شروط سباق التزين بالأخلاق

الأخلاق هي مجموعة من المبادئ والقيم الراقية، التي تحكم وتهيمن على سلوك الإنسان، وتجعله يختار ما هو أفضل وأصوب، والتزين بالأخلاق له معانٍ كثيرة فمن خلالها يسعى الإنسان إلى الرقي بأخلاقه في جميع تصرفاته وعلاقاته بالآخرين، سواء في حياته الخاصة أو العامة.

الأمر الذي يجعل السعي إلى التزين بالأخلاق  أمرا ضروريا لدى كل إنسان، كما أن هناك العديد من العوامل المتنوعة التي تسهم في تحقيق واكتساب هذه المبادئ والقيم وتطبيقها في الحياة اليومية ومنها: التنشئة الدينية السليمة، ودور الأسرة من خلال التربية الصحيحة وغرس القيم الأخلاقية في نفوس الأطفال منذ الصغر، بالإضافة إلى دور المؤسسات التعليمية "الحضانة، والمدرسة، والجامعة"، ودور العبادة والاقتداء بالصالحين، فضلا عن دور الإعلام والصحافة بكل أنواعها فى هذا الصدد.

هناك شروط مهمة تؤهلك للمشاركة في سباق التزين بالأخلاق، فعندما تريد التحلي بالصفات الأخلاقية الكريمة، يجب عليك الالتزام بأداء العبادات والطاعات التي تقربك إلى الله عز وجل، والابتعاد عن المعاصي والمخالفات والتصرفات الخاطئة، بالإضافة إلى أنه من الضروري أن تكون راضيا ومقتنعا بذاتك، فضلا عن إتقانك فن التعامل مع أفراد المجتمع بكل فئاته من خلال المعاملة الحسنة والكلمة الطيبة، وتقديم يد العون والمساعدة، والحرص على عدم إيذاء الآخرين.

أشكال التزين بالأخلاق كثيرة ومتنوعة، منها الصدق والأمانة، والعدل والإنصاف، والرحمة والرأفة والعفو، والصبر والحلم، والتواضع والكرم، وغيرها من الصفات  الحميدة التي تجعلنا أشخاصًا صالحين، فالإنسان الواعي هو الذي يدرك أهمية الأخلاق الكريمة، ويبتعد عن التصرفات السيئة "اللا اخلاقية"، فالأخلاق لا تكتسب بالقراءة فقط، بل لا بد من ممارستها وتطبيقها في مناحي الحياة اليومية.

رغم حالة الانضباط والالتزام الأمني بالشارع، إلا أن قلة من أصحاب الأخلاق الغائبة "منفلتي الاخلاق"، يصدر عنهم تصرفات غير أخلاقية  بالشوارع، منها الإساءة اللفظية، والسلوكيات المنافية للآداب العامة، وغيرها من أشكال السباب بين بعضهم البعض، الأمر الذي يحتاج ويستوجب إلى تطبيق تهمة السب والقذف عليهم، حتى يصبحوا عبرة لكل فرد لا يلتزم باحترام ذاته قبل احترامه للجميع.

في النهاية.. سمة "الأخلاق " لها أهمية كبيرة وعظيمة لدى صاحبها، فعندما يمتلك الإنسان صفة من صفات الأخلاق، فإنه يستطيع العيش في سلام وطمأنينة وسعادة، كما يشعر بحالة من الرضا، بالإضافة إلى أن صاحب الأخلاق يمكنه بناء علاقات اجتماعية سليمة مبنية على الثقة والاحترام المتبادل، بينما الإنسان الذي يفتقر لسمة الأخلاق أو يفتقدها يعيش منبوذا بين أفراد المجتمع، ويعتبره الجميع عنصرا غير صالح، وأحيانا يكون سببا في جلب العار  لأسرته.

أخيرا وليس آخرا التزين بالأخلاق هو غاية يسعى إليها كل إنسان يرغب في تحقيق السعادة والنجاح في حياته، وهو مسؤولية كبيرة تقع على عاتق كل فرد في المجتمع، لهذا فمن الضروري أن نحرص جميعا على المشاركة في هذا السباق لكي نحظى بالتزين بالأخلاق الحميدة، التي تجعلنا نتميز عن الأخرين، وتجعلنا أكثر سعادة ورضا عن حياتنا، حتى نكون عناصر ونماذج جيدة وصالحة تفيد أسرتنا ومجتمعنا.