أقوم بحصر أشكال وصور هذه الجريمة، نجد أن هناك عددًا من الباعة الجائلين يقومون بسرقة الكهرباء من أعمدة الإنارة بالشوارع لإنارة وتزيين عرباتهم باللمبات المضيئة وهذه النماذج منتشرة بطول كورنيش الإسكندرية ومحافظات مصر كافة، بالإضافة إلى الأسواق العشوائية التي نجد فيها إضاءة "مسروقة" بشكل مبالغ فيه.
عندما تقع عينك على مغسلة لغسيل السيارات أو السجاد تأكد أن الكهرباء والمياه المستخدمين فيها مسروقة وغير قانونية، أما أصحاب العربات الخشبية الذين ينتشرون بالشوارع الجانبية والرئيسية "فرش الخضار أو الفاكهة" تجدهم يستمدون سبل إضاءتهم من أعمدة الإنارة بالشارع أو من مصادر أخرى غير قانونية، وغيرها من نماذج أخرى لانتهاكات أفراد يتهربون من دفع فواتير الكهرباء.
لم تكن سرقة التيار الكهربائي مجرمة قانونًا بل إن كل من يتحصل عليها بطرق غير مشروعة ويستخدمها يقع تحت حكم ديني وهو أن ما يفعله يعد "حرام شرعًا"، حيث جاء في كتابه الكريم قال الله عز وجل "يا أيها الذين أمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارةٍ عن تراضٍ منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا" سورة النساء. كما جاء بالحديث الشريف، عن خولة الأنصارية رضي الله عنها قالت: قال رسول الله ﷺ: "إن رجالًا يتخوضون في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة".
أصبحت البنية التحتية لا تتحمل الكم الهائل من البناء العشوائي والأبنية الشاهقة الارتفاع، التي أثرت بشكل مباشر وسيئ في تقديم الخدمات المتنوعة "كهرباء، مياه، صرف صحي..." لذا لمس المواطنون هذا التقصير بشكل واضح، خاصة بعد هوجة البناء المخالف التي تفشت بعد أحداث ٢٥يناير، حيث قام أصحاب النفوس الضعيفة باستغلال الانفلات الأمني وشرعوا في البناء الشاهق والعشوائي.
أخيرًا وليس آخرًا الكل يتفق على أن سرقة التيار الكهربائي حرام شرعًا وقانونًا، وعلى الجهات المعنية مواجهة هذه الأزمة وملاحقة أصحاب النفوس الضعيفة، فإذا كنتم تبحثون عن الحل فالأمر في غاية البساطة والسهولة، ابحثوا عن سارقي حقوقنا بالشوارع الذين يهدرون الكهرباء والمياه دون وجه حق، فهؤلاء يسرقون ويختلسون وينهبون أمام أعينكم وعلى مرأى ومسمع من الجميع، ويقومون بجريمتهم في وضح النهار ولا يهابون أحدًا.
















